موريتانيا: ناشطون ثقافيون يعلنون عن تأسيس «حراك الانتفاضة الثقافية»
انتشر بداية الاسبوع الماضي وسم "انتفاضة الثقافة" الذي أطلقه مثقفون موريتانيون، على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، تعبيراً عن استيائهم من حال الثقافة في البلاد، بالتزامن مع مقابلة أجراها التلفزيون الموريتاني مع وزيرة الثقافة والصناعة التقليدية هند بنت عينين.
وكتب الشاعر والسينمائي الموريتاني محمد ولد ادوم على صفحته في موقع «فايسبوك»، قائلاً إنه «من بين معضلات وزارة الثقافة أن هناك خللاً دائماً في فهم الثقافة والفن... وماهيتهما... ففهم المجال هو البداية الحقيقية للتعاطي معه"، موضحاً أن "الأزمة الأولى هي أزمة مفاهمية بحتة». وتابع: «في بلدي لا توجد دار عرض سينمائي واحدة، لا يوجد مسرح (أقصد هنا مكان عرض المسرحية للتوضيح أكثر)، ولا يوجد معرض دائم للفنون البصرية (أقصد الرسم والتشكيل وما شاكلهما)، ولا يوجد فضاء ثقافي مفتوح أمام ممارسي الثقافة والفن».
وقال خالد عبد الودود رداً على كلام ول ادوم: «معلومات قاتلة مؤسفة. أنت في عاصمة بلد مستقل منذ 65 عاماً، (لكن) لا يوجد معرض واحد للكتاب ولا للفنون، مرحباً بك في عاصمة موريتانيا، نواكشوط، اما في المحافظات الأخرى، فلا شيء ممّا سبق ولا حتى مجرد الفكرة».
وعلق الشاعر الشيخ ولد بلعمش بالقول: «لست جزءاً من حملة دفاع عن أداء الوزيرة أو هجوم على سياستها، ما أود قوله هو أنه لا عمل ثقافياً ذا بال قامت به الشخصيات التي تقلدت الوزارة ولا مبشرات تلوح أيضاً في الأفق ما دامت آلاف المخطوطات والوثائق راقدة في معهد البحث العلمي أو في المكتبات الأهلية"، لافتاً إلى أنه "إن لم يقم بطبع هذه المخطوطات وحفظ أصولها، فكل عمل ثقافي يقام به سيكون نافلة ولا يتنفل من عليه القضاء والسلام».
وكان ناشطون ثقافيون أعلنوا تأسيس «حراك الانتفاضة الثقافية»، لافتين النظر في بيان تأسيسي إلى أسباب عدة دفعتهم إلى القيام بهذه الخطوة منها «ندرة الكفاءات المختصة بوزارة الثقافة في إدارة الشأن الثقافي والفنون، وعدم وجود بنية تحتية تسمح بتعاطي نشاطات الثقافة والفنون، خصوصاً إثر تحويل دور الشباب في العاصمة إلى مشاريع معاهد لسد الفراغ الحاصل في التكوين، ما ضيّق على ممارسة نشاطات الجمعيات، التي لم يبق لغالبيتها سوى الشارع».
وأعلن رئيس اتحاد السينمائيين سالم دندو، رسمياً تأسيس مبادرة «الانتفاضة الثقافية»، مضيفاً أنه «قريباً سيتم الشروع في استخدام كل الوسائل المتاحة من أجل توسيع دائرة هذا الحراك الثقافي والفني من أجل بلوغ الأهداف المنشودة منه»، في وقت نفى القائمون على الحراك خلال مؤتمر صحافي أن يكون له طابع سياسي أو يكون الغرض منه استهداف وزيرة الثقافة، معتبرين أن "واقع الثقافة الحالي ليس نتاجاً لسياسة الوزيرة، وإنما هو نتاج مجموعة من التراكمات".
وأشار دندو إلى أن الوزيرة لم تأت بجديد، مؤكداً وجود «لوبيات في الوزارة أقوى منها، وهي من تفرض رأيها في واقع الوزارة، وفي كل قراراتها في شأن القضايا الثقافية».
المصدر: الحياة