-->

وأخيرا إنكشف المستور !


معلوم أن المملكة المغربية لم تنضم إلى الإتحاد الإفريقي في 30 يناير 2017 ، إلا بعد قبولها بميثاقه التأسيسي والتوقيع عليه ، وما كنت أظن أن هذا الإمر سيستغرق كل هذا الزمن كي يظهر على صفحات الجريدة الرسمية للملكة المغربية هذه الأيام ، ولكن قد نتفهم خطورة هذه السر إن تم إفشاؤه في ذلك الوقت على النظام الملكي المغربي ، الذي لا تهمه إلا مصلحته الخاصة ومصلحة من يحمونه من صروف الزمن ، وهذا ما دفعه بطبيعة الحال إلى خداع الشعب المغربي ، من خلال التستر على تفاصيل إنضمامه إلى الإتحاد الإفريقي بعدما بات معزولا جهويا ودوليا ، ولكن يقول المثل الحساني " المدرگ بليام عريان "
من جهة أخرى قد تكون هناك تفاهمات وربما تعهدات حتى من داخل الإتحاد الإفريقي ، حالت دون إثارة الموضوع أكثر من اللازم ، لكونه إجراء وتم أمام هيئة الإتحاد المختصة في هذا الشأن بالطريقة المنصوص عليها في ميثاقه التأسيسي ، وعدم الخوض فيه قد يحفظ التوجه العام لهذا للإتحاد ، وربما يضمن نوعا من التقبل التدريجي لحقيقة الواقع في ما بعد بالنسبة للشعب المغربي ، وبالتالي تكون سمة التحفظ قد ألجمت الجميع عن الخوض في هذا الشأن في الوقت المناسب ، بالرغم من كونه تحصيل حاصل لخطوة أصبحت واقعا ، خاصة إذا علمنا الدور الذي تلعبه الجرائد الرسمية في حفظ وتوجيه سياسات الدول ، بإعتبارها وسيلة رسمية تصدر تعميم القوانين والمراسيم والقرارات ، والأحكام القضائية والإعلانات الرسمية على صفحاتها كي تصبح سارية وقيد التنفيذ في الواقع .
على أي إستغل النظام المغربي كعادته عامل الوقت في تضليل المغاربة ، وإعتبار هذا الإنضمام نصرا مبينا وضربة قاضية للطرف الصحراوي ، بالنظر إلى ما يتيحه في نظر المغرب من فرص ، هي في الواقع ليست إلا شطحات بهلوانية ، جندت لها المملكة العلوية مختلف وسائلها الإعلامية وغيرها من الوسائل الدولية التي تستثمر في بيع الوهم والمغالطات على الساحة الدولية ، حيث تم الترويج ل "عودة" المغرب إلى حاضنته الإفريقية ، ولحنكته السياسية القادرة على طرد "الجمهورية الوهمية" - حسب تعبيرها - من الإتحاد الإفريقي ، وسحب الإعتراف بها ، وإظهار المغرب بالدولة الفاعلة إقتصاديا ، وذات الخبرة في مجالات التنمية والحكامة ، والتي إفتقدتها القارة السمراء طيلة 32 عاما من سياسة الكرسي الشاغر . 
كل هذه البهرجة الإعلامية وغيرها من التحركات الدبلوماسية المحمومة ، كانت مجرد جعجعة بلا طحين ، حيث "ولى لغزيل صوف" على رأي المثل الحساني ، وجنت السياسة المغربية على نفسها ، من خلال هذه "العودة" التي هي في الحقيقة "إنضمام" لإتحاد حديث العهد ، ولم يكن المغرب من بين أعضائه المؤسسين .
فما كان يطمح إليه الإحتلال المغربي من وراء هذا الإنضمام ، أضحى سرابا بعيد المنال ، لا سيما بعدما ضعفت حجته وتبلورت سياسته الواهية في توظيف أموال الشعب المغربي المغلوب على أمره ، وعائدات المخدرات في شق الصف الإفريقي ، وفي شراء الذمم والمواقف ، التي عجزت بدورها عن حجب الحقيقة والشرعية التي تحظى بها القضية الصحراوية في إطارها الإفريقي . 
لقد فندت الأحداث المتلاحقة على خلفية ذلك الإنضمام ، كل المزاعم الخرافية والمغالطات المغربية الزائفة ، والدليل حضور المغرب إلى جانب الدولة الصحراوية في العديد من القمم واللقاءات ، التي كانت تجمع الإتحاد الإفريقي بغيره من الدول والهيئات والإتحادات الدولية في إطار الشراكة ، وأكبر مثال على ذلك قمة الشراكة بين الإتحاد الإفريقي والإتحاد الأوروبي بساحل العاج الحليف التقليدي للمغرب ، والإتحاد الأفريقي واليابان , وما صاحبهما من تصرفات مغربية مراهقة ، عبرت بما لايدع مجالا للشك عن هزيمة دولة الإحتلال المغربية ، وإفتقارها إلى قوة الحق في إمتلاك السيادة على الصحراء الغربية .
كل هذه الأحداث وما تلاها عرى أكاذيب الإحتلال المغربي ، وسيكشف ما تبقى من عورته في ما هو قادم من إستحقاقات ، ولنا موعد في السعودية بإذن الله ، البلد الذي أبقى المغرب على قيد الحياة ، من خلال الدعم المستمر طيلة 16عاما من الحرب الضروس ، أجبر المغرب على إثرها بالقبول بالإستفتاء الذي أقرته الأمم المتحدة ، أملا في أخذ نفس لجسد منهك مازال يختنق بفعل صمود الشعب الصحراوي وعدالة قضيته الوطنية .
بقلم : محمد حسنة الطالب

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *