-->

أزواد: الجزائر تبدأ من حيث انتهت موريتانيا


تعد الجزائر لتنظيم منتديات موسعة لسكان شمال مالي من طوارق وعرب ومكونات أخرى.
وقد تمت دعوة الوجهاء وزعماء القبائل وكبار القادة العسكريين والمجموعات المحلية وقيادات الحركات الأزوادية المدنية والعسكرية لحضور هذه المنتديات التي تعقد قبل نهاية الشهر والتي تشرف عليها الحكومة الجزائرية
بالتنسيق مع مالي والنيجر وبوركينا افاسكو ومع فرنسا ومع منظمات إقليمية.
وتوقعت مصادر جزائرية أن يخرج المشاركون بمقترح جامع قابل للتطبيق على الأرض يصون وحدة مالي الترابية ويمنح الطوارق حكما ذاتيا موسعا وحقيقيا يمكنهم من تسيير مناطقهم ويمنحهم مسؤوليات نافذة في مركز الدولة المالية بباماكو كوظيفة نائب الرئيس ووظائف أخرى.
وكان عرب أزواد أو بالأحرى مجموعات منهم (لبرابيش) قد أنهوا مؤتمرا عاصفا عقد بامبيكت لحواش تحت إشراف موريتاني وصدر عنه بيانان متناقضان أحدهما يتمسك أصحابه بوحدة مالي والآخر يطالب باستقلال أزواد، وتوقع المراقبون أن يكون فشل مؤتمر انبيكت لحواش إخفاقا آخر ينضاف لإخفاقات سلطات انواكشوط في تعاطيها مع الشأن المالي...
فبعد فتور العلاقة مع جبهة تحرير أزواد التي كانت لوقت من الأوقات شريكا استيراتيجيا لموريتانيا حتى إعلان إستقلال أزواد الذي لم تعترف به سلطات انواكشوط لجأت هذه السلطات لشحذ أوراق أخرى كورقة عرب أزواد، ولكنها فشلت في توحيد أطيافهم المختلفة وبالتالي فشل مؤتمر انبيكت لحواش، ولن يكون له أي تأثير على الوضع الميداني.
إن دخول الجزائريين على الخط في هذا الوقت بالذات يربك الحسابات الموريتانية ويجعلها متجاوزة... فخيارات موريتانيا تتقلص باستمرار وأكثرها واقعية هو الإلتحاق بقاطرة التسوية الجزائرية ولعب دور إقليمي من خلالها لأن التحرك خارج هذا السياق مكلف ولم يعد متاحا، فهل تراجع موريتانيا خياراتها وتقيم إخفاقاتها؟ هل تتدبر متغيرات الوضع الميداني على الأرض؟ هل تتوفر قيادتها على وضوح رؤى يمكنها من استشراف أدوار واقعية تصون مصالح موريتانيا الحيوية، وأولها مواجهة التحديات الأمنية المتصاعدة التي تستحيل مواجهتها بدون وجود تنسيق محكم مع دولة مالية قوية وعلاقة خاصة مع الجزائر وتفاهمات تكميلية متوازنة مع اللاعبين المحليين الصغار.
يعقوب ولد سلام

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *