-->

كيف ننهى أوروبا عن استيراد الثروات الصحراوية ونسمح بعبورها الگرگرات؟


حتى لا نناقض أنفسنا ونضعف مصداقيتنا وجديتنا في محاربة نهب الثروات امام العالم وجب علينا ان نحدد استراتيجيتنا في التعاطي مع المتغيرات الجديدة التي فرضتها الاحداث الأخيرة في الكركرات هذا المعبر الذي يعتبر أحد اهم شرايين الحياة الاقتصادية للمحتل المغربي ومنفذه الأهم للتصدير نحو افريقيا ومنها نحو وجهات عالمية.
بعد الجولات التي خاضتها السلطات الصحراوية في المحاكم الأوروبية لمحاكمة الاحتلال وسياسته الاستنزافية للثروات الصحراوية والتي تكللت بنتائج مهمة اعترفت ببطلان أي اتفاق اقتصادي لا يستشار فيه الصحراويين وممثلهم الوحيد جبهة البوليساريو وتستفيد منه الساكنة الصحراوية التي لا تربطها أي صلة بالاحتلال المغربي. نقول بعد هذه الانتصارات ستتجه الأنظار من جديد للواقع الجديد في الكركرات وكيفية تعاطي القيادة الصحراوية مع الملف، وهل ستعمل على وقف تصدير الثروات المنهوبة من الصحراء الغربية عبر حدودها وامام اعينها ليكون ذلك مثالا حيا للعالم على جديتها وصرامتها في ملف الثروات. ولا يخفى على أي كان أهمية هذا المعبر للاحتلال والكميات الهائلة من الثروات التي يتم تصديرها عبره وفي الاغلب هي ثروات تم استخراجها من الأراضي الصحراوية المحتلة التي نطالب بوقف نهب الثروات منها والاستنزاف الهائل الذي يهدد حق الأجيال القادمة من مخزون الثروات وكذا يهدد الحياة الطبيعية والتنوع البيئي في المنطقة.
آخر تقرير لجمعية مراقبة الثروات وحماية البيئة بالصحراء الغربية يكشف عن عمليات نهب سرية لحيوان الخيار البحري الذي يعتبر بمثابة رئة بحرية تساهم في منع التلوث ونظرا لثمنه الباهظ الذي يبدأ من ثمانين دولار للكيلوغرام الواحد يقوم المستوطنون وبحماية من سلطات الاحتلال باستخراجه وبعد طهيه وطحنه يتم تصديره مع الخضروات نحو مدينة نواذيبو اين يتم بيعه لتاجر عماني يقوم بدوره بتصديره لوجهته النهائية في الصين واليابان حيث يستعمل في المستحضرات الطبية.
المصالح الموريتانية هي موضوع آخر هام يجب مراعاته ولكن ليس على حساب معاناة الشعب الصحراوي المستمرة منذ أربعين سنة وخاصة إذا كانت هذه المصالح هي مجرد خضروات يستمر المغرب في منَها على موريتانيا الشقيقة التي بدأت في الاعتماد على الذات وإنتاج غذائها محليا وستقول رب ضارة نافعة أحس الموريتانيين بعدها بضرورة تغيير سياساتها لتحمي سيادتها وتعرف صديقها من عدوها الذي ما زالت تراوده أطماع استعمارية في الأراضي الموريتانية. 
زيارة بن كيران لموريتانيا فرضها الواقع الجديد على المغرب الذي أحس بخطورة استعداء موريتانيا التي تحمل من أوراق الضغط على المغرب ما يجعله يركع مرغما فالمغرب من جهة سياسية مقبل على قمة الاتحاد الافريقي الذي يشكك في نواياه وخاصة اطماعه التوسعية وخارطته الوهمية التي تصل أحيانا لمالي والسنغال وبالتالي فان تصريح شباط جاء بمثابة صب زيت الاحتلال على نار الاطماع التوسعية التي ستقطع الطريق امام انضمامه للاتحاد ومن جهة اقتصادية فان الميزان التجاري بين البلدين يصب في صالح المغرب لان موريتانيا تستورد اكثر مما تصدر للمغرب ويعبرها اكثر من ذلك نحو السنغال ومالي. فاذا ما اغلق هذا المعبر فالخاسر الأكبر هو المغرب.
بعد نهاية زيارة بن كيران وعودته للمغرب بقي الوزير المنتدب لدى الخارجية المغربية ناصر بوريطة في محاولة لثني موريتانيا عن تطبيق قرارها الأخير بفرض ضريبة سبعمائة ألف اوقية على الشاحنات العابرة لحدودها مع السنغال ومالي. ومن هنا يتبين لنا ان الجميع يبحث عن مصالحه وحصته من الكعكة على حساب ثروات الصحراويين وحقوقهم التي هم أولى بها وبضرائبها وعائداتها.
سنعيد مطلبنا الدائم بفرض ضرائب وتفتيش كل الشاحنات العابرة للكركرات او اغلاقه في وجه أي شاحنة تحمل بضائع منهوبة من ثرواتنا وخيراتنا التي نطالب الآخرين بعدم استيرادها ولا تتفاجؤوا بعد ذلك إذا جاءكم المحتل طالبا المفاوضات مع السلطات الصحراوية المعني بالأمر والمتحكم على ارض الكركرات لفك الحصار عنه بدل التفاوض مع موريتانيا سواءً عبر وسطاء او بمفاوضات مباشرة.
زيني علي طالب

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *