-->

السفارة الصحراوية في أنوكشوط...


يفسر بعض المثقفين الموريتانيين أن موريتانيا لم تفتح سفارة للجمهورية الصحراوية مثل بقية الدول المعترفة بانه إنما صونا لكرامة المغاربة ...
والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا التناقض...
أين صون كرامة الصحراويين ...؟؟؟ و هل القناعات و الحق يجزء ؟؟؟
واذا كانت قضية المصالح هي التي تتحكم لمذا أوقفت موريتانيا تعاملها مع إسرائيل أليست قضية المبادئ والقناعات تطفو دائما...!
إن ارض "الصحراء الغربية" قانونيا هي أرض للشعب الصحراوي وليست تابعة بأي حال من الأحوال للمغرب ولا لغيره وهو ما أكدته المواثيق القارية ممثلة في الوحدة الافريقية التي إعترفت بالجمهورية الصحراوية قبل ان تصير الجمهورية الصحراوية عضوا مؤسسا للاتحاد الافريقي , والأمم المتحدة التي تعترف رسميا بممثل الشعب الصحراوي جبهة البوليساريو , وقبل أيام تقر بوضوح محكمة العدل الأوروبية في فساد أي اتفاقية تجارية بين المغرب و الاتحاد الأوروبي تشمل أرض الصحراء الغربية بحكم أن ذلك مخالف للقانون الدولي الذي لا يزال يثبّت كل سنة أن أرض الصحراء الغربية من بين 16 بلدا تنتظر تصفية الاستعمار ولم يقرر مصيرها بعد والتي تتناقص يوما بعد يوم بعد استقلال تيمور الشرقية وقبلها أرتيريا وجنوب السودان وغيرها...
يجب أن يفهم المثقف الموريتاني أن:
1 قدسية تقرير مصير الشعوب بنفسها : تقرير مصير الشعب الصحراوي
2 احترام الحدود الموروثة عن الاستعمار : أي أن ارض الصحراء الغربية قانونيا هي أرض للشعب الصحراوي و ليست تابعة بأي حال من الأحوال للمغرب وهو ما أكدته قبل أيام محكمة العدل الأوروبية كما أسلفنا.
أن هذين المبدأين هما اللذان جعلا موريتانيا تمتلك سلاح الجحة القوية في أستقلالها ضد أطماع المغرب التوسعية و بهما دافعت عن كيانها المستقل و يمكن الرجوع الى سفير موريتانيا في واشنطن في كتاباته الموثقة احمد باب ولد احمد مسكة رحمة الله عليه , و أن الحجج التاريخية يمكن أن يفسرها كل حسب قراءته للتاريخ.
- ليست القوة العسكرية وحدها هي التي تسير العالم و تقر السيادة فذلك معناه العدوان و أسست الأمم المتحدة و مجلس الامن من أجل محاولة ردع ذلك تماما و إن حصل فلا دواء له الا المقاومة كما في فتنام و الجزائر و غيرهما.
-و ليست القوة البشرية هي التي تجعل السيادة و الا لاجتاحت الصين و الهند العالم.
-و ليست كبر و شساعة الأرض هي التي تقر ذلك فهناك إمارات أوروبية و حتى عربية مساحتها في حدود العشرة كلومترات مربعة لها تأثير أكبر من شعوب تملك مئات الكلمترات المربعة من الأراضي.
-و لا الحجج التاريخية و غير كل ذلك.
المبدأين السابقين هما الفيصل..
لا يمكن لموريتانيا و لا البلدان الحديثة الاستقلال إلا ان تسير في أتجاه تبني و تقديس هذين المبدأين لتحمي نفسها.
فلقد كتب وقرر الشعب الموريتاني مصيره باختيار موريتانيا كبلد مستقل له ارضه و كيانه الذاتي ووضع نقطة نهاية.
و هنا نقول أن الشعب الموريتاني عندما يقرر ان يكون شعبا صحراويا او مغربيا أو
سنغاليا فلا يمكن لاي قوة في العالم أن تقف في وجهه.
كما أن اسكتلاندا لا يمكن أحد أن يجبرها على الانفصال عن بريطانيا.
و كما لا يمكن لملكة بريطانيا أن تختار خارج خيار شعبها الذي قرر الانفصال عن الاتحاد الأوروبي.
في هذا العالم الذي يطوي صفحة 2017 سنة من ميلاد رسول الله رسول المحبة عسى عليه السلام لا يمكننا أن نفهم عقليات تسير بالإنسان الى الحضيض و تلعب على عقول البسطاء عصر لا يزال حتى من يحسب على الثقافة لا يفهم لغة العصر.
إن لغة العالم هي لغة احترام قرارات الشعوب و خياراتها لأنها ناضجة بما فيه الكفاية وهي وحدها من تمتلك القرار و تتحمل تبعاته وما الحكام إلا أشخاص من الشعب عليهم عبء تسيير البلاد.
إن لغة العصر هذه هي التي تروج في الأوساط الدولية وفي دواليب الأمم المتحدة و المنظمات العالمية التي تتطلع الى الرقي بالإنسان بحقوقه وواجباته و مستقبله.
و للأسف الشديد ما زلنا نسمع بالحجج التاريخية و التوسعية و تقديس كلمة الملك و تتبع تنقلاته و حتى الركوع بين يديه في مظاهر مذلة و مهينة لروح الانسان و روح العصر و العلاقه التي تربط مع رب الكون جل جلاله.
للأسف الشديد ما زال يخفى على مثقفين في هذا العصر معنى أستقلت به شعوب و هو تقرير المصير و الحرية أو أنهم يحللونه لأنفسهم و يحرمون غيرهم في تناقض صارخ.
إن الجمهورية الصحراوية التي لديها ثلث الأرض تقريبا تتطلع الى طي صفحة الاحتلال المغربي و استكمال تحرير باقى الأرض المحتل بالقانون و الشرعية الدولية وبغير ذلك إن لزم الامر و لكن الاخوة في المغرب لا يزالون يعيشون في الماضي و تعشش في أذهانهم لغات أخرى لا يفهما العالم مثل الاحقية التاريخية و غيرها رغم زيفها.
و اليوم نسمع من يحابي الظلم في 2017 و رغم ان موريتانيا كانت من نصيب فرنسا الاستعمارية الا انها كانت مرسمة الحدود مع الصحراء الغربية التي كانت تحتلها المملكة الاسبانية و مرسمة الحدود أيضا مع الدول التي تجاورها و ليس لها أي صلة بالمغرب الذي يقع في أقصى شمال إفريقيا و أستقل 1956 و قد إختار الشعب الموريتاني إختار الاستقلال 1960 عن الاستعمار الفرنسي و بناء دولته بالطريقة التي يريد على مساحته التي حباه الله بها كباقي شعوب المعمورة.
لا نفهم الى متى سيظل الملك المغربي يستغبي شعبه؟ الى متى سيظل يقفز على الشرعية الدولية؟ و قرارات الأمم المتحدة و المنتظم الدولي في الوقوف عند تعهداته في الاستفتاء على تقرير مصير الشعب الصحراوي و استرجاع باقى أرضه التي سلمت من المستعمر الإسباني ظلما و عدوانا دون استشارة الشعب الصحراوي بل أريد ذبحه و إبادته.
إن الشعب الصحراوي أثبت أنه شعب متماسك و قوي و طيلة أكثر من 40 سنة من المؤامرات لم يزده الا تمسكا بأرضه و المضي قدما رغم كيد الكائدين الى تحرير كامل الوطن وحينها تكون السفارة الصحراوية في موريتانيا تحصيل حاصل ...
بقلم حمدي حمودي

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *