-->

القدس العربي : حكومة مدريد لا تميل إلى دور للملك فيليبي السادس لحل الأزمة مع المغرب


لا تميل الحكومة الإسبانية إلى دور رئيسي للملك فيليبي السادس في الوقت الراهن لحل الأزمة بين مدريد والرباط، وذلك بسبب غياب مؤشرات واضحة حول مستقبل العلاقات بين البلدين، ثم التوجه الجمهوري للحكومة الحالية.
وتمر العلاقات بين المغرب وإسبانيا بأزمة شائكة للغاية، انفجرت بسبب موقف مدريد المعارض للاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء الغربية المحتلة، ثم استقبالها لزعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي للعلاج من إصابته بكوفيد-19 وما ترتب عنه من قرار مغربي بتخفيض نسبة الحراسة على الحدود مع مدينة سبتة، ما أدى إلى اقتحام عشرة آلاف مغربي لهذه المدينة .
ويجري البحث عن كيفية تجاوز هذه الأزمة، وإن كانت المؤشرات غير مشجعة لاسيما في ظل رغبة الأحزاب السياسية الإسبانية بإدانة المغرب في البرلمان الأوروبي لاستعمال القاصرين في اقتحام مدينة سبتة، ثم رهان مدريد على مزيد من عسكرة سبتة ومليلية.
ولا توجد اتصالات رفيعة المستوى بين مدريد والرباط في الوقت الراهن، وكتبت جريدة “الباييس” منذ أيام عن احتمال قيام مسؤول إسباني كبير بزيارة المغرب، أو تدخل من طرف الملك فيليبي السادس لمعالجة الأمر مع نظيره المغربي محمد السادس.
وكشفت مصادر سياسية رفيعة المستوى لـ”القدس العربي” بأن الحكومة الحالية لا تفكر في دور للملك فيليبي السادس. فمن جهة، لا ترى أفقا قريبا لحل الأزمة لأن الرباط ترغب من مدريد تغيير موقفها من نزاع الصحراء الغربية، والأخيرة لن تفعل ذلك، لاسيما في ظل إصرار الرباط على أن جوهر الأزمة هو الموقف الإسباني المضاد لسيادة المغرب على الصحراء الغربية المحتلة، وفق البيان الأخير الصادر عن دبلوماسية الرباط قبل نحو أسبوع.



ومن جهة أخرى، هذه الحكومة الإسبانية ذات طابع جمهوري ولا ترغب في منح الملك دورا رئيسيا. وتتكون الحكومة الحالية من الحزب الاشتراكي الذي لا يخفي تعاطفه مع النظام الجمهوري. وكان رئيس الحكومة بيدرو سانتيش قد أثنى في البرلمان خلال أبريل الماضي على الجمهورية التي كانت قد شهدتها إسبانيا في الثلاثينات، واعتبرها أهم حدث في القرن العشرين رفقة الانخراط في الاتحاد الأوروبي وإصدار الدستور. كما أن حزب بوديموس اليساري المضاد بشكل قوي للنظام الملكي، يطالب باستفتاء بين الجمهورية والملكية. وهذا يحيل على قرار سابق لرئيس الحكومة الأسبق خوسي ماريا أثنار الذي منع الملك خوان كارلوس من لعب أي دور في نزاع جزيرة “ثورة” عام 2002.
في الوقت ذاته، لا ترغب المؤسسة الملكية في خوض مغامرة سياسية غير مضمونة النتائج، ذلك أن أي دور للملك فيليبي السادس يجب أن يأتي بنتائج إيجابية. وتأخذ المؤسسة الملكية الإسبانية مسافة من القضايا التي قد تنعكس عليها سلباً، بحكم أن استراتيجية الملك الحالي هي بناء صورة إيجابية عن الملكية بعد الفضائح التي تورط فيها أبوه الملك خوان كارلوس الذي يعيش منفيا في الإمارات.
وكانت العلاقات المتميزة بين الملكية المغربية والإسبانية قد لعبت دورا رئيسيا في تجنيب هذه العلاقات التوتر، حيث كان الحوار سلساً بين الملك الراحل الحسن الثاني والملك خوان كارلوس، ثم بين الأخير والملك محمد السادس. وتذهب عدد من التحليلات الإعلامية إلى تراجع هذه العلاقة بين الملك محمد السادس ونظيره فيليبي السادس. ورغم ذلك يسود الاعتقاد بأن الحل سيأتي في آخر المطاف عبر حوار بين ملكيْ البلدين.
المصدر: القدس العربي

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *