وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة في حوار مع المدرب الوطني لمنتخب الجمهورية الصحراوية
وكالة المغرب العربي للأنباء المستقلة في حوار مع مدرب الفريق الوطني الصحراوي السيد : الراقب احمد بابا حياي، بحيث نتناول معه إلارهاصات الاولى لنشأة المنتخب الصحراوي والصعوبات التي أخرت ظهوره إلى النور وصولا إلى مشاركته في البطولة الدولية بكردستان العراق، والاداء المتواضع الذي خرج به ، كما سنناقش الرسائل التي تريد جبهة البوليساريو ايصالها الى العالم عبر الدبلوماسية الرياضية، كل هذه الاسئلة وغيرها تقراونها في الحوار التالي:
وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة : من هو الراكب احمد بابا ؟
سيد احمد الراقب احمد بابا حياي من مواليد 1977، مدرب الفريق الوطني و في الوقت ذاته صحفي بالإذاعة الوطنية.
وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة : كيف جاءت فكرة انشاء فريقا وطنيا لكرة القدم؟
تأسس الفريق الوطني في الأسبوع الأول من يناير سنة 2010، بحيث شكلت له لجنة الاختيار و الانتقاء، ضمت لاعبين سابقين بالفريق الوطني ومتعاون اجنبي من اسبانيا و المتحدث، لتجرى مباريات استكشافية بولاية السمارة شاركت فيها فرق الولايات و بعض الأندية الوتية ليتم في النهاية اختيار 30 لاعبا كعناصر للمنتخب الوطن الصحراوي.
ففي ذلك الوقت لم تكن لدينا اية إمكانيات مادية بالرغم من القوة البشرية، فكان أول اجتماع للفريق الوطني بولاية الداخلة في 11 – يونيو – 2011 ، اين قرر انطلاق التدريبات الاولية بالاعتماد على أنفسنا من اجل تكوين فريق صحراوي يمثلنا في المستقبل.
و بما ان غالبية اللاعبين يتمركزون بين ولايتي السمارة و اوسرد في كل اثنين من الاسبوع بالتناوب، تى و ان كانت تكاليف النقل " باصاجا" على حساب المجموعة اي الفريق، و كانت اكبر مشكلة تواجهنا انعدام الامكانيات المادية خاصة.
وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة : ماهي الاكراهات التي واجهتكم وانت تحضرون لفريق وطني؟
منها قلة الإمكانيات في بداية الامر، بالرغم من اننا تغلبنا على بعضها بمساعدة المدير المركزي للرياضة، بقيت مشاكل اخرى متعلقة بمقرات التدريب، الاجهزة المساعدة على الاعداد البدني، طاقم طبي محترف، النقل، التغذية و الماء اثناء التدريب، اضافة الى عدم وجود مقر خاص بالفريق يكون محلا للدراسة و التقييم و التربصات.
فكل ما نستحوذ عليه في الوقت الراهن ثلاث كرات فقط، اقواس صغيرة للتدريب وبعض الملابس وهذا ما يصعب إعداد الفريق اعدادا قيقيا بنفس المستوى الذي نطمح اليه، كمال ان الفريق ما زال بحاجة لتربصات مكثفة على الملاعب العشبية او الاصطناعية و الدورات التكوينية، اضافة الى اجرء بعض المباريات الودية لاكتساب الخبرات الناقصة.
وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة: يتسأل البعض عن طريقة اختيار لاعبي الفريق الوطني وما مدى خضوعهم لمعايير اللياقة البدنية و قوة المهارات الرياضية ؟
يبقى دائما مشكل اختيار النخبة الوطنية من أصعب الأمور التي تواجه اي فريق في طور النشاة، فمن المعايير التي استند عليها اختيار اعضاء المنتخب الوطني الذي تاسس سنة 2010 ، نذكر منها ان يكون عمر اللاعب ما بين 20 إلى25 سنة، باستثناء لاعبين او ثلاثة تعدت اعمارهم 25 سنة، كما يجب ان يكون اللاعب موجودا على ارض الميدان، لان الفريق انذاك كان سيذهب للتربص في مكان ما في الوقيت الذي تم فيه انتقاء الفريق الذي رم منه بعض الشباب الموهوب الذي غاب بسبسب الدراسة في الجزائر وليبيا، و قد اجبرتني الغيابات المتكررة عن التدريبات ايضا الى اضافة بعض اللاعبين المنضبطين الى قائمة المنتخب و منها: الحارس المحفوظ، الحارس العربي، لاعب الوسط ببيه، الكوري معروف الذي تم استدعائه بعد حصولة على جائزة افضل لاعب في المهرجان الشباني بجنوب افريقيا وعبد الله ابراهيم بيجة.
وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة : كيف تقيم أول مشاركة للمنتخب الصحراوي في بطولة دولية خارج المخيمات ؟
من وجهة نظري المتواضعة اعتبر ان التجربة كانت ناجحة باعتبارها المشاركة الاولى للنخبة الوطنية خارج المخيمات، ففي اول تجربة نحتل المرتبة الخامسة هذا ما اعتبره انتصارا حققه المنتخب الوطني الذي سجل 11 هدفا واستقبلت شباكه 16 اخرى، و خلال خمس مباريات تحصل على 4 بطاقات صفراء، اضافة الى الأداء المثالي للعب النظيف بشهادة محللين من البلد المنظم كردستان.
و من النقاط الايجابية من المشاركة ايضا التغطية الإعلامية الواسعة التي حظي بها الفريق الوطني، فمباراة الافتتاح مثلا بثت على المباشر في 7 فضائيات، كما كانت اخبار الفريق الوطني تتصدر يوميا صفحات الصحف الصادرة في كردستان، و المقابلات التلفزيونية التي أجرتها قنوات فضائية مع عناصر الفريق والطاقم الفني، ولكن كان الهدف الأسمى لنا جميعا هو رفع علم الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية والتعريف خفاقا في العالم الخارجي عبر الرسالة الرياضية التي يعتبرها الجميع انبل اسلوب للتعبير عن الاراء و المعتقدات.
قبل المشاركة في البطولة حضرنا لمدة 5 ايام فقط بمدرسة الشهيد عمي العسكرية للاطر،ف ذهبنا الى الجزائر يوم 30 ماي، قضينا بها تقريبا 72 ساعة، اجرينا خلالها حصة تدريبية وحيدة على ارضية اصطناعية بملعب بولوقين بالجزائر، و في يوم 2 يونيو توجهنا الى مطار هواري بومدين كان من المفروض ان نسافر الى الدوحة لكن اخبرونا ان الرحلة القيت واتجهنا الى اسطنبول ومن ثم انتقلنا الى اربيل التي وصلناها في حدود الساعة 2 فجرا من يوم 3 يونيو، و اجرينا حصة تدريبية وحيدة بملعب اصطناعي لمدة ساعة.
مبارتنا الاولى في البطولة كانت يوم 4 يونيو على الساعة 8 مساء امام فريق كردستان، قبل المباراة أخبرتنا اللجنة المنظمة للبطولة أننا سنلعب بدون رفع العلم الوطني، لكن لاعبي الفريق الوطني اجمعوا على كلمة واحدة " اما ان نلعب المباراة والعلم الصحراوي امامنا او لا نذهب الى الملعب بتاتا".
خسرنا بستة اهداف لصفر لان هناك العديد من الاسباب اثرت على لاعبي الفريق منها اننا لاول مرة نلعب على ارضية بعشب طبيعي وهو ما اثر كثيرا على اللاعبين في كيفية التعامل مع الكرة، اضافة الى ضغط الجمهور الحاضر في ملعب فرانسوا حريري وهذه اشياء لم نعهدها سابقا ، كما ان الفريق بلا طاقم طبي وغالبية الفريق يعانون من تقلصات هذا الى جانب ان الفريق الكردستاني حضر جيدا للبطولة و لعب مباريات ودية مع فرق تابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا مثل تونس، الاردن، موزنبيق، موريتانيا، و يضم فريق كردستان في صفوفه 4 لاعبين من الفريق العراقي الاول وكل لاعبيه ينشطون في البطولة العراقية خاصة في اندية كل من دهوك السليمانية، زاخو اربيل هذا الاخير الذي يتصدر البطولة العراقية و وصل الى ربع نهائي كاس الاتحاد الأسيوي، و لكن بالرغم من اننا خسرنا المباراة الا اننا نجنا في رفع العلم الوطني و ظهر فريقنا على 7 فضائيات رياضية و لاول مرة يقفاكثر من 40 الف متفرج للاستماع الى السلام الوطني في مقابلة الافتتاح.
بعد مباراة الافتتاح استرحنا لمدة 19 ساعة فقط قبل ان نلعب مباراتنا الثانية بملعب ارارات بمدينة صلاح الدين امام اوكستينيا اقليم من فرنسا، فلم يكن هناك وقتا كافيا للتحضير مع تفاقم الاصابات ولا اوجود لطبيب مرافقا للفريق، ولهذه الاسباب خسرنا ايضا بستة اهداف لهدفين، استرحنا لمدة 24 ساعة ولعبنا مبارتنا الثالثة امام دارفور وحققنا فوزا بخمسة اهداف لهدف واد في مباراة سيطرنا عليها لكننا اضعنا الكثير من الفرص، اما في المقابلة الرابعة في البطولة فقد حققنا ايضا انتصارا اخر على ارتيا من سويسرا بثلاثة اهداف لصفر وكانت هي المباراة الافضل للفريق في البطولة و من سوء حظنا ان المبارتين اللتين حققنا فيهما الانتصار لم تبثا على المباشر، لذلك اعتقد الشارع الصراوي ان الفريق لعب مبارتين فقط وخسرهما و مبارتنا الخامسة كانت امام اوكستينيا وخسرناها بثلاثة اهداف لهدف.
وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة : كيف تفسر الانزعاج المغربي من تاسيس الفريق الوطني الصحراوي؟
خوفا من الاهداف التي قد تحققها الرياضة للقضية الوطنية في المحافل الدولية فلو انضم فريق الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية للمنافسات في البطولات القارية التي ينظمها الاتحاد الافريقي لكرة القدم فلا شك ان المغرب سينسحب من الكاف وعليه اذن ان ينافس في اتحاد اخر او سيحرم من المشاركات التي ينظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا.
فالاحتلال المغربي حاول بقدر الامكان ان يعرقل مشاركتنا في البطولة، اذ نج في تعطيل رحلتنا من الجزائر الى الدوحة ذهابا وكذلك من اربيل الى الدوحة ايابا وحتى قبل انطلاق المبارات كان ان يؤثر في تنظيم البطول من خلال الضغط على اللجنة المنظمة التي حاولت في البداية منعنا من رفع العلم الوطني.
وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة : بعد هذه المشاركة الدولية الى اي مدى تعول جبهة البوليساريو على الدبلوماسية الرياضية في نزاع الصحراء الغربية ؟
المشاركة الاخيرة في كردستان حققت الكثير من الاهداف للقضية الوطنية وكانت هي بوابة الدبلوماسية الرياضية التي كانت غائبة في الفترة الماضية خصوصا كما ذكرت ان الرياضة لغة يتحدثها العالم كله فعلى سبيل المثال تتوجه انظار العالم هذه الايام صوب لندن لانطلاق الألعاب الاولمبية اين سيشارك أربعة رياضيين من أصل صحراوي في هذه الاولمبياد باسم دول اخرى، و للاسف، لكن لو ان هؤلاء سيشاركون باسم الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية لحققت الرياضة انتصارا كبيرا للشعب الصحراوي، لانه في حالة تتويج الرياضي بميدالية ذهبية في هذه البطولة يفرض على العالم ان يستمع للسلام الوطني الصحراوي.
في مشاركتنا الاخيرة في كردستان وقف الجمهور الحاضر في ملعب فرنسوا حريري للسلام الصحراوي وبث على 7 فضائيات فما بالك اذا حقق الرياضي الصحراوي الفوز في الاولمبياد فانه سيشاهد ذلك اكثر من مليار شخص حول العالم.
وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة : هل كانت هناك استراتيجية جديدة للارتقاء بالفريق الصحراوي؟
ربما في المستقبل وهو ما يتمناه كل صحراوي للرفع من مستوى المنتخبات الوطنية و المشاركة في تظاهرات رياضية عبر مختلف دول العالم.
وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة : لكن كيف ؟
بالاهتمام بالرياضة القاعدية وتنطيم وهيكلة الاتحادات وكذلك تنظيم الاندية اداريا، لانها المغذي الاول للفريق الوطني، فهناك في المخيمات مواهب رياضية يجب صقلها و الاهتمام بها و ذلك بلفت الانتباه الى تحديث المسابقات الرياضية الوطنية التي تنظم في المخيمات و اعني هنا: كاس الجمهورية الذي ينظم في شهر فبراير من كل سنة، كاس 20 ماي الذي ينظم شهر ماي و الدوري الوطني لكرة القدم الذي من المفروض ان ينظم على طول الموسم الرياضي، مع الاهتمام طبعا بجانب التكوين " المسيرين، الحكام و الاخصائيين في الطب الرياضي".
وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة : هل يوجد اهتمام رسمي بفريقنا الوطني في الوقت الراهن؟
كان هناك اهتماما منقطع النظير بالفريق الوطني اثناءمشاركتنا في كردستان و حتى بعد اوصولنا الى المخيمات لان الوزير الاول كان في استقبالنا مع عدد من اعضاء الامانة والحكومة الصحراوية، كما اقيم لنا استقبالا جماهيريا بولاية السمارة في انتظار القادم انشاء الله.
وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة : ما طبيعة زيارة نجم الكرة العالمي رابح ماجر الى مخيمات اللاجئين الصحراويين؟
بعد أوصولنا للجزائر العاصمة قادمين من اربيل اقام سفير الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بالجزائر الاخ ابراهيم غالي مادبة عشاء على شرف الفريق الوطني و قدم لنا مفاجاة بالمناسبة تمثلت في وجود نجم الكرة الجزائرية رابح ماجر بالسفارة اين تناولنا العشاء معنا، بحيث تحدثنا معه عن مشاركتنا الرياضية في كردستان وعن واقع الرياضة الصحراوية وما تعانيه.
فقدم له السفير الصحراوي دعوة لزيارة المخيمات فوافق على ذلك بعد اسبوع تقريبا جاء، و حضر حصة تدريبية للفريق الوطني بولاية السمارة وكان له اجتماع مع الفريق الوطني وبعض الرياضيين الصحراويين بالشهيد الحافظ اين اكد ماجر ان ما حققه الفريق الوطني الصراوي يعتبر المستحيل بعينه لانه راى الظروف الصعبة والامكانيات البسيطة التي يتدرب بها و كلها ظروف من الصعب اعداد فيها فريق لكرة القدم فما بالك بلحلم المشاركة خارجيا .
وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة : في لقائكم مع ماجر هل اشار الى اتقاف مستقبلي؟، او اكد على دعم معين؟
قال انه سيحاول عمل ما في استطاعته من اجل دعم الفريق الوطني والرياضة الصحراوية و في سبيل نصرة الشعب الصراوي.
وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة : كلمة اخيرة تختم بها الحوار.
شكرا لكم على استضافتي، و من خلالكم اقدم تحياتي و شكري لكل محبي وعشاق الفريق الوطني على دعمهم و تشجيعهم لنا خلال البطولة ، كما اعتذر للشعب الصحراوي على الخسارتين القاسيتين في بداية البطولة لكن هذه هي كرة القدم " أنا اريد وأنت تريد والله يفعل مايريد" و بهذه المناسبة اشكرلاعبي الفريق الوطني الذين بذلوا ما في وسعهم من اجل ايصال القضية الوطنية الى بر الامان و من اجلها تحملوا عبء الاصابات و الضغط و الارهاق لانهم خلال ايام البطولة الستة لعبوا 5 مباريات، كما اشكر كل من ساعد الفريق الوطني على المشاركة و اشكر اللجنة المنظمة للبطولة على كل ما قدمته للفريق الوطني الصحراوي شكرا لكم مرة ثانية.