-->

رحلة عذاب .. بشرايا ابا حازم من مخافر الشرطة الى مخابئ اكدز السرية

تعيد وكالة الانباء المستقلة هذا الحوار الذي اجرته يوم 23 اغسطس2015 مع المناضل بشرايا ابا حازم والذي يروي  المختطف الصحراوي السابق ومعتقل الراي بقلعة مكونة واكدز بشرابا ابا حازم في شهادته على الاسر ضمن سلسلة "ناجون من الموت"
وكيف وصل بشرايا ابا حازم الى اكدز وهو معصوب العينين مكبل اليدين ضمن رفاقه القادمين من مخافر التحقيقات والضغط النفسي وهم يساقون الى الموت حيث يقول: "لدى وصولنا الى اكدز بدا فصل من التعذيب والاهانة والوان العذاب، كان ذلك في عز فصل الصيف، وبالتحديد شهر ايلول ادخلونا في زنازن مؤصدة بباب من حديد ومن دون تهوية او نوافذ تسمح بدخول الهواء، كنا نتنفس بصعوبة في تلك الحجرات التي يضيق فيها التنفس من شدة حر التعذيب وحر الصيف"
ويتذكر ابا حازم كيف كانت ملابسه تلتصق بجلده داخل الزنزانة من شدة الحر، وحين يستنجد بخرقة قماش لامتصاص تصبب العرق من جسده الهزيل والمنهك من شدة التعذيب ينسلخ معها الجلد ويمتزج العرق بالدم، حيث وضع ذات مرة خرقة قماش على جبهته لامتصاص العرق فلصقت على الجلد ولما انتزعتها تساقط معها الجلد.
يتحدث ابا حازم كيف كانت قوات لمخازنية تزج بهم في زنازن موحشة تضيق بالسجناء وعن التعليمات التي كانوا ينفذونها في حقهم حيث لايراعون قدرة استيعاب الحجرات الضيقة، ويكدسونهم داخل زنازن ضيقة مليئة بالحشرات وتفوح منها روائح نتنة، كانت حالتهم كحال القطيع الذي يساق الى الموت.

يتذكر بشرايا حادثة افزعتهم ورافقهم ترهيبها النفسي طيلة ايام السجن الطويلة ولياليه الحالكة سقوط افعى من السقف، على احد رفاقهم ولما تحسسها فزع واشمأز جسده المنهك وصرخ بها افعى افعى ...

كانت الحشرات تتساقط من السقف الذي كان مرتعا للحشرات والافاعي والثعابين، وكانت هذه المخلوقات المزعجة تسقط بين الفينة والاخرى على السجناء وتسبب رعب مستمر لهم، وموت يتهددهم حيث توفي سجين مغربي من الحركات اليسارية متأثرا بعضة ثعبان ظل يصارع الموت حتى توفي داخل السجن هذا قليل من كثير .
خلال وصول مجموعة ابا حازم الى اكدز تم تحويل السجناء الصحراويين المختطفين قبلهم الى مكونة، كون اكدز مركز احتجاز سري يجب ان يمر عليه الجميع ويذوق من عذباته. 

ويقول بشرايا "وصلنا نحن اربعة عشر وتم الحاقنا بقرابة 70 معتقل قادمين من مركز اعتقال بالدار البيضاء تم احتجازهم في نهاية 1979 وبداية 1980 وتم اختطافهم من العيون والداخلة والطرفاية وبوجدور، وتم ادخالنا في نفس الوقت الى اكدز ...

مضينا تسعة اشهر هناك من دون تغذية كانوا يدخلون علينا كلاب ويقول مسؤولهم ابدا بالكلاب الاولين قبل اطعام الكلاب الاخرين ويقصدنا نحن وهذا من اجل تحطيم كرامتنا ومعنوياتنا.
كما نسمع باستمرار عبارات من قبيل "لن تخرج من هنا وهذا مصيرك الاخير"
ولكن رغم هذا التعذيب والحط من الكرامة الانسانية ازداد رفاق بشرايا صلابة وقوة واصرار وايمان، كما ان تسلحهم بالوعي الديني الذي يميز التنشئة الاجتماعية للعائلات الصحراوية.
كما ان تعاضض رفاق بشرايا الذين كانو متعاونين متضامنين فيما بينهم بالرغم من الامراض وتساقط بعضهم بسبب سوء التغذية واصابة البعض الاخر بالشلل ساهم في صلابتهم واستمرار صمودهم ... يتبع
الحوار من اعداد : حمة المهدي

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *