-->

اتفاق تاريخي بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري الانتقالي للعبور نحو الدولة المدنية بالسودان


وقع كل من قوى الحرية والتغيير، والمجلس العسكري الانتقالي، السبت، الوثيقة الدستورية المتعلقة بالمرحلة الانتقالية في السودان.
وجرت مراسم التوقيع التي أطلق عليها اسم “فرح السودان”، في “قاعة الصداقة” في العاصمة الخرطوم، بحضور لفيف من الزعماء والشخصيات الإقليمية والدولية.
ووقع الوثيقة كل من نائب رئيس المجلس العسكري، محمد حمدان دقلو “حميدتي”، بينما وقعها عن قوى إعلان الحرية والتغيير، القيادي فيها، أحمد الربيع.
وعلا التصفيق في الصالة فور الانتهاء من التوقيع الذي استغرق بضع دقائق وشمل أوراقا عدة.
وجلس حميدتي والربيع على المنصة الرئيسة، وبجوارهما رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، ورئيس وزراء مصر مصطفى مدبولي.
وأكد الوسيط الإفريقي، محمد الحسن ولد لبات، أن توحد القارة الإفريقية وراء دعم الاتفاق في السودان، مشيرا إلى أن اتفاق السودان جاء نتيجة إرادة الشعب السوداني.
وأضاف أن القارة الإفريقية أصبحت مصرة على الحفاظ على استقلال دولها، ولتعطي من خلال هذا الاتفاق درسا للعالم في قدرتها على حل مشاكلها وأزماتها.
ووصف رئيس حزب الأمة القومي السوداني، الصادق المهدي، التوقيع على الوثائق النهائية للفترة الانتقالية بأنه “عبور إلى الحكم المدني في السودان”، مؤكدا أن هذا الاتفاق سيحقق السلام والتحول الديمقراطي في البلاد عبر انتخابات حرة نزيهة.
وأضاف المهدي أن المرحلة المقبلة ستكون مرحلة التوحد، لا إقصاء فيها، ليشارك الجميع في عرس ونصرة السودان، مؤكدا أن نضالات الشعب السوداني للعمل المدني ستظل حارسا للحكم الرشيد في السودان، مشيرا إلى أن الشعب السوداني هو صاحب هذا الإنجاز.
من ناحيته، شدد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فكي، على أهمية الاتفاق الانتقالي في السودان.
وقال فكي إن الاتفاق لم يكن أمرا سهلا، مشيدا بالجهود التي بذلت لتذليل العقبات ومواجهة التحديات.
ووصف الاتفاق بـ”الإنجار التاريخي”، مشيرا إلى أنه جاء تعبيرا عن إرادة الشعب السوداني في مواجهة التحديات الجسام.
وقال إن الوضع في السودان معقد للغاية بسبب ما تعرض له من تهميش وحروب، ترتب عليها كوارث وأطماع وصراعات.
من جهته، أكد رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي (بصفته ممثلا للاتحاد الإفريقي)، دعم القاهرة لآمال الشعب السوداني، مشيدا بالجهود الإقليمية التي ساعدت في التوصل إلى اتفاق الفترة الانتقالية.
وقال مدبولي إن مصر لن تدخر جهدا في تقديم كل أشكال الدعم الممكن للسودان الشقيق خلال الفترة المقبلة، بما في ذلك الدعم السياسي في المحافل الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها الاتحاد الإفريقي، حتى يستعيد السودان مكانته المتميزة في القارة.
وأضاف أن الاتفاق يمثل خارطة طريق للسودان في المرحلة المقبلة، وسيعمل الجميع على المساعدة في تنفيذه ونجاحه، مشيرا إلى أن الاتفاق يؤرخ لمرحلة جديدة في السودان يحصد فيها الشعب السوداني ثمار تضحياته.
وأشاد بيكا هافيستو، مبعوث الاتحاد الأوروبي إلى السودان، زير خارجية فنلندا، بالشعب السوداني الذى نجح في إسماع صوته للعالم وتحقيق تحول ديمقراطي يؤسس لفترة السلام والمصالحة وتحقيق الاستقرار وإقامة حكومة مدنية.
وطالب هافيستو الفرقاء السياسيين بالحوار والاتفاق فيما بينهم، مشيرا إلى أن الاتحاد الإفريقي يريد مناقشة القضايا الخلافية داخل السودان.
واعتبر آبي أحمد، رئيس وزراء إثيوبيا، أن اتفاق المرحلة الانتقالية بالسودان يعد بمثابة بداية مرحلة جديدة، مجددا الالتزام بدعم السودان خلال المرحلة الانتقالية.
وطالب أحمد في كلمته بضرورة التعاون ووحدة الصف في السودان، مشيرا إلى أن الطريق إلى الديمقراطية بدأ الآن.
وأكد ضرورة التمسك بالتحول الديمقراطي والالتزام بمبادئ الديمقراطية، وبناء المؤسسات بالتعاون بين الجميع.
وأكد ممثل قوى الحرية والتغيير في السودان، محمد ناجي، أن التوقيع على الوثائق النهائية للفترة الانتقالية يفتح صفحة جديدة في البلاد ويطوي حقبة من الفساد والانتهاكات
وقال إن قوى الحرية والتغيير ستعمل على أن يكون السلام شاملا في كل مناطق الحروب من دون استثناء، مشددا على تمسك قوى الحرية والتغيير بإجراء التحقيق العادل والموضوعي في فض اعتصام القيادة العامة وكل الانتهاكات التي ارتكبت بحق الشعب السوداني، وألا يفلت أي مجرم من العقاب.
وقال: “نتطلع لإنهاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة وكفالة حقوقها قانونا وممارسة”، مطالبا بالعمل على إعادة السودان إلى المجمتع الدولي بشكل عاجل.
وفي رسالة إلى الجمعيات الأهلية والجماعات الدينية، قال ناجي: “إن السودان يسعنا جميعا ولا بد أن نرعاه، وعلينا أن نتفق على العيش معا في سلام رغم الاختلافات بيننا”. وطالب بنبذ العنصرية والقبلية وإشاعة التسامح وإعلاء قيمة الوطن فوق كل شيء.
وشدد على ضرورة تحقيق المساواة بين أقاليم السودان المختلفة.
ووصف المؤسسة العسكرية بأنها “بذرة الوطنية” وبأنها تمثل درع الحماية والوقاية للسودان.
وحضر الحفل رؤساء دول وحكومات وشخصيات من دول عدة.
وينهي الاتّفاق الذي تم التوصل إليه في الرابع من آب/أغسطس نحو 8 أشهر من الاضطرابات بدأت بتظاهرات حاشدة ضدّ الرئيس عمر البشير. وأطاح الجيش بالبشير تحت ضغط الشارع في نيسان/أبريل، بعد 30 سنة من حكم السودان بقبضة من حديد.
وبدأت في العاصمة السودانية، الخرطوم، في وقت سابق من السبت، مراسم حفل توقيع الإعلان الدستوري والسياسي بشأن الفترة الانتقالية، بحضور إقليمي ودولي.
وانتشرت القوات الأمنية بكثافة في شوارع الخرطوم، وأغلقت بعض الطرقات، لا سيما المؤدية إلى القصر الرئاسي ومقر قيادة الجيش السوداني.
ووصل الخرطوم ممثلون عن عدد من الدول للمشاركة في احتفال التوقيع، بينهم وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو.
(وكالات)

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *