هل يتغير موقف فرنسا من قضية الصحراء الغربية مع ذهاب رئس ومجئ اخر
باريس (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) ينطوي الموقف الفرنسي من قضية الصحراء الغربية على بعض الغموض في كثير من القضايا الدولية بخاصة المسالة الصحراوية، رغم اوجه الاختلاف التي قد تسجل بالنسبة للمواقف الفرنسية في كثير من القضايا السياسية، كما هو الحال في افغانستان، وحتى لو سلمنا جدلا بان نجاح هولاند كان هزيمة لسياسة بذاتها وقطيعة مع نهج في الممارسات الدولية، لكن تظل السياسة الفرنسية في نظر المراقبين محكومة بجملة من القواعد والمسلمات في مقدمتها ان فرنسا لها تاريخ استعماري طويل في شمال افريقيا لا يمكن القفز عليه، و طيه ثم ان مصالح فرنسا ارتبطت لعقود مع بعض الانظمة الديكتاتورية في المنطقة العربية ، والتي يشكل المخزن في المغرب عميدها.
وحين ننظر الى تاريخ العلاقة بين المغرب وفرنسان نجد كتاب الصحفي الفرنسي جون بيير توكوايكشف النقاب عن جزء خفي من العلاقات المغربية الفرنسية، ويكشف المزيد من الأسرار وفي بداية كتابه ويثير القارئ للمقولة الشهيرة التي يعرفها المغاربة أكثر من غيرهم فيقول: إذا كنت تريد معرفة ما يجري داخل المغرب فعليك أن تقرأ ما يكتب عنه في الخارج، وبصفة خاصة في فرنسا في اشارة الى تحكم فرنسا في رسم سياسة المغرب واحتضانها لنظام الملكية فيه .
وكان الرئيس جاك شيراك يفضل قضاء عطلته بالمغرب في مدينة التارودانت او مراكش بعيدا عن الجو السياسي وفي المقابل نجد امراء من العائلة الملكية المغربية و ايضا عددا لا يحصى من السياسيين المغاربة متوفرون على الجنسية الفرنسية و المغربية معا و يفضلون التقاعد في الديار الفرنسية عبد الرحمن اليوسفي وأقوى رجل في عهد الحسن الثاني إدريس البصري واللائحة الطويلة
كما أن الكاتب اختار لعنوان كتابه جزء من تصريح شيراك لمحمد السادس جلالة الملك، أنا مدين لوالدك بالكثير، وإذا رغبتم فإن كل ما منحني إياه سأبذل كل جهدي لكي أرده لك العبارة التي رددها الرئيس الفرنسي على مسامع محمد السادس اثناء تلقي التعازي في وفاة الحسن الثاني.
ويتساءل الكاتب ومعه القراء عن هذا الذي منحه الحسن الثاني لجاك شيراك وجعله مدينا له حتى بعد وفاته
وللاجابة عن هذا السؤال عن الذي منحه الحسن الثاني لجاك شيراك وجعله مدينا له حتى بعد وفاته لعل الكل يتذكر ان الحسن الثاني فتح المغرب امام فرنسا وجعلها تدير الحكم من الاليزي وتحرك كواليس السياسية المغربية وكان بذلك يهيىء الحكم الوراثي لابنه محمد السادس فقد قابل جاك شيراك هناك وأوصاه بـ"أن يراعي بناته وأبنائه، وأن يكون لهم بمثابة الأب، وأن يساعد الملك المقبل محمد السادس في مهمته كملك، حينما يغادر هو إلى دار البقاء" ، بحسب ما جاء في كتاب الصحفي الفرنسي جون بيير توكوا.
كما ورد في هذا الكتاب أيضا أنه كانت بين السفارة الفرنسية و العاصمة الرباط ما يعرف بالبرقيات السرية، وفتح تحقيق لمعرفة الجهة المسؤولة عن هذا التسريب، لكن دون أن يتوصل إلى أية نتيجة، لأن العنصر المزعج ببساطة كان يوجد في أعلى مستوى في الجمهورية، إنه رئيس الدولة شخصيا الرئيس جيسكار ديستان، الذي كان يبلغ صديقه الحسن الثاني بالأخبار التي تنقلها سفارة دولته بالرباط.
ويسترسل الكاتب في سرد عدد كبير من الأمثلة عن المحطات السياسية، التي ساهمت فرنسا في صنعها داخل المغرب وخارجه، ومن الأمثلة المثيرة التي ساقها تأكيده أن الرئيس الفرنسي هو من كان وراء القرار الأكثر رمزية، الذي اتخذه محمد السادس منذ وصوله إلى السلطة، ويتعلق الأمر بتعديل قانون الأسرة.. لقد فاجأ العاهل المغربي الجميع وهو يعلن عن الخطوط العريضة الاجراء، في الوقت الذي كان فيه جاك شيراك يقوم بزيارة رسمية للمغرب، وهذا ما أكده السفير الإسباني بالرباط فرناندو أرياس عندما صرح بعد إعلان التعديل ".. تعديل قانون الأسرة لم يكن ليحصل لولا مساعدة فرنسا..".
وتوحي مجموعة من المعطيات، التي أوردها الكاتب الفرنسي أن فرنسا لم ترحل عن المغرب بعد إعلان استقلاله، وربما هذا ما أراد أن يشير إليه من خلال نشر الكتاب في الذكرى الخمسين لخروج الاستعمار الفرنسي من البلاد في اشارة الى بقاء الاستعمار الفرنسي بالمغرب
ففرنسا هي أول بلد مصدر للسياح إلى المغرب، وهي أول شريك تجاري، وأول مستثمر أجنبي، وأول مقترض وأول مانح.. وكبريات البنوك الفرنسية، تحتل فروعها أركانا من الشوارع الكبرى في عدد من المدن المغربية، وشركة "فيفاندي" الفرنسية هي التي فازت بأكبر صفقة في تاريخ الاتصالات بالمغرب، من خلال فوزها بنسبة من أسهم اتصالات المغرب.
وكذلك فإن شركة "أكور" الفرنسية تعتبر إمبراطورية سياحية داخل المملكة، و"بويغ" هي الأولى في مجال البناء، بعد أن فازت بصفقة بناء مسجد الحسن الثاني، وصفقة بناء ميناء طنجة المتوسطي، ومن المتوقع أن تفوز بصفقة ميترو الدار البيضاء. كما إن شركة "دانون" لإنتاج اليغورت ظلت بلا منافس في السوق المغربية لعدة عقود
هذه المعطيات كلها تجعل من الصعب تغير سياسة فرنسا تجاه قضية الصحراء الغربية.
واخيرا فان التغيير الذي يرفعه الرئيس هولاند لايمكن ان ينسحب الا على القضايا التي لها قابلية في التماهي مع طبيعة المزاج الفرنسي .كما أن الكاتب اختار لعنوان كتابه جزء من تصريح شيراك لمحمد السادس جلالة الملك، أنا مدين لوالدك بالكثير، وإذا رغبتم فإن كل ما منحني إياه سأبذل كل جهدي لكي أرده لك العبارة التي رددها الرئيس الفرنسي على مسامع محمد السادس اثناء تلقي التعازي في وفاة الحسن الثاني.
ويتساءل الكاتب ومعه القراء عن هذا الذي منحه الحسن الثاني لجاك شيراك وجعله مدينا له حتى بعد وفاته
وللاجابة عن هذا السؤال عن الذي منحه الحسن الثاني لجاك شيراك وجعله مدينا له حتى بعد وفاته لعل الكل يتذكر ان الحسن الثاني فتح المغرب امام فرنسا وجعلها تدير الحكم من الاليزي وتحرك كواليس السياسية المغربية وكان بذلك يهيىء الحكم الوراثي لابنه محمد السادس فقد قابل جاك شيراك هناك وأوصاه بـ"أن يراعي بناته وأبنائه، وأن يكون لهم بمثابة الأب، وأن يساعد الملك المقبل محمد السادس في مهمته كملك، حينما يغادر هو إلى دار البقاء" ، بحسب ما جاء في كتاب الصحفي الفرنسي جون بيير توكوا.
كما ورد في هذا الكتاب أيضا أنه كانت بين السفارة الفرنسية و العاصمة الرباط ما يعرف بالبرقيات السرية، وفتح تحقيق لمعرفة الجهة المسؤولة عن هذا التسريب، لكن دون أن يتوصل إلى أية نتيجة، لأن العنصر المزعج ببساطة كان يوجد في أعلى مستوى في الجمهورية، إنه رئيس الدولة شخصيا الرئيس جيسكار ديستان، الذي كان يبلغ صديقه الحسن الثاني بالأخبار التي تنقلها سفارة دولته بالرباط.
ويسترسل الكاتب في سرد عدد كبير من الأمثلة عن المحطات السياسية، التي ساهمت فرنسا في صنعها داخل المغرب وخارجه، ومن الأمثلة المثيرة التي ساقها تأكيده أن الرئيس الفرنسي هو من كان وراء القرار الأكثر رمزية، الذي اتخذه محمد السادس منذ وصوله إلى السلطة، ويتعلق الأمر بتعديل قانون الأسرة.. لقد فاجأ العاهل المغربي الجميع وهو يعلن عن الخطوط العريضة الاجراء، في الوقت الذي كان فيه جاك شيراك يقوم بزيارة رسمية للمغرب، وهذا ما أكده السفير الإسباني بالرباط فرناندو أرياس عندما صرح بعد إعلان التعديل ".. تعديل قانون الأسرة لم يكن ليحصل لولا مساعدة فرنسا..".
وتوحي مجموعة من المعطيات، التي أوردها الكاتب الفرنسي أن فرنسا لم ترحل عن المغرب بعد إعلان استقلاله، وربما هذا ما أراد أن يشير إليه من خلال نشر الكتاب في الذكرى الخمسين لخروج الاستعمار الفرنسي من البلاد في اشارة الى بقاء الاستعمار الفرنسي بالمغرب
ففرنسا هي أول بلد مصدر للسياح إلى المغرب، وهي أول شريك تجاري، وأول مستثمر أجنبي، وأول مقترض وأول مانح.. وكبريات البنوك الفرنسية، تحتل فروعها أركانا من الشوارع الكبرى في عدد من المدن المغربية، وشركة "فيفاندي" الفرنسية هي التي فازت بأكبر صفقة في تاريخ الاتصالات بالمغرب، من خلال فوزها بنسبة من أسهم اتصالات المغرب.
وكذلك فإن شركة "أكور" الفرنسية تعتبر إمبراطورية سياحية داخل المملكة، و"بويغ" هي الأولى في مجال البناء، بعد أن فازت بصفقة بناء مسجد الحسن الثاني، وصفقة بناء ميناء طنجة المتوسطي، ومن المتوقع أن تفوز بصفقة ميترو الدار البيضاء. كما إن شركة "دانون" لإنتاج اليغورت ظلت بلا منافس في السوق المغربية لعدة عقود
هذه المعطيات كلها تجعل من الصعب تغير سياسة فرنسا تجاه قضية الصحراء الغربية.