مسؤول اممي: الاستيطان المغربي في الصحراء الغربية ساهم في تشريد الشعب الصحراوي لكنه فشل في القضاء عليه وطمس وجوده
اكد المقرر الاممي الخاص المعني بتعزيز الحقيقة والعدالة والجبر وضمانات عدم التكرار، “فابيان سالفيولي” ان الاستيطان المغربي في الصحراء الغربية ساهم في تشريد الشعب الصحراوي مثلما فعل الاستعمار في فلسطين ودول امريكا اللاتينية.
واوضح الخبير الاممي في تقرير مقدم الى الجمعية العامة للأمم المتحدة ان سياسة الاستيطان في الصحراء الغربية وفلسطين ودول أمريكا اللاتينية والتي هدفت الى تشريد السكان الاصلية فشلت، اذ لا تزال هذه الشعوب تشكل نسبة عالية من مجموع السكان، كما هو الحال في بعض بلدان أمريكا اللاتينية، والأراضي الفلسطينية المحتلة، والصحراء الغربية، وجزيرة أوكيناوا وغيرها.
….المغرب يستغل عملية تحديد الهوية لجلب المزيد من المستوطنين الى الصحراء الغربية…
وحسب دراسة صحراوية حديثة وجد المغرب في هذه عملية تحديد الهوية في إطار التحضير لتنظيم الاستفتاء بالصحراء الغربية فرصة سانحة لجلب حوالي 120 الف مستوطن مغربي تم توزيعهم على مخيمات شيدت في كافة المدن والمداشر الصحراوية، خاصة في السمارة والداخلة وبوجدور. وكانت لذلك تداعيات خطيرة على مخطط التسوية الأممي، وعلى عملية تحديد الهوية وعلى الخارطة الديموغرافية للصحراء الغربية.
وبعد فشل عملية تحديد الهوية لهذا السبب، تم منح الكثير من هؤلاء المستوطنين المغاربة الأراضي والمنازل بالإضافة إلى المعونة الغذائية المتواصلة وفرص الشغل في كل ربوع الصحراء الغربية، في حين يتم نهب ثروات البلد وتفقير الصحراويين، سواء منهم الصحراويون من سكان الإقليم أو صحراويي مدن “جنوب المغرب”، مع حرمانهم من التمتع بنفس الفرص والامتيازات التي يتمتع بها المستوطنون المغاربة هناك.
وأبرزت الدراسة الصحراوية ان أحداث مدينة الداخلة لسنة 2011 أدل مثال على تجبر المستوطنين المغاربة ومدى الدعم الذي يوفره لهم النظام المغربي. حيث أطلق عليهم الصحراويون تسمية “الطابور الخامس” باعتبارهم نوع من الجيش الاحتياطي المدني (الميليشيات) للنظام المغربي في الصحراء الغربية. هذا الأمر جعل منهم قوة لا يستهان بها سواء على المستوى الاجتماعي، والاقتصادي، أو حتى المستوى السياسي.
وخلصت الدراسة الى التأكيد ان مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار منحت المغرب فرصة عظيمة للدفع بالمغاربة إلى الاستيطان في الصحراء الغربية، مما نتج عنه محاولة طمس الثقافة الصحراوية ، وتزوير التاريخ، وسلب الأراضي، والاستيلاء على المشاريع، ونهب الثروات، والتهرب الضريبي وتدمير بنية المجتمع الصحراوي وتخريب النسيج الاجتماعي.