-->

المخيمات"وديعة" الصحراويين التي يعودون اليها من أي مكان!


من المفارقات النادرة،أنه وحتى إن حصل الصحراوي علي الجنسية الامريكية،فإنه يعود ليعيش في المخيمات حيث منبته،وحيث يشعر بعزته وقيمة ما معنى أن يكون الإنسان حرا،وحيث يشعر بقربه من أرضه، وقربها منه.قضية اللجوء يصعب تفسيرها لولا وجود مخيمات باعتبارها وسيلة ايضاح تترجم صورة المعاناة- التي يعانيها شعب الصحراء الغربية- لما كان هناك حضور أممي للمشكل عالميا.اذا اصرار الانسان الصحراوي وتمسكه بوضع معين،لا يمكن فصله عن جذوره السياسية،ولولا المخيمات لما كان للقضية الصحراوية شكل معروف،ولا بد من الاعتراف بأن المخيمات حالت دائما دون أن تنسى قضية أهلها،انها رأس الخيط الذي،يفهم منه العالم شيئا عن هذه القضية،لذا فإنه، من باب مصلحة القضية الوطنية،أن يتجذر الوعي بأهمية الحفاظ علي هذه المخيمات،شكلها،تفردها،تنظيمها،طريقة عيشها،معنويات سكانها؛ باعتبارها أم المكاسب،التي تسجل باحترام حضور الانسان الصحراوي الدائمة ورغبته في أن يكون حرا،اسوة بالشعوب التي سبقته؛لقد اعطت هذه المخيمات صورة للغرب عن نموذج الدولة المقبولة،والتي يتعايش سكانها بانسجام،وتأخذ فيها المرأة حقا مساوي للرجل،ومن خلالها خلصوا الي أن قيام دولة مستقلة في الصحراء الغربية لا يمكن أن يكون عالة علي العالم؛أو يتسبب وجودها في أي خطر علي السلم والأمن العالميين.
ومن الخطأ،تفسير اقدام اسبانيا علي منح آلاف الصحراويين بطاقة "بلا وطن" علي انه كرم ورأفة من سلطات هذه القوى الإستعمارية،التي كانت السبب في معاناتهم،بل لا بد من فهم هذه الخطوة في اطارها الصحيح علي أنها جزء من مؤامرة تصب في صالح المغرب،الذي يرى بأن المخيمات هي سر من اسرار قوة الصحراويين، التي يجب تحييدها من الطريق،ورغم ذالك،يظل الانسان الصحراوي يفاجئ اعدائه دائما حين تتمدد امنياته لتعود به للعيش في مخيماته!!
بقلم: ازعور ابراهيم

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *