-->

مشروع انتاج البيض بالنخيلة بين ضعف التسويق والكلفة الثقيلة


انبعث من جديد بقرار من الرئيس الشهيد، بعد ان كاد يتحول الى اطلال نبكي ايامها الخوالي كما الحال في مزرعتي بوكرفة و تسع يونيو.
في ظرف لا يتجاوز اربعة اشهر و بغلاف مالي بلغ 4 ملاير 889 مليون دينار، قدمت من الدولة على شكل هيبة ترد في ثلاثة سنوات، اصبح مركب الحسين التامك للدواجن الذي تأسس سنة 1986ينتج 50 الف بيضة يوميا، ودعم في الفترة المذكورة السلة الغذائية للمواطن بنصيب فردي بلغ 17 بيضة للفرد. 
المشروع تجاري وليس انساني مجاني عليه ان يوفر حسب القائمين عليه بلغة الارقام من كل ثلاثة ايام مبلغ 85 مليون دينار تذهب لشراء اعلاف 1500 دجاجة، موزعة بين حاضنتين من الحجم الكبير.
يبع المشروع صفائح البيض للمواطنين عبر شحانة تجوب جميع الولايات بسعر 200 دينار، يراه في متناول المواطن، رغم ان السعر الذي يغطي تكاليف الانتاج هو 270 دينار. 
ويواجه المشروع الطموح خاصة في فصل الصيف مصاعب كثيرة، يصراع الطاقمه قساوة الظروف ونقص الامكانيات من اجل اخراجه من عنق الزجاجة، وترفع الجهة الوصية عليه وزراة التنمية الاقتصادية التحدي، لضمان ديمومته، وبقدر ما يوفر المشروع عائدات مالية اسبوعية بقدر ما يبتلع مبالغ ضخمة خاصة في الاعلاف التي تكلف شهريا مبلغ 680 مليون و تنقل من مدنتي " غيلزان وبشار" الجزائريتين ب 150 مليون دينار. 
وفي وقت ترتفع وتيرة القدرة الانتاجية لتصل الى 50 الف بيضة يوميا يتراجع التسويق الداخلي بشكل مخيفة رغم خفض تسعرة الصفيحة الى 200 دينار، ويتجاوز العرض الطلب، وتبرز هنا مشكلة التخزين بقوة التي يفتقدها المشروع خاصة في فصل الصيف حيث تنعدم المكيفات وتصبح كميات كبيرة من البيض عرضة للتلف في مخازن اشبه بالحممات الصيفية، ويقدر القائمون على المشروع كلفة تجهيز الخزنات بالمكيفات بغلاف مالي يصل الى 164 مليون دينار، ويقدمنه كمطلب استعجالي في ظل ارتفاع الانتاج والحرارة معا وتراجع الطلب خاصة من محتكري السوق الداخلية او ما يعرف عندنا بمحلات بيع الجملة، وهنا تطرح قضية التوعية والتحسيس بضرورة تجشيع المنتوج المحلي لترسيخ مبادرات الاكتفاء الذاتي بالمخيمات.
من المؤسف ان يستورد تجارنا البيض من سوق دولة مجاورة بسعر مرتفع وحجم صغير في وقت لدينا منتوج وطني بسعر مناسب وحجم كبير.
وزراة التنمية الاقتصادية نجحت في بعث المشروع من جديد ومنحه طابع تجاري محض حتى تضمن ديمومته، بهذه الخطوة التي تستحق التنويه والاشادة تكون قد ادت ماعليها بإمتياز، بقيا رهان إنجاح عملية التسويق وهذا امر خارج إرادتها، يخضع لقانون السوق ومضاربات اسعاره.
مسؤولية ربح رهان التسويق الداخلي حتى لا يسقط المشروع ويتكسر البيض، تحسيسية بالدرجة الاولى ملقات على عاتق جهات وطنية عدة في مقدمتها تجار الجملة، الاعلام والمجتمع المدني، وبإنجاح هكذا مشاريع ومبادرات نعزز دولة المؤسسات ونشجع ثقافة الانتاج والاكتفاء الذاتي بالاعتماد على النفس، ونثبت للعالم أن زمن بقائنا كلاجئين عالة على المانحين في طريقه الى الزوال، وكما يقال أن تقد شمعة خير من أن تبيت تلعن الظلام.
بقلم: الناجم لحميد

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *