-->

موريتانيا تلغي الاحتفال بـ"عيد الشرطة" خوفًا من تكرار سيناريو تونس و مصر

نواقشوط (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) في سابقة هي الأولى منذ عقود، ألغت السلطات الموريتانية الاحتفال الذي كان مقررا بمناسبة عيد الشرطة، وأبلغت قادة الجهاز بحظر كافة الفعاليات المخلدة له، وذلك خشية استغلال المتظاهرين والحركات الشبابية المنضوية تحت حركة 25 فبراير التي تقود الحراك الاجتماعي المتصاعد بموريتانيا ، للمناسبة وتحويلها إلى مظاهرات وغضب شعبي على غرار ما حدث في مصر إبان ثورة 25 يناير التي انطلقت مع الاحتفال بعيد الشرطة.
وقالت مصادر رسمية في موريتانيا إن جهاز الشرطة لن يحتفل بعد اليوم بعيده، وإن العاملين فيه أُبلغوا بأن الاحتفالات التي أجريت في الخامس والعشرين من نوفمبر كانت كافية.

وكانت القوات المسلحة قد قدمت عرضا عسكريا في ذكرى عيدها الواحد والخمسين، بينما يشعر ضباط الشرطة ومنتسبوها بأن التهميش الذي طالهم لما تكتمل كل فصوله.
وظهرت في الآونة الأخيرة دعوات على "الفيسبوك" روجها عشرات الشبان تطالب بتحويل عيد الشرطة ليوم احتجاج ، متهمة الجهاز بارتكاب أعمال مخالفة للقانون، كالتعذيب ومصادرة الرأي وقمع الحريات بموريتانيا.
وذكرت مصادر مطلعة أن الاحتفال بـ"عيد الشرطة العربية" كما يطلق عليه الموريتانيون ألغي في آخر لحظة لأسباب غير معروفة، رغم الاستعدادات والتجهيزات التي تم إعدادها من قبل الإدارة الجهوية للأمن، بينما أشارت مصادر أخرى إلى أن إلغاء الاحتفال جاء بناء على تعليمات عليا وانه يدخل في إطار ترشيد النفقات ولا علاقة للمظاهرات الشبابية بالغاء الاحتفال بعيد الشرطة.
وتحاول حركة 25 فبراير تنظيم صفوفها واستعادة شعبيتها التي فقدتها في الفترة الأخيرة بعد أن كانت مسيراتها ترعب الأجهزة الأمنية خاصة اثناء اعتصام "ساحة ابلوكات" وسط نواكشوط التي اطلق عليها الشباب ميدان التحرير.
ونظمت الحركة يوم الأحد وقفة احتجاجية أمام إدارة الشرطة في نواكشوط بالتزامن مع عيد الشرطة للتعبير عن رفضها لأساليب القمع التي يتبعها الأمن الموريتاني ضد المواطنين.
ورفع المشاركون في الوقفة الاحتجاجية شعارات ترفض القمع والتعذيب والظلم واتهموا جهاز الشرطة بارتكاب أعمال مخالفة للقانون، وممارسة القمع والتعذيب ضد المواطنين بدل حمايتهم، كما رفعوا صورا لمعتقلين سابقين تعرضوا للتعذيب، وطالبوا بايقاف "السياسة الأمنية القمعية" للنظام القائم.
ودفعت أجهزة الشرطة بتعزيزات أمنية لحماية مقرها الرئيسي ومنع المتظاهرين من الاعتصام في "ساحة ابلوكات" التي تحولت مؤخرا إلى ساحة للتظاهر ضد النظام، وكانت مجموعات شبابية قد دعت على "الفيسبوك" و"تويتر" الموريتانيين الى الخروج في مظاهرات وتحويل عيد الشرطة ليوم احتجاج على التعذيب ومصادرة الرأي وقمع الحريات.
وتعول حركة 25 فبراير الموريتانية التي يقودها الشباب على أحزاب المعارضة التي بدأت تتفاعل مع الأوضاع الحالية في البلاد، لحشد دعم جماهيري كبير في مسيراتها، ويرى المراقبون موريتانيا ليست مستثناة من الربيع العربي خاصة ان الاحتقان السياسي والاجتماعي الحاد الذي تعيشه البلاد برز بشكل واضح في التململ الشعبي والاحتجاجات التي تنظم من حين الى آخر.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *