في يوم الطفل الافريقي: 900 طفل صحراوي ضحية للالغام بالصحراء الغربية
الصحراء الغربية (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة)(الاحداث الجزائرية)ـ يحتفل العالم بيوم الطفل الافريقي وقد حدد هذا التاريخ للخروج بأطفال افريقيا في الدول الفقيرة والمستعمرة من الاضطهاد والجهل والعوز لأبسط أمور الحياة، والطفل الصحراوي واحد من هؤلاء الذين حرموا من أبسط حقوقهم، لا بل وتجاوز الامر كذلك الى استغلاله كـ"فأر تجارب"، ومحاربته بأبشع الطرق وكأنه العدو الأول للمستعمر المغربي، إنه الظلم بعينه، والحقد والشر بعينه.
جريدة "الأحداث" الجزائرية فتحت بمناسبة اليوم العالمي للطفل الافريقي ملف ضحايا ألغام المستعمر، وبحثت عن طفلة سمعت عنها الكثير وعن آلامها وأهلها، عن بطولاتها، هذه الشخصية التي ضحت من اجل وطنها ببراءة الأطفال ودون قصد، بلا خلفيات سياسية ولا وعي بما يحدث، إنها أصغر ضحية لغم بالصحراء الغربية الطفلة "منى الحافظ" التي تبلغ من العمر خمس سنوات والتي انفجر عليها لغم ليضع حدا لطفولتها ويدخلها دوامة المعاناة والقهر وهي زهرة لم تنمو أوراقها بعد.
أصغر ضحايا الألغام تروي "للأحداث" مأساتها
رافقت “الأحداث” في بعثتها لمخيم 27 فبراير عددا من الذين أردتهم خريطة الموت المغربية التي زرعت من خلالها 10 ملايين لغم حسب تقديرات البنتاغون، ومشت معهم خطوة بخطوة نحو قصتهم التي فتحت جروحهم علاّ الفضفضة تزيل شيئا من ذلك الخراب النفسي الذي الحقه بهم المحتل من خلال ممارساته اللاإنسانية، رغم ان الجرح أعمق من تلك التشوّهات الجسدية التي حملها الضحايا ذاكرة على اجسادهم. تروي لنا الطفلة منى ببراءتها وابتسامتها تفاصيل ذلك اليوم الاسود، فتقول إنها خرجت يومها مع صديقيها الصغيرين للعب أمام منزلهم الكائن بالناحية الرابعة ‘’المهيريز المحررة’’ بالقرب من الرّبط، حيث اكتشفت ابنة الأربع سنوات اللغم، فظنته ببراءتها لعبة حاولت استخراجها من تحت الارض فإذا باللعبة تكشر عن أنيابها وتنفجر في وجه منى، ليهرب صديقاها خوفا من المشهد المرعب، تروي لنا والدة الضحية لحظة سماعها لصوت الانفجار فتقول: ‘’ خرجت بدون حذاء، أحسست بأن ابنتي في ذلك المكان وهذا ما كان فعلا’’، تصف لنا السيدة مامية خطري أم منى هذه الاخيرة لحظة الانفجار فتقول: ‘’لا أتذكر من تلك اللحظة سوى الدخان وابنتي وسط النار تصرخ والدماء تكسوها’’، كانت المجزرة يومها، لم تكن منى الضحية الوحيدة تلك اللحظة بل كل أطفال الصحراء الذين تعبوا التضييق عليهم، وسئموا الموت، تعاني منى الحافظ اليوم من إعاقة في رجلها اليمنى وتشوّه في اليسرى، اضافة الى الثقوب التي ملأت جسمها النحيل والذي زرع بالشضايا منذ ذلك الحين والألم يسكنها، ولا تعرف هذه الفتاة معنى الطفولة.
لغم المحتل يبتر يد طفلة ويدخلها جحيم الإعاقة مدى الحياة
كانت الفتاة أم الفضلي ملاي أحمد بابا في الرابعة عشر من عمرها حينما قرر لغم المحتل رمي لهب سمومه وسموم النظام الذي غرسه بأرض الصحراء الغربية، تروي لنا الشابة صاحبة البشرة السمراء، والنظرة الخجولة الممتزجة بالحزن والأسى ذلك اليوم الذي حاولت الفتاة مرارا وتكرارا نسيانه، الاّ أن جسدها يتذكر دائما ويذكرها به، اتجهت أم الفضلي للعب رفقة أختها أمام منزلهم بمنطقة الشرقان بالأراضي المحررة، لا تتذكر الفتاة ابنه الـ23 اليوم، من تلك اللحظة سوى صوت انفجار اللغم وصراخ اختها، كما تتذكر لحظة استفاقتها بمستشفى تندوف بلا يدها اليمنى وبإصبعين فقط من اليسرى، تخبئ هذه الشابة التي تتباها نظيراتها في السن بجمالهن وأجسادهن حزنها خلف تلك الابتسامة اليائسة من العيش "عبئا" على الأهل بهذه الاعاقة التي سترافقها طوال حياتها، فرغم محاولات علاجها الدائم ووجود حل أسلم لما تعيشه الا أن الجرح أعمق من أن يكون جسديا الى الانتقام الذي لمسناه في عينها، والانتقام بالنسبة لها هو العودة الى الاراضي المحررة والعيش في كرامة، تحكي لنا الشابة عن معاناتها اليومية مع الألم الذي ينخر جسدها فتقول: ‘’ لا برد يثلج صدري ولا حر يرأف لحالي’’، لتتمنى من المنظمات الدولية وحقوق الانسان تحديدا مساعدتها لتركيب يد خفيفة الوزن تعينها على أعباء الحياة وتعيد القليل من شبابها الضائع بين مخالب بطش المستعمر الغاشم.
هذا ما تفعله الألغام بأطفال الصحراء.. رجال المستقبل
بخطى ثابتة، ونظرة تفاؤلية يروي لنا الأمين العام للجمعية الصحراوية لضحايا الألغام عزيز حيدار قصته المأساوية مع اللغم، والتي صنعت منه أحد رجالات الكفاح والنضال الصحراوي برجلين اصطناعيتين بلاستيكيتين، يمضي عزيز بثبات يتفحص ملف بلده تفصيلة بأخرى، بيده اليسرى يقلب الصفحات وبنصف اليمنى يعانق الأمل "أن حررن"، يروي لنا هذا الرجل المقاتل المجاهد في سبيل قضيته والانسانية لحظة انفجار اللغم سنة 1979، حينما كان مع رفاقه الثلاثة بسيارة ‘’جيب” بالقرب من " قلتة زمور" التي تقع في النقطة الحدودية ما بين الاراضي المحتلة والمحررة، لا يتذكر هذا الرجل من تلك اللحظة سوى صوت الانفجار الذي لم يبق على فتاتة واحدة من تلك السيارة الحديدية القوية، والتي لم يستطع مرافق عزيز وقتها السائق الشاب مقاومتها ليلفظ أنفاسه فورا، أما هو فقد كلتا رجليه ويده اليمنى الى ما فوق المرفق، فيقول: "لن اتخلى عن قضيتي لو بقي في اصبع واحد"، هذا ما تفعله الثورات بأبنائها، وهذا ما يفعله الوطن بعشاقه.
900 ضحية بالمناطق المحررة والمخيمات في الإحصائيات الأولية
سجلت الجمعية الصحراوية لضحايا الألغام أكثر من 900 حالة ممن نالت منهم هذه الأخيرة سواء في الاراضي المحررة أو المخيمات. وحسب تصريح أمينها العام "للأحداث"، فإن هذه الجمعية حديثة النشأة بدأت نشاطها سنة 2005 في تجاه تنبيه العالم لخطر الالغام بالصحراء الغربية، فيقول: ‘’يعتبر الحزام الأمني المغربي الذي يقسم الصحراء الى قسمين خطا ناريا، واجراميا في حق الشعب الصحراوي’’ فحسب تقدير المتحدث “الألغام لا تشكل الخط الوحيد عليهم وإنما القنابل العنقودية أيضا التي ترمى على أفراد الجيش مما ينهي حياتهم، ويلوث الجو بشكل مرضي، لتصنف الصحراء الغربية من بين أكثر المناطق تلوثا في العالم”. وحسبما أكده لنا الأمين العام، فإن الاطفال هم الأكثر عرضة لهذا الخطر نظرا لقلة وعيهم وصعوبة التحكم فيهم خاصة أن أدوات لعب الطفل الصحراوي محددودة.. وقد وضعت الجمعية قاعدة لجمع بيانات ضحايا الألغام بمختلف الولايات الصحراوية لضبط العدد بالشكل الصحيح.
تهرب المغرب من "أوتاوا وأوسلو"يزيد من بطشه
يعاني الشعب الصحراوي من حرب نائمة شعواء أمام محتل لا يعترف بالطفولة، ولا بالبراءة، إنه مستعمر رفض الامضاء على اتفاقية أوتاوا وأوسلو لحظر القنابل العنقودية، وبين ادارة المجتمع الدولي ظهره للقضية، وبطش المحتل المغربي يجد الطفل الصحراوي نفسه بلا وطن محرر، ولا لعبة تنسيه حر المخيمات، وجبروت المحتل بأراضيه المغتصبة.
عن جريدة "الأحداث" الجزائرية
جريدة "الأحداث" الجزائرية فتحت بمناسبة اليوم العالمي للطفل الافريقي ملف ضحايا ألغام المستعمر، وبحثت عن طفلة سمعت عنها الكثير وعن آلامها وأهلها، عن بطولاتها، هذه الشخصية التي ضحت من اجل وطنها ببراءة الأطفال ودون قصد، بلا خلفيات سياسية ولا وعي بما يحدث، إنها أصغر ضحية لغم بالصحراء الغربية الطفلة "منى الحافظ" التي تبلغ من العمر خمس سنوات والتي انفجر عليها لغم ليضع حدا لطفولتها ويدخلها دوامة المعاناة والقهر وهي زهرة لم تنمو أوراقها بعد.
أصغر ضحايا الألغام تروي "للأحداث" مأساتها
رافقت “الأحداث” في بعثتها لمخيم 27 فبراير عددا من الذين أردتهم خريطة الموت المغربية التي زرعت من خلالها 10 ملايين لغم حسب تقديرات البنتاغون، ومشت معهم خطوة بخطوة نحو قصتهم التي فتحت جروحهم علاّ الفضفضة تزيل شيئا من ذلك الخراب النفسي الذي الحقه بهم المحتل من خلال ممارساته اللاإنسانية، رغم ان الجرح أعمق من تلك التشوّهات الجسدية التي حملها الضحايا ذاكرة على اجسادهم. تروي لنا الطفلة منى ببراءتها وابتسامتها تفاصيل ذلك اليوم الاسود، فتقول إنها خرجت يومها مع صديقيها الصغيرين للعب أمام منزلهم الكائن بالناحية الرابعة ‘’المهيريز المحررة’’ بالقرب من الرّبط، حيث اكتشفت ابنة الأربع سنوات اللغم، فظنته ببراءتها لعبة حاولت استخراجها من تحت الارض فإذا باللعبة تكشر عن أنيابها وتنفجر في وجه منى، ليهرب صديقاها خوفا من المشهد المرعب، تروي لنا والدة الضحية لحظة سماعها لصوت الانفجار فتقول: ‘’ خرجت بدون حذاء، أحسست بأن ابنتي في ذلك المكان وهذا ما كان فعلا’’، تصف لنا السيدة مامية خطري أم منى هذه الاخيرة لحظة الانفجار فتقول: ‘’لا أتذكر من تلك اللحظة سوى الدخان وابنتي وسط النار تصرخ والدماء تكسوها’’، كانت المجزرة يومها، لم تكن منى الضحية الوحيدة تلك اللحظة بل كل أطفال الصحراء الذين تعبوا التضييق عليهم، وسئموا الموت، تعاني منى الحافظ اليوم من إعاقة في رجلها اليمنى وتشوّه في اليسرى، اضافة الى الثقوب التي ملأت جسمها النحيل والذي زرع بالشضايا منذ ذلك الحين والألم يسكنها، ولا تعرف هذه الفتاة معنى الطفولة.
لغم المحتل يبتر يد طفلة ويدخلها جحيم الإعاقة مدى الحياة
كانت الفتاة أم الفضلي ملاي أحمد بابا في الرابعة عشر من عمرها حينما قرر لغم المحتل رمي لهب سمومه وسموم النظام الذي غرسه بأرض الصحراء الغربية، تروي لنا الشابة صاحبة البشرة السمراء، والنظرة الخجولة الممتزجة بالحزن والأسى ذلك اليوم الذي حاولت الفتاة مرارا وتكرارا نسيانه، الاّ أن جسدها يتذكر دائما ويذكرها به، اتجهت أم الفضلي للعب رفقة أختها أمام منزلهم بمنطقة الشرقان بالأراضي المحررة، لا تتذكر الفتاة ابنه الـ23 اليوم، من تلك اللحظة سوى صوت انفجار اللغم وصراخ اختها، كما تتذكر لحظة استفاقتها بمستشفى تندوف بلا يدها اليمنى وبإصبعين فقط من اليسرى، تخبئ هذه الشابة التي تتباها نظيراتها في السن بجمالهن وأجسادهن حزنها خلف تلك الابتسامة اليائسة من العيش "عبئا" على الأهل بهذه الاعاقة التي سترافقها طوال حياتها، فرغم محاولات علاجها الدائم ووجود حل أسلم لما تعيشه الا أن الجرح أعمق من أن يكون جسديا الى الانتقام الذي لمسناه في عينها، والانتقام بالنسبة لها هو العودة الى الاراضي المحررة والعيش في كرامة، تحكي لنا الشابة عن معاناتها اليومية مع الألم الذي ينخر جسدها فتقول: ‘’ لا برد يثلج صدري ولا حر يرأف لحالي’’، لتتمنى من المنظمات الدولية وحقوق الانسان تحديدا مساعدتها لتركيب يد خفيفة الوزن تعينها على أعباء الحياة وتعيد القليل من شبابها الضائع بين مخالب بطش المستعمر الغاشم.
هذا ما تفعله الألغام بأطفال الصحراء.. رجال المستقبل
بخطى ثابتة، ونظرة تفاؤلية يروي لنا الأمين العام للجمعية الصحراوية لضحايا الألغام عزيز حيدار قصته المأساوية مع اللغم، والتي صنعت منه أحد رجالات الكفاح والنضال الصحراوي برجلين اصطناعيتين بلاستيكيتين، يمضي عزيز بثبات يتفحص ملف بلده تفصيلة بأخرى، بيده اليسرى يقلب الصفحات وبنصف اليمنى يعانق الأمل "أن حررن"، يروي لنا هذا الرجل المقاتل المجاهد في سبيل قضيته والانسانية لحظة انفجار اللغم سنة 1979، حينما كان مع رفاقه الثلاثة بسيارة ‘’جيب” بالقرب من " قلتة زمور" التي تقع في النقطة الحدودية ما بين الاراضي المحتلة والمحررة، لا يتذكر هذا الرجل من تلك اللحظة سوى صوت الانفجار الذي لم يبق على فتاتة واحدة من تلك السيارة الحديدية القوية، والتي لم يستطع مرافق عزيز وقتها السائق الشاب مقاومتها ليلفظ أنفاسه فورا، أما هو فقد كلتا رجليه ويده اليمنى الى ما فوق المرفق، فيقول: "لن اتخلى عن قضيتي لو بقي في اصبع واحد"، هذا ما تفعله الثورات بأبنائها، وهذا ما يفعله الوطن بعشاقه.
900 ضحية بالمناطق المحررة والمخيمات في الإحصائيات الأولية
سجلت الجمعية الصحراوية لضحايا الألغام أكثر من 900 حالة ممن نالت منهم هذه الأخيرة سواء في الاراضي المحررة أو المخيمات. وحسب تصريح أمينها العام "للأحداث"، فإن هذه الجمعية حديثة النشأة بدأت نشاطها سنة 2005 في تجاه تنبيه العالم لخطر الالغام بالصحراء الغربية، فيقول: ‘’يعتبر الحزام الأمني المغربي الذي يقسم الصحراء الى قسمين خطا ناريا، واجراميا في حق الشعب الصحراوي’’ فحسب تقدير المتحدث “الألغام لا تشكل الخط الوحيد عليهم وإنما القنابل العنقودية أيضا التي ترمى على أفراد الجيش مما ينهي حياتهم، ويلوث الجو بشكل مرضي، لتصنف الصحراء الغربية من بين أكثر المناطق تلوثا في العالم”. وحسبما أكده لنا الأمين العام، فإن الاطفال هم الأكثر عرضة لهذا الخطر نظرا لقلة وعيهم وصعوبة التحكم فيهم خاصة أن أدوات لعب الطفل الصحراوي محددودة.. وقد وضعت الجمعية قاعدة لجمع بيانات ضحايا الألغام بمختلف الولايات الصحراوية لضبط العدد بالشكل الصحيح.
تهرب المغرب من "أوتاوا وأوسلو"يزيد من بطشه
يعاني الشعب الصحراوي من حرب نائمة شعواء أمام محتل لا يعترف بالطفولة، ولا بالبراءة، إنه مستعمر رفض الامضاء على اتفاقية أوتاوا وأوسلو لحظر القنابل العنقودية، وبين ادارة المجتمع الدولي ظهره للقضية، وبطش المحتل المغربي يجد الطفل الصحراوي نفسه بلا وطن محرر، ولا لعبة تنسيه حر المخيمات، وجبروت المحتل بأراضيه المغتصبة.
عن جريدة "الأحداث" الجزائرية