-->

وزيرة إسبانية.. رغم الأزمة تبقى الجزائر شريكا طاقويا موثوقا


اعتبرت نائبة رئيس الوزراء ووزيرة التحوّل البيئي في إسبانيا تيريزا ريبيرا، أنّ الزيادة التي تعتزم الجزائر إقرارها على أسعار الغاز الموجّه إلى بلادها ستكون “معتدلة”.
وحسب ما نقلته صحيفة “إل باييس” المحلية، قالت ريبيرا في تصريحات إعلامية:”أبدت شركة سوناطراك الجزائرية نيّتها في رفع الأسعار منذ أكتوبر الماضي. لأنها قدّرت أن أسعارها كانت أقل بكثير من السعر المعمول به في الأسواق الدولية”.
وردّا على سؤال حول ما إذا كان تغيير موقف الحكومة الإسبانية من قضية تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية سيضرّ بواردات الغاز من الجزائر.  أكدت ريبيرا قائلة:”من الضروري أن يكون لإسبانيا علاقة ممتازة مع كل من المغرب والجزائر”.
وتابعت:”الجزائر دولة موثوقة تحترم التزاماتها، وإمدادات الغاز نحو إسبانيا ستبقى مضمونة لفترة طويلة”. قبل أن تضيف:”ثقتنا كاملة في وفاء الجزائر بتعهداتها”.
وأوضحت المسؤولة الإسبانية أنّ سوناطراك الجزائرية بدأت في أكتوبر الماضي بمراجعة أسعار الغاز المعمول بها مع شركات الطاقة الإسبانية.
وأكّدت في نفس السياق أنّ هذا الإجراء كان “تجاريا بحتا” بين الشركات، وأنّه لا يمتّ بصلة إلى طبيعة العلاقات بين حكومتي البلدين.

اتفاق الغاز الجزائري الإيطالي الجديد.. السلطات الإسبانية تتحرك
في 13 أفريل، أثار الاتفاق الجزائري الإيطالي بشأن رفع إمدادات الغاز مخاوف إسبانيا إزاء عقودها مع الجزائر، حسب ما ذكره تقرير لوكالة بلومبيرغ الأمريكية.
وجاء في تقرير بلومبيرغ أنّ دبلوماسيين إسبان أجروا محادثات مع نظرائهم من إيطاليا، بعد تحرّك روما لتأمين كميات كبيرة من الغاز الجزائري، للحدّ من الاعتماد على روسيا.
وقد أثار الاتفاق بين الجزائر وإيطاليا في مجال الغاز، مخاوف إسبانية حيال تعزيز موقف الجزائر في المحادثات مع مدريد حول سعر الغاز.
وأشارت بلومبيرغ إلى ارتباط كلا البلدين الأوروبيين بشراكات طويلة الأمد لشراء الغاز من الجزائر، واستفادتهما معا من خطوط الأنابيب التي تنقل الغاز الجزائري عبر البحر المتوسط.
ونقلت الوكالة عن مسؤول إيطالي لم تذكر هويته، إنّ الاتفاقية المبرمة بين الجزائر وإيطاليا لن تؤثر على الإمدادات الإسبانية.
في نفس السياق، قالت صحيفة “إل إندبندينتي” الإسبانية، إنّ رئيس الحكومة بيدرو سانشيز “فشل في تحويل إسبانيا إلى مركز للطاقة في أوروبا بعد التحالف بين الجزائر وإيطاليا”.
وجاء في مقال للصحيفة:”مع الانحراف التاريخي في موقف إسبانيا تجاه الصحراء الغربية.  استفادت إيطاليا من قطع العلاقات بين الجزائر وإسبانيا. لتأخذ زمام المبادرة في تزويد قارة أوروبا بحاجاتها من الغاز”.
وقالت الصحيفة إنّ إيطاليا قد حصلت بموجب اتفاقها مع الجزائر، على ثلاثة أضعاف كمية الغاز التي تحصل عليها إسبانيا.

سوناطراك وإيني توقعان اتفاقية في مجال الغاز
وفي 11 أفريل، وقع مجمع سوناطراك مع المجمع الايطالي ايني ,  الاثنين بالجزائر العاصمة, اتفاقية في مجال الغاز, بحضور رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون  ورئيس الوزراء الإيطالي السيد ماريو دراغي, حسب ما افاد به بيان لسوناطراك.
و جاء في البيان ” بحضور السيد عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء الإيطالي السيد ماريو دراغي,  ووفود من كلا البلدين, وقع اليوم كلا من الرئيس المدير العام لشركة سوناطراك,  توفيق حكار والمدير العام لشركة إيني, كلاوديو ديسكالزي, اتفاقية بغرض تسريع وتيرة تطوير مشاريع إنتاج الغاز الطبيعي, من خلال تضافر جهود الشركتين, و زيادة حجم الغاز المصدر باستخدام القدرات المتاحة لخط أنبوب الغاز إنريكو ماتيي (ترانسمد)”.
و أوضح المصدر ذاته, ان هذه الاتفاقية ستسمح  للشركتين “بتحديد مستويات أسعار مبيعات الغاز الطبيعي تماشيا مع معطيات السوق وذلك للسنة 2022-2023 وفقا للبنود التعاقدية المتعلقة بمراجعة الأسعار”.
و اضاف البيان, أن هذه الاتفاقية  تأتي لتؤكد التعاون الوثيق بين الشركتين في مجال الاستكشاف وإنتاج المحروقات وكذا في مجال الطاقات الجديدة والمتجددة، مثل الطاقة الشمسية والهيدروجين والوقود الحيوي واحتجاز وتخزين واستخدام ثاني أكسيد الكربون. كما تؤكد رغبة الشريك الاستراتيجي إيني في مواصلة استثماراته مع سوناطراك وتعزيز تواجده في الجزائر.
و في الاخير, اشار بيان المجمع إلى أن العلاقة التجارية مع إيني, التي تعد واحدة من أهم عملاء سوناطراك,  تعود إلى سنة 1977, حيث “سمح عقد بيع الغاز الطبيعي بإمدادها خلال العشريتين الأخيرتين بحجم يفوق مجمله 300 مليار متر مكعب الى غاية اليوم”.
المصدر: الشروق اونلاين

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *