عملية الخنكة باكورة الكفاح المسلح ضد الاستعمار الاسباني في الصحراء الغربية/ القصة الكاملة "الجزء 02"
اجتمعت مجموعة الخنكة ببوجنيبة بمنطقة لبطانة غرب منطقة الزاك في طريق تنفيذ اول عملية عسكرية ضد الاحتلال الاسباني، حيث تم التخطيط لها بان تكون ضد الحامية العسكرية الاسبانية بمنطقة اجديرية والتي كانت تقتصر فقط على "النصارى" الاسبان، من دون المجندين الصحراويين الذين كانوا يؤدون مهامهم في حراسات عسكرية بمناطق أخرى.
وبعد دراسة كافة الجوانب المتعلقة بنجاح العملية والتعرف على عدة وعتاد الحراسات الاسبانية التي تضم في العادة خمسة جنود، ثلاثة يتمركزون اسفل مركز الحراسة واثنان يراقبان من اعلى خزان الماء، بدأت المجموعة سيرها نحو تنفيذ الهدف وبعد وصولهم الى منطقة "تمغلالاتن" بأعلى واد "افرا"، الذي يصب مجراه في وادي الساقية الحمراء، وتوجد به الخنكة، اقترح بعض عناصر المجموعة السقي بالماء البارد من بئر الخنكة المتواجد على مقربة من مركز حراسة اسبانية.
وبعد نقاش مستفيض وتخوف بعضهم من قرب البئر من الحامية واحتمال فشل المهمة، اتفق رأي الأغلبية على السقي من بئر الخنكة، فتطوع عبدي ولد بوبوط لجلب الماء للمجموعة، واعلن محمد لمتين عن مرافقته لكن الولي انتدب نفسه لذات المهمة، واقنع محمد لمتين بالبقاء مع المجموعة ومواصلة الطريق على امل اللقاء في "وديان ارﮔان" جنوب بئر الخنكة.
انطلق الولي وعبدي على ظهر جملين، باتجاه "الحاسي"، واستقر بهم المقام في ظهيرة ذلك اليوم عند عائلة صحراوية، على مقربة من البئر، لكنهم لم يجدوا رب الاسرة الذي ذهب للسقاء من بئر الخنكة، فقررا انتظاره، وفي المساء عاد الرجل محملا بالماء، فطلبوا منه ملء القرب الأربعة التي كانت بحوزتهم، لكنه قدم اعتذاره متعللا بحاجته الى تلك الكمية التي جلبها بشق الأنفس، فلم يكن امامهما سوى ورود البئر وسقي ما بحوزتهما من قِرب الماء، انتظرا حلول الظلام للسقي من البئر حتى يضمنا نجاح المهمة، وبعد تناول العشاء مع العائلة الصحراوية، أكملا مسيرتهما نحو الخنكة بعدما استجمعا معلومات عن القوة العسكرية المتواجدة وطبيعة الوضع.
ومع وصولهما الى البئر وجداه مغلقا بقفل من حديد، فحاولا كسره فاطلق صوت ايقظ كلب الحراسة الذي بدأ بالنباح، غير انه من حسن الحظ لم يثر انتباه الحراس، فسقيا القرب ووضعاها على الجمال واكملا سيرهما نحو الرفاق.
وعلى الساعة الحادية عشرة من صباح اليوم الموالي وصلا مكان الميعاد، لكنهما لم يجدا الرفاق الذين تمركزوا شمال المكان المحدد، فمكثا في استراحة يجهل أصحابها ما كان يحدث خلفهما من بحث وتعقب، حيث وقع ما تخوف منه بعض الرفاق، إذ تمت الوشاية بهما من قبل الرجل الذي كانوا في ضيافته، وحيث كانت الحراسات الاسبانية توصي العائلات الصحراوية بإخبارها بأي شخص غريب يدخل المنطقة، ذهب الرجل الى المحمية الاسبانية واخبرهم بامر الولي ورفيقه، لأنه لم يكن يعرفهما، وكانا غريبين على المنطقة.
فجهزت الحراسة ثلاثة جنود مسلحين بجِمالهم لتعقبهما، وبعد فترة وجيزة بينما الولي ورفيقه يغصان في راحتهما فاجأهم المجندون الإسبان وبعد اجراء تحقيق معهما، والاشتباه بهما اقتادوهما الى مركز الحراسة، لتبليغ السلطات الاسبانية بأمرهما ... يتبع
بقلم : حمة المهدي
20 ماي 2017