-->

اخـــــطاء دبلوماسية البوليساريو القاتلة..


في شهر سبتمبر من العام الماضي كتبت مقالا تحت عنوان "حذاري من دبلوماسية اللحظات الاخيرة"، وجاء فيه بالحرف الواحد "على الدبلوماسية الصحراوية العمل على ارسال وفد دبلوماسي رفيع تزامنا مع زيارة الوفد المغربي من اجل تخفيف الضغط على اصدقاء الشعب الصحراوي في الاحزاب السياسية السويدية وداخل البرلمان السويدي. وعدم ترك المغرب يلعب وحيدا في المشهد السياسي السويدي، لان غياب الطرف الأخر كفيل بضمان الفوز للفريق الحاضر".
وبعد ثلاثة اشهر من نشر المقال زار وفد صحراوي عالي المستوى العاصمة السويدية لكن للاسف ان الزيارة اتت بعد القرار الاخير للخارجية السويدية القاضي بالتراجع عن الاعتراف بالدولة الصحراوية، ولا ادري ان كانت قيادتنا الرشيدة تقرأ مايكتب في المواقع المستقلة، ام انها كانت منشغلة بموضوع المؤتمر اكثر من انشغالها بالرد على التحركات المغربية؟ ، وهو ماكلفنا خسارة اول اعتراف رسمي من بلد اوروبي، ، فالمطلوب كان عدم ترك الساحة السويدية فارغة كما تركت الكثير من التمثيليات والسفارات فارغة تزامنا مع المؤتمر الشعبي العام الرابع عشر، لان الحرص على إنجاح المؤتمر لا يعد مبررا لترك المكاتب والتمثيليات والسفارات شاغرة.
حالة السويد هي مثال على الاخطاء الكارثية التي ارتكبتها الدبلوماسية الصحراوية في السنوات الاخيرة، وهي اخطاء تنضاف لأخطاء كثيرة ومنها على سبيل الذكر لا الحصر :
- ترك المكاتب والسفارات شاغرة دون وجود من يمثل الدولة الصحراوية، وهو ماكلفنا خسارة اعتراف دول وازنة في العالم بسبب شغور السفارات الصحراوية مثل الهند وايران.
- الاكتفاء بممثل واحد في دول محورية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والسويد والدنمارك والنرويج وفنلندا وسويسرا والقائمة طويلة، مايعني انه من المستحيل على شخص واحد القيام بمهام التحسيس بالقضية الصحراوية في الوقت الذي توجد به العديد من التمثيليات في بلد مثل اسبانيا ولامجال للمقارنة بينها وبين الولايات المتحدة الامريكية او بريطانيا من حيث الوزن والاهمية في السياسة الدولية.
- الخروج من الخطاب الممل الذي اصبح مستهلكا ومجترا في كل لقاءاتنا الدبلوماسية والمبني على السمفونية المعروفة "واطلعه على مستجدات القضية الوطنية وماتعيشه المناطق المحتلة من حصار اعلامي، وعبر الضيف عن مساندته للقضية الصحراوية" هذه المسفونية التي كانت السبب في خسارة نصف الاعترافات التي حققتها جبهة البوليساريو طيلة الاعوام الماضية، بعد عجزها عن عصرنة خطابها الدبلوماسي بما ينسجم مع الخطاب الحديث القائم اساسا على المصالح المتبادلة بعيدا عن لغة الانسانية التي لم تعد موجودة الا في بعض المنابر الدولية الهامشية.
- ضرورة تشبيب الدبلوماسية الصحراوية وعدم الاتكال على الاجيال القديمة التي يبدو ان خطابها لم يعد مقنعا لدى صناع القرار في العالم.
- محاولة اقناع العالم بالمؤسسات التي تم تشييدها بالمناطق المحررة ، لان كل ماتم تشييده على ارض الجزائر لايعد منشأة صحراوية. ولادليل على سيادة الدولة الصحراوية بخلاف المشاريع التي تتم في المناطق المحررة من الصحراء الغربية.
- عدم الاتكال كثيرا على دبلوماسية الحليف في كسب الاعترافات الدولية، لان قرار إعادة العلاقات مع دولة بنما اعلن عنه الوزير الجزائرية المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والافريقية قبل ان يعلن عنه من قبل الدبلوماسية الصحراوية.
- ابعاد التعيينات الدبلوماسية عن وصاية الشيوخ والمحاصصة القبلية ومراعاة الكفاءة في التعيينات الدبلوماسية، لان الدبلوماسي مطالب بتمثيل دولة لا بتمثيل "افريك".
- عدم الاكتفاء بمواقف الاتحاد الافريقي والبحث عن منظمات دولية اخرى وازنة ولها تأثيرها في القرارات الاقتصادية والسياسية العالمية.
هذه مجرد نصائح للقائمين على الدبلوماسية الصحراوية قبل الاعلان عن الحركية الدبلوماسية التي سيراعى فيها كما جرت العادة عامل "ترضية الخواطر" اكثر من الحرص على النهوض بالاداء الدبلوماسي الصحراوي.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *