-->

انقسام داخل مجلس الامن الدولي حول الضغط لفرض جولة خامسة من المفاوضات المباشرة بين جبهة البوليساريو و المغرب


نيويورك 21 مارس 2018 (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة)ـ كشفت مصادر أممية أن الجلسة التي سيعقدها مجلس الأمن الدولي مساء اليوم الأربعاء ستكرس لملف المفاوضات حيث سيقدم المبعوث الشخصي للامين العام إلى الصحراء الغربية السيد “هوست كوهلر” تقييما حول مشاوراته التي عقدها بهذا الخصوص مع طرفي النزاع المغرب وجبهة البوليساريو والمنظمات والبلدان المهتمة بالنزاع في الصحراء الغربية.
وسيتمحور النقاش الذي سيحضره أيضا الممثل الخاص للامين العام إلى الصحراء الغربية السيد “كولين ستيوارت” حول التقدم المحرز في مشاورات المبعوث الشخصي، وهو يعمل مع الطرفين، نحو حل يضمن تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية وحالة وضع وتنفيذ مقاييس الأداء في البعثة.
وأبرزت المصادر الأممية أن مجلس الأمن سيبحث في الآليات التي يمكن من خلالها تسريع العملية السلمية حيث تبرز أهمية الإسراع في عقد جولة خامسة من المفاوضات المباشرة بين الطرفيين.
وأشارت نفس المصادر ان الانقسامات بين أعضاء مجلس الأمن قد زادت من “عجزهم حتى في الاتفاق” على تسوية الأزمات الأخيرة التي شهدتها الصحراء الغربية.
إلى حد الساعة كان المبعوث الشخصي قد عقد سلسلة مشاورات مع طرفي النزاع, جبهة البوليساريو و المغرب بالإضافة إلى البلدين الملاحظين الجزائر و موريتانيا.
لكن المغرب أجل اجتماعه مع السيد كوهلر من يناير إلى غاية شهر مارس و هو تأجيل اعتبره العديد من الملاحظين بمثابة “عقبة أمام الوسيط الأممي في مهمته الرامية لبعث المسار الأممي المتوقف منذ 2012″.
و يسعى الطرف المغربي أساسا إلى استبعاد أي دور للاتحاد الافريقي في تسوية النزاع الذي يود أن يقتصر فقط على مجلس الأمن حيث يحظى بالدعم اللامشروط لفرنسا.
و ذلك رغم أن الأمم المتحدة جددت التأكيد لأكثر من مرة على التزامها الدائم بالتعاون مع المنظمة الافريقية حول المسائل المتعلقة بالسلم و الأمن في القارة. و من المقرر أيضا الاستماع لممثلي الاتحاد الافريقي لدى مناقشة مجلس الأمن لهذه الملفات.
و كانت منظمة الوحدة الافريقية التي تمخض عنها الاتحاد الافريقي قد نجحت في الماضي في التفاوض مع الأمم المتحدة حول مخطط التسوية من خلال رسم مسار لتنظيم استفتاء حول تقرير المصير برعاية المنظمة الأممية.
و يبقى المخطط الذي حظي في 1991 بموافقة مجلس الأمن إلى اليوم الاتفاق الوحيد الذي يقبله طرفا النزاع.
إلا أن تعنت المغرب بشأن عقد هذه المشاورة الأولى بلشبونة بدلا من برلين حيث اختارالمبعوث الأممي الاستقرار يعكس إرادة الطرف المغربي في تقويض جهود الرئيس الألماني السابق.
و كان قبل كوهلر, الأمريكي كريستوفر روس قد تعرض لحملة فرنسية مغربية داخل مجلس الأمن من أجل تقويض جهوده حيث لم يوفق في مهمته داخل هذه الهيئة الأممية.
و لم يكتف المغرب بمضايقة كريستوفر روس داخل مجلس الأمن بل ضاعف جهوده من أجل إعاقة تحركه بحرية و منع مينورسو من إتمام مهمتها.
و كان الهدف من هذه المناورات إضاعة الوقت للمبعوث الأممي السابق للصحراء الغربية لاسيما عبر منعه من اتمام مهمته التي عين من أجلها و هي إعادة إطلاق جولة خامسة من المفاوضات المباشرة.
أما بخصوص المناورات الجديدة فإنها تصنف في خانة منطق الحصار الذي ينتهجه المغرب بغية فرض مخطط الحكم الذاتي ضاربا عرض الحائط لوائح الجمعية العامة و مجلس الأمن الأمميين اللذان لطالما أكدا و دونما لبس الطبيعة القانونية لهذا النزاع و مبدأ تقرير المصير الواجب تطبيقه.
و يتفق العديد من الملاحظين على الدور الهام الذي من المفترض أن يلعبه السيد كوهلر و لكنه لن يكون حاسما ما لم يحصل على دعم مجلس الامن.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *