-->

حتى لا تضيع زيارة كيمون كما ضاع مقترح توسيع صلاحيات المنوسو

تعتبر زيارة الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، اهم زيارة لأمين عام للامم المتحدة
لمخيمات اللاجئين الصحراويين ليس لانها ضمت الاراضي المحررة بل كونها محاولة من الامم المتحدة ممثلة في امينها العام لإعادة المنظمة الدولية الى الطريق الصواب وتسمية الاشياء بمسمياتها الاحتلال احتلال والغزو غزو والعمل على حل المشكلة من هذا المنطلق، وهي المصطلحات التي غابت عن تقارير المنظمة منذ التقارير الصادرة سنة الغزو 1975، او التي تلتها بعد احتلال المغرب للاراضي الصحراوية التي خرجت منها موريتانيا سنة 1979. وفي انتظار ترجمة هذا التوجه الجديد للامم المتحدة في تقرير الامين العام المنتظر الشهر المقبل وفي توصية مجلس الامن التي تليه تبقى تصريحات بان كيمون مجرد خرجات اعلامية دغدغت عواطفنا.
صحيح ان هذه التصريحات ادت الى تعالي الكثير من الصراخ والعويل من طرف المخزن، ناتج عن الخوف من تطبيق هذا التوجه الجديد في التقارير الاممية القادمة، ويحاول بإثارة هذه الضجة الوقوف في وجه ذلك، وهنا مربط الفرس لأن التجارب السابقة مع الاحتلال علمتنا ان ذلك العويل والصراخ يأتي أوكله في النهاية لأنه يترافق مع تحرك عملي على الارض.
فقد تمكن الاحتلال المغربي للاسف من اجهاض المقترح الامريكي القاضي بتوسيع صلاحيات المينورسو سنة 2013 بعد ما اثار الكثير من الضجيج ومنه هرولة ملك المغرب الى موسكو، كما اثر على تقرير الامين العام الصادر سنة 2014 واخير وبنفس الصراخ الذي يصل حد التهريج اثر على القرار السويدي القاضي بالاعتراف بالدولة الصحراوية.
وهو ما يعني ان النشوة بتصريحات الامين العام لا يجب ان تنسينا ضرورة العمل على ترجمتها في ارض الواقع، والاستفادة من اخطائنا السابقة فضياع المقترحات السابقة كنا للاسف مسؤولين عنه بشكل او بآخر، بالاتكال او بالتقصير او الاثنين معا وهو ما يتطلب منا قبل كل شيء الاعتراف بتلك الاخطاء ومواجهتها و العمل على تفاديها مهما كانت الظروف.
الدبلوماسية الصحراوية اليوم مطالبة بمضاعفة عملها واستغلال كل الامكانات والعلاقات الممكنة، نعرف جيدا المثل الصحراوي "اللي وصاك اعلى امك حكرك"، لكن واجبنا و أخطاء الفرص السابقة يفرضا علينا تكرار هذه المطالب اليوم، لأن العدو دخل في نفس الهستيريا وهرول مرة اخرى الى موسكو، ولأن المكسب على ابواب ابريل وخسارته مكلفة، والشعب الصحراوي ليس على استعداد لإضاعة فرصة أخرى و تجرع خيبة أخرى و لا مبرر لاخفاق في هذا الوقت .
بقلم: محمد لحسن

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *