-->

تشكل أول طلائع المقاومة المسلحة الصحراوية التي اسست النواة الاولى لجيش التحرير الشعبي الصحراوي


في المؤتمر التأسيسي لجبهة البوليساريو،10ماي 1973، تشكلت أول طلائع المقاومة المسلحة الصحراوية بالتوازي مع عمل الفروع السياسية التي اتخذت من العمل السري اسلوبا في نشر ثقافة الجبهة وادبياتها في الراي العام الوطني .
وهكذا، تشكلت أول طلائع المقاومة المسلحة الصحراوية . اذ كانت الانطلاقة "عسيرة" ‏باسلحة تكرارية عتيدة (17مقاوما متطوعا لا يمتلكون سوى ثماني بنادق بدائية وخمسة جمال ‏وقليل من الزاد ) بحسب شهادة هؤلاء، لكنها تمكنت من وضع القطار على السكة (20ماي 1973) عندما تولدت ‏النواة الأولى لجيش التحرير الشعبي الصحراوي من خلال "وحدات الثوار" الذين خاضوا معارك في مواجهة الاستعمار الاسباني في عديد المواقع مثل اجديرية،اكجيجمات، بئر معط الله، التفاريتي...
ساعتها لم يكن من بينهم هؤلاء لا خريجو المدارس العسكرية و لا ألاكاديميون .. ‏بل وفقط رجال نذروا أنفسهم لانتزاع حق مغتصب والدفاع عن شرف مهان وخدمة ‏شعب مقسم ووطن مستباح ..واضعين نصب أعينهم ، هدف الحرية وإقامة دولة مستقلة لكل ‏الصحراويين على كل ارض الساقية الحمراء ووادي الذهب .. سلاحهم ايمان بعدالة الهدف ‏وتشبع بنبل المقصد، مقدمين انفسهم قربانا على مذبح الحرية والاستقلال للشعب الصحراوي..
ومع تعرض المنطقة للغزو اكتوبر 1975، واستنهاض الجسم الوطني في مواجهة الاحتلال ودرء المخاطر، حيث انخرطت الالاف من الشباب و الرجال في صفوف المقاومة المسلحة،وعرف الجيش الصحراوي ساعتها "نموا كبيرا وانتشارا واسعا" على جبهات متعددة، قبل ان يقرر المؤتمر الثالث لجبهة البوليساريو، غشت 1976 تسميته ب"جيش التحرير الشعبي الصحراوي" (...) ‏
اتخذ جيش التحرير الشعبي الصحراوي ومنذ البداية من حرب العصابات تكتيكا في ‏المقارعة والمواجهة ، ومن اسلوب التوعية برسالة جبهة البوليساريو ومشروعية الوسيلة ، رسالة لحشد التأييد " ورص الصف خلف عربة اهداف ومثل جبهة البوليساريو "..!! ‏
خلال السنوات التالية تنوع العتاد وتجدد ، لكن عقيدة وروح الثورة ظلت هي" المتحكم ‏في استراتيجية البندقية الصحراوية" بحسب قياداتها، في "مدها بمناعة" الأساليب ، خاصة التاقلم مع الظروف ‏المتغيرة التي فرضتها منعطفات رئيسية مرت منها جبهة البوليساريو والدولة الصحراوية قبل وبعد وقف ‏اطلاق النار في السادس سبتمبر91 ودخول الامم المتحدة على الخط ..!!‏
" خلال هذه الفترة، تمرس المقاومون في أساليب حرب العصابات المعتمدة على ‏سرعة الحركة وخفة الوحدات وضرب المواقع الأكثر ضعفا وعزلها مع ‏التكثيف من الاغارات الخاطفة والمفاجئة والكمائن. ومع المعركة كانت وحدات ‏الثوار تزداد تمرسا وخبرة قتالية وتتطور امكاناتها البشرية من خلال ‏الالتحاقات المتزايدة بصفوفها و حصولها على معدات حديثة بعد غنمها من ‏العدو (اسبانيا) حتى أصبح في إمكانها في نهاية 1974 خوض أعمال قتالية ‏نوعية " يقول محمد لمين احمد عضو القيادة الصحراوية في حديث نشرته الكاتبة اللبنانية،ليلى بديع في كتابها البوليساريو قائد وثورة .‏
وقد تحالفت في نفس الفترة القوات الاسبانية والمغربية في محاولة لتصفية ‏الشمال في حملة دامت ثلاثة أيام(يكشف الكاتب الاسباني توماس باربولو في كتابه ‏الصحراء الاسبانية التاريخ المحظور 2004).
ورافق هذا التطور العسكري عمليات ‏فدائية جريئة داخل المدن واختطاف الدوريات العسكرية الاسبانية يومي 10 و11 ماي 1975، بحسب شهادة ابراهيم ‏غالي-الامين العام لجبهة اللبوليساريو- في سرده للاحداث التي دونها ونشرها الصحفي ‏والكاتب الاسباني(توماس باربولو).‏
"ولم تمض غير سنتين وبضعة اشهر حتى كانت القوات الاسبانية مجبرة على ‏الانسحاب من العديد من المناطق أمام ضربات جيش التحرير الشعبي الصحراوي ‏المتوالية، بل لقد اضطرت اسبانيا أمام الانتصارات والضغط العسكري على الدخول ‏في مفاوضات مع جبهة البوليساريو (9 سبتمبر 1975)" يقول ابراهيم غالي .
لم يصل ‏شهر أكتوبر 1975 حتى كان جيش التحرير الشعبي الصحراوي "سيدا" على ‏غالبية التراب الصحراوي وكانت وحداته رغم تواضع تسليحها ‏الخفيف( سيمنوف.. بازوك..) على حد وصف الضابط الاسباني(خوسي رامون ‏اكيري في كتابه "الصحراء الاسبانية: تاريخ خيانة"
وكان المقاتل الصحراوي يعتمد على حركته على سياراته القليلة لمغنومة في معظمها من القوات الاسبانية وبعض الجمال التي كانت اول وسائل نقلها(...) الا ان التطور بدأ ‏يلمس من الناحية التنظيمية، و أضحت وحداته تتوزع بين ناحيتين: الناحية الجنوبية ‏والناحية الشمالية، في حين شرع الجيش الصحراوي منتصف 1975 في عمليات التدريب( ‏كانت الجزائر اول بلد يحتضنها ذلك) (... وفي السنوات التالية تعززت العملية بارسال وحدات الى ‏عدد معتبر من دول العالم(ليبيا ، كوبا، يوغسلافيا..) وتطور العمل منذ الثمانينات ليرقى ‏لمستوى تبادل التجارب والخبرات في ميادين مختلفة(حديث لوزير الدفاع الاسبق، رئيس الجهورية الحالي،ابراهيم ‏غالي) 
بقلم الاعلامي والكاتب : السالك مفتاح

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *