ما تأثير قرار ترامب وقف تمويل المساعدات المقدمة من برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة على اللاجئين الصحراويين؟
قررت الولايات المتحدة الأمريكية، اليوم الجمعة، وقف تمويل المساعدات المقدمة من برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة. ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر مطلعة قولها إن واشنطن طالبت برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة بوقف العمل في عشرات المنح الممولة من جانب الولايات المتحدة.
وتبلغ قيمة منح الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية عشرات الملايين من الدولارات، وتوفر مساعدات غذائية في دول فقيرة من بينها اليمن وجمهورية الكونغو الديمقراطية والسودان وجنوب السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى وهايتي ومالي.
ولم ترد وزارة الخارجية الأمريكية وبرنامج الأغذية العالمي على الفور على طلب للتعليق.
وتندرج العديد من المنح التي جرى تعليقها تحت برنامج للغذاء من أجل السلام، وهو البرنامج الذي ينفق نحو ملياري دولار سنويا على التبرع بسلع أمريكية. وتتم إدارة هذا البرنامج، الذي يشكل الجزء الأكبر من المساعدات الغذائية الدولية الأمريكية، بشكل مشترك من وزارة الزراعة والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
وبعد ساعات فقط من توليه منصبه في 20 يناير/ كانون الثاني الماضي، أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوقف المساعدات الخارجية لمدة 90 يوما حتى يتسنى مراجعة المساهمات لمعرفة ما إذا كانت تتماشى مع سياسته الخارجية “أمريكا أولا”. والولايات المتحدة هي أكبر مانح للمساعدات في العالم.
إلا أن وزارة الخارجية أعلنت لاحقا أن روبيو أصدر إعفاء للمساعدات الغذائية الطارئة. كما وافق بعد ذلك على إعفاء للمساعدات الإنسانية المنقذة للحياة، والتي تعرف بأنها الخدمات الأساسية المنقذة للحياة في كل من الأدوية والخدمات الطبية وكذلك الأغذية والمأوى.
ولم يتضح بعد هل القرار الجديد له التأثير على المساعدات الإنسانية المقدمة للاجئين الصحراويين ام لا، حيث تعتبر الولايات المتحدة هي أكبر جهة مانحة للأمم المتحدة لمخيمات اللاجئين الصحراويين، حيث تقدم حوالي نصف إجمالي المساعدات السنوية.
وفي السنوات الأخيرة، ساهمت وزارة الخارجية الأمريكية بحوالي 10 ملايين دولار سنوياً للمفوضية لتلبية الاحتياجات الإنسانية، بما في ذلك المأوى والغذاء والمياه والتعليم والرعاية الطبية.
وفي سنة 2022، تبرعت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) بمبلغ 1.5 مليون دولار لبرنامج الأغذية العالمي للمساعدات الغذائية العامة وبرنامج التحويلات النقدية الذي يستهدف النساء الحوامل والمرضعات لتحسين الأمن الغذائي والتغذية بمخيمات اللاجئين الصحراويين.
وقد وصل هؤلاء اللاجئين إلى الجزائر في عام 1975 إثر الاحتلال العسكري المغربي للصحراء الغربية، ويقيمون حاليا في خمسة مخيمات قرب مدينة تندوف الجزائرية، في وسط الصحراء الكبرى في ظروف مناخية سيئة إضافة إلى العزلة وغياب الفرص الاقتصادية.
ويعتمد اللاجئون بشكل شبه كامل على المساعدات المقدمة من المجتمع الدولي، ويقدم البرنامج مساعدات غذائية إلى 100.000 لاجئ من أكثر الفئات احتياجا في المخيمات.
وتواصل الولايات المتحدة دعم العملية السياسية التي تتبناها الأمم المتحدة بشأن الصحراء الغربية، بما في ذلك جهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ستافان دي ميستورا لقيادة هذه العملية.
وتدعم الولايات المتحدة جهود دي ميستورا لقيادة عملية سياسية ذات مصداقية، تؤدي إلى حل دائم وكريم ومدعوم دوليا للنزاع في الصحراء الغربية.
ولتحقيق هذه الغاية، تواصل حكومة الولايات المتحدة التشاور بشكل خاص مع الأطراف والدول المجاورة والشركاء الدوليين حول أفضل السبل لتجنب مزيد من العنف وتحقيق حل دائم في الصحراء الغربية المحتلة.