-->

شكرا نشطاء الانتفاضة على روح المبادرة, التي أحبطتم بها صناع الإحباط .


ما حصل نهار الأمس وليلة البارحة من مواجهات بين نشطاء الانتفاضة وقوات القمع المغربية, التي لم تكن تتوقع وتيرتها ونسبة المشاركين فيها واتساع رقعة جغرافيتها, بل انها لم تعر اهتماما للبيان الذي أصدرته لاول مرة فعاليات الانتفاضة و لم يتردد البعض في التشكيك في مصدره , واعتبار الامر تحايلا ,خاصة اننا ومنذ قترة طويلة اصبحنا نعيش على ايقاع جدل كبيريدور بشان توصيف الواقع وتشخيصة رغم قناعتي ان ذلك امرا ثانويا , لان اصحاب تشخيص الواقع وتحليله منقسمون على ذواتهم واصبحو يمثلون اتجاهات تحكمها الحسابات الذاتية في ادوات التحليل , اضافة الى غياب طرح الحلول ووالمساهمة في الدفع الى تفعيلها ,كما ان الكثيرين يتعمدون اغفال العديد من الاشياء في التحليل لانها تضعف حججهم ,وذلك خدمة لاجندتهم اضافة الى عوامل ذاتية وموضوعية ساهمت في مد وجزر الانتفاضة من حيث المشاركة والعزوف .
ضعف الفاعلين واتقسامهم .
ان ما آلت إليه الأمور من صراعات وانقسام داخلي حاد ، صعب أخذ زمام البادرة، وتغيير الواقع دون انتظار نظرا لتصلب المواقف, نتيجة لالية التحكم التي عمقتها الاختراقات الامنية بفضل حلقاتها التي تغلغلت داخل الاطارات والمكونات واصبحت تحرس مخططات الاجهزة بوقوفها في وجه كل المبادرات لوحدة الصف . واصبح خطاب فئوي ( اللا الكوم ذوك )وغياب الحس بالمسؤولية يخضع للواعز الوطني والضمير , بعيدا عن شخصنت الصراعات ,التي ساهمت في عزوف الشباب عن المشاركة في الفعل في الاونة الاخيرة . 
الجانب الاقتصادي .
في مقابل الحماس والمشاركة النسائية ، تشهد الساحة الوطنية عزوفا حادا عن المشاركة من الفئات العمرية الشابة والأكبر سنا، لأسباب اقتصادية. بعد ان عملت سلطات الاحتلال “على تدمير أي نواة لاقتصاد صحراوي مستقل، وأمعنت في سياسة الإلحاق الاقتصادي. سياسة نفذتها سلطات الاحتلال من خلال التحكم في عصب الاقتصاد والخدمات الاجتماعية والحرف الحرة بواسطة المستوطنين ، وربطت مجموعة من النخب الاقتصادية والسياسية الصحراوية بمصالح تتناقض مع مصالح عامة الشعب الصحراوي .
بالتزامن مع تلك السياسات عمدت الى استقطاب المئات من تشطاء الانتفاضة ومساومة بعضهم على حسب قيمة فاعليتهم وتاثيرهم , ومنح الكثيرين منهم بطاقات ما يسمى "انعاش ",ومشاريع ما اطلق عليه التنمية البشرية : اضافة الى انتقاء عدد منهم وتحويلهم الى مخبرين ، اضافة الى قطع الارزاق للمناضلين الرافضين لسياسة الابتزاز والمساومة, وتركهم في صراع مع قوتهم اليومي في غياب سياسة تكافل اجتماعي قادرة على افشال هكذا سياسة وربط الصحراويين ، بمنظومة اقتصادية يتحكمون فيها ، بقبول واستسلام شعبي. ثانيا، تحويل هم المواطن الصحراوي إلى ”معيشي اقتصادي فردي مؤقت“ بدلا عن الهم الوطني العام.
الحرب النفسية 
عمدت سلطات الاحتلال على شن حرب نفسية تمثلت في الخطاب التيئيسي وتشجيعه في الاوساط الشعبية وتوسيع دائرة الاحقاد بينهم انطلاقا من تهكمهم على كل من هو ماض على مسيرة النضال دفاعا عن الاجيال القادمة ( شمزين لك – يكبظو اعلى ظهرك الفضة – ما ازاو شي الصواريخ تزيه لا بديل – تريكة لابديل – وفي احسن الاحوال – الى اخلك الطرطيك انا موجود ...) اضافة الى كل الوسائل التدميرية صحيا ونفسيا وعقليا من مخدرات والتساهل الكبير في ترويجها واستهلاكها وحولت كل الاحياء التي يقطنها الصحراويين الى نقاط التقاء لتعاطي المخدرات بكل اشكالها . 
- اغلب لقاءات الصحراويين اصبحت تقتصر على المقاهي والاماكن العامة حتى يصبح الكل على المكشوف كل مجموعة تحولت الى زبناء لمقهى معينة ومساهمة في دعم اصحابها ماديا والاكيد ان اغلبهم مستوطنين, وهذا ضرب في عمق الثقافة الصحراوية وساهمت في تسهيل مهمات الفرق الامنية في مراقبة الصحراويين .
- الالاف من الحسابات في مواقع التواصل الاجتماعي باسماء صحراوية مستعارة وبصور لرموز الثورة ,هدفها التضليل واللعب على العامل النفسي .
- مواقع تابعة للاجهزة تعتمد على تطور المنظومة المعلوماتية والتكنولوجية في مراقبة المناضلين وحساباتهم في الواتساب والفيس بوك ,وظيفة هذه المواقع هي تشويه والتشهير بالمناضلين والمناضلات لعزلهم وحشرهم في زاوية ضيقة ,ويساعدهم في ذلك, ان لكل واحد وواحدة منهن لهم خصوم يسوقون دون وعي وبنوع من التشفي كل ما تروج هذه المواقع . 
- اضعاف دور الطالب وتفريغ صفته من باحث عن المعرفة والعلم الى باحث عن نزوات وقضايا تافهة حيث اصبح لا يمكن تمييزه عن تلميذ إعدادي ان لم اقل ابتدائي من الناحية المعرفية وهنا لا اعمم .
- سياسة العزل الجغرافي تضعف زخم أي حراك صحراوي ، وتفرق المتظاهرين عن بعضهم البعض، وتقلل من أعدادهم وتحركاتهم في إطار جمعي. هذا الأمر ينعكس على عزيمة المتظاهرين واستمراريتهم، ويقلل من شأن الحراك إعلاميا، ويسهّل من السيطرة على التظاهرات والاعتصامات .
كل هذه السياسات وغيرها سخرت لها سلطات الاحتلال موارد مادية وبشرية وتكنولوجية ولوجيستيكية كبيرة ,ومع ذلك نجد نجد الكثيرين يشككون في قدرة الشباب الصحراوي في الإبداع وخلق المبادرة كما كل المحطات ,واؤكد ان ما حصل ليلة البارحة هو اعلان عن تشكل و ظهور جيل جديد من الشباب الصحراوي ، يبشر بالقدرة على مواصلة النضال والعطاء، خارج الأطر التقليدية ومحددات سلطات الاحتلال . ولابد ان يبنى عليها في المستقبل، حتى الوصول إلى التحرير الكامل. 
وختاما نقول للمزايدين والمتحاملين كفى استهتارا بتضحيات شعب عازم على انتزاع حقه و يكفيه ما ترتكبه ضده قوى الشر والظلم والمؤامرة . 
عن الناشط الحقوقي/ حمادي الناصري .

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *