-->

المنتدى الاجتماعي الصحراوي ... تحديات وافاق

الصحراء الغربية (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) المجتمع المدني الصحراوي
حلم يراود الكثيرين، غير انه في نفس الوقت يفزع الكثيرين، ربما بسبب ضبابية الرؤية للمجتمع المدني الذي نريد، وعدم استيعاب البعض للدور الذي يمكن ان تلعبه فعاليات المجتمع المدني في التعريف بالقضية الصحراوية وفضح الاحتلال المغربي من خلال اختراق الصمت الدولي، والحصار الاعلامي المفروض على القضية الصحراوية، والاضطلاع بدور التعريف بعدالة كفاح الشعب الصحراوي وقضيته العادلة في مختلف المحطات على الساحة الدولية، وبالرغم من اهمية الدور الذي تلعبه الحركات المدنية في العالم إلا ان البعض يتوجس خيفة من اي حراك اجتماعي قبل نيل الاستقلال حجته في ذلك صرف انظار المجتمع الى قضايا غير الهدف الاساسي المتمثل في التحرير وطرد الاحتلال، يفتح الباب على مصراعيه مع تداعيات الواقع وافرازاته السلبية التي انتجتها سنوات الانتظار الطويلة واخطاء بعض المسؤولين وتراجع بعض القطاعات والمؤسسات عن الدور المنوط بها، فيما يرى البعض الاخر ان احترام الحقوق والنضال من اجل العدالة لا يتأتى الا من خلال حركات مدنية مؤطرة وقادرة على انتزاع الحقوق الاساسية للشعب وبالتالي يصبح المجتمع المدني ضرورة ملحة يجب ان ينطلق وتزاح كل العقبات والعراقيل من طريقه.
بيد ان طرح فكرة بناء مجتمع مدني صحراوي، او التحضير لتأسيس المنتدى الاجتماعي الصحراوي على ضوء التوصيات التي خرجت بها الطبعة الأخيرة من المنتدى الاجتماعي العالمي بتونس و ضرورة التفكير بجدية في بناء منتدى اجتماعي قادر على خلق فضاء تنصهر فيه جميع فعاليات المجتمع الصحراوي بالمناطق المحتلة ومخيمات اللاجئين الصحراويين، ويحتضن المبادرات والحملات التطوعية في الميادين الاجتماعية، ومنتدى للأفكار والإبداعات المتنوعة.
لاماب المستقلة وبمناسبة المشاركة الكبيرة لوفد صحراوي يضم اكثر من 100 شخص يمثلون مختلف الفعاليات والمؤسسات الوطنية تفتح النقاش حول الأهداف التي سيضطلع بها والعقبات المتوقعة والافاق المستقبلية، ومدى قدرته على تحريك المياه الراكدة في ساحات المنظمات الجماهيرية وذلك تزامنا مع التحضير لاعلان تاسيسه بشكل رسمي.

تعريف المجتمع المدني:
يعتبر المجتمع المدني من المفاهيم التي باتت تطرح نفسها بشدة على الساحة الاجتماعية والفكرية خاصة في الدول العربية بعد ما شهده العالم العربي من تحول جراء موجة ما بات يعرف بالربيع العربي الذي أطاح بعدة أنظمة عربية، رافق ذلك انفتاح في الحديث عن الديمقراطية وحرية التعبير والرغبة في بناء مجتمع مدني ذو طابع حقوقي وإنساني يضع في أولوياته السهر على المساهمة في توفير الخدمات الأساسية للمواطنين والحفاظ على كرامتهم وتحقيق الحرية والمساوة بينهم .
وقد تعددت مفاهيم المجتمع المدني بتعدد مشارب واتجاهات الباحثين، فلقد عرف على انه، المجتمع الذي يشارك في بنائه المواطنين ليس بالآليات والاستراتيجيات المألوفة، بل عبر اقامة مؤسساتهم ومنظماتهم كآليات للتأثير على واقعهم ورسم آفاق لمستقبلهم، وعبر تكريس قيم الديمقراطية والتعددية فتكف مصائرهم عن ان تكون في ايدي مؤسسات الدولة وحدها .
وتتفق مجموعة من الدراسات الأكاديمية والجامعية على أن المجتمع المدني هو "مجموعة التنظيمات التطوعية الحرة التي تملأ المجال العام بين الأسرة والدولة، هذه التنظيمات التطوعية الحرة تنشأ لتحقيق مصالح أفرادها، أو لتقديم خدمات للمواطنين، أو ممارسة أنشطة إنسانية متنوعة، وتلتزم في وجودها ونشاطها بقيم ومعايير الاحترام والتراضي والتسامح، والمشاركة والإدارة السلمية للتنوع والاختلاف".
ويوجد اختلاف بين الباحثين في تحديد مفهوم المجتمع المدني و الدور المنوط به فهناك من طرح المجتمع المدني بديلا للدولة و هناك من طرحه كمكمل لدور الدولة ، و هناك من يطرحه كمعارض للدولة و للسياسات الدولية السائدة، و كممثل لفئات الشعب المختلفة التي تتأثر بهذه السياسات ... . و تتراوح الاختلافات أيضا في تحليل مكونات المجتمع المدني من حصره في المنظمات الأهلية، و هناك العديد من الذين يطرحونه بشكل أوسع كثيرا ليشمل كافة التنظيمات الاجتماعية و الاقتصادية التي تقع خارج نطاق الدولة، إضافة إلى الأحزاب السياسية.
أهداف المجتمع المدني
يساهم المجتمع المدني في تقليل الفجوة بين المجتمع والدولة وتعبئة الطاقات وتوجيهها لخدمة المصالح العامة للشعب، والمساهمة الفعالة في التنمية والتقدم، وترسيخ ثقافة الحرية والتسامح والتعاون بين افراد المجتمع الواحد، واحترام الرأي والرأي الآخر، وتشجيع روح الابداع والتطوع والانخراط في العمل الجماعي وزرع روح التطوع والمبادرة، والحد من النزعة الانفرادية والأنانية من خلال العمل الجماعي عبر الجمعيات والمجموعات التطوعية، واتخاذ المشاورة والاضطلاع بأدوار حيوية،لاسميا في مجالات التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية وبقية الخدمات الأخرى.
كما ان المجتمع المدني يربي المجتمع على اعتماد الطرق السلمية في مواجهة الفساد والتعسف واتخاذ المواقف المختلفة، وهو ما يساهم في امتصاص حالات الاحتقان الاجتماعي التي تتسبب فيها السياسات الخاطئة للدولة في إدارة شؤون الناس وتحقيق العدالة الاجتماعية والرخاء، خاصة في المجتمعات التي تعاني الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ومن المفيد جدا عند البحث عن تأسيس المنتدى الاجتماعي الصحراوي التسلح بأدوات التحليل الموضوعي لتشخيص الواقع المعاش والتركيز على خلق المناخ الملائم امام النقاش البناء لحلحلة مختلف القضايا بالطرق السليمة واعتماد مرجعية القوانين من ثم اقتراح الحلول المناسبة للحالة التي يمر بها الشعب الصحراوي في الوقت الراهن وهو يواجه احتلال انتهك العرض واغتصب الارض....

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *