-->

منظمة إتحاد الطلبة الصحراويين أمل الشعب المامول

الصحراء الغربية (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) " العوام صبية أيتام نيام لا
يعلمون شيئا، والعلماء إخوتهم الراشدون، إن أيقظوهم هبوا وإن دعوهم لبوا وإلا فيتصل نومهم بالموت"
 
طبائع الإستبداد لعبد الرحمن الكواكبي.
قد يرى البعض أن العنوان يحمل بعض المبالغة، ولكن الحقيقة التي لا خلاف فيها ألا أمل لأي شعب إلا في شبابه ومثقفيه.
وفي حالتنا يعتبر إتحاد الطلبة الصحراويين مثار جدل كبير، والحقيقة ألا أحد في مقدوره أن يمنع أي كان من مدح أو ذم أي شيء كان والإتحاد لم يكن يوما استثناء. ولكنني أردت من خلال هذه الأسطر أن أستوقف المادح والمعيب للإجابة عن السؤال الأهم في هذه المرحلة وهو: هل بإمكاننا تغيير مسار الإتحاد نحو الأفضل؟ وبالتالي وضعه على السكة الموصلة لخدمة الطلبة ومن ورائهم الشعب الصحراوي المتعطش لمن يأخذ بيده في زمن شح فيه أمثال رموزنا الذين قضوا وهم في عمر الشباب في غالبيتهم وما بدلوا تبديلا.
وفي الإجابة عن هذا السؤال الأهم فأنا من المؤمنين إيمانا راسخا بإمكانية تغيير مسار الإتحاد، وإيماني هذا يفرض علي أن أجيب على سؤال جوهري أخر وهو: كيف نتمكن من ذلك؟
وبداية نسجل أن المتمعن في حال إتحادنا منذ سنوات ودون أن يقلل من جهود بعض الطلبة الذين حافظوا على الأقل على الإتحاد وظلوا ينعشونه بمحاولاتهم طيلة سنوات، ليحز في نفسه ألا يكون الإتحاد في مستوى تطلعات شعبنا وهذا حسب علمي حال أغلبية الطلبة، ويبقى بالتأكيد للذين قاموا عليه والقائمين عليه حاليا مبرراتهم وأسبابهم.
أما كيف نغير مسار الإتحاد ونجعله مصدر قوة ومسند ظهر متين يستند إليه الطالب/المثقف أثناء أدائه للدور الطبيعي المنوط به والمتمثل في النهوض بشعبه والارتقاء به نحو الحرية والإنعتاق والرقي والازدهار، فذلك لن يكون إلا بامتلاكنا أمر أنفسنا حقا والتخلص من أملاءات ليست في مستوى طموحاتنا ولا ترقى عن كونها لعبة تلهينا عما هو أساسا دورنا وتجعلنا دائما قابعين في دور الحضانة لا نبدي رأيا ولا نغير موقفا أو قرارا، وكأننا خلقنا كنخبة لنلعب ونلهوا فقط، فغلبت على جل برامجنا التي تقع على تماس مباشر بالشعب السهرات الفنية وحلقات التعارف التي أحرقت أوراقنا لدى الرأي العام الوطني.
وكخطوة ضرورية لأخذ زمام المبادرة علينا أن نقف مع أنفسنا ونستغل محطة يراد لها أن تكون للترويح ونريدها أن تكون للتغيير نحو الأفضل ودون رجعة وهي الندوة التأسيسية لإتحاد الطلبة باعتباره منظمة جماهيرية مستقلة. وقد لا يوافق البعض على هذا الإختيار الذي تفرضه علينا ظروف مادية وموضوعية نعلمها جميعا، وزيادة على ذلك فهي الفرصة الوحيدة التي يلتقي فيها أكبر عدد من الطلبة الصحراويين من مختلف المواقع الدراسية (الجزائر، ليبيا، كوبا، إسبانيا...) وهذا هو السبب الحقيقي وراء الإختيار، مما يجعلها الفرصة الوحيدة حاليا لتقريب وجهات النظر وتوحيد الرؤية.
ولتكن الندوة ما نريد نحن لها أن تكون، محطة ننفض فيها عنا جميع الهموم والمشاغل والعجز الذي أثقل كاهلنا منذ بدأنا نعي من نحن. ولتكن دفعة جديدة لشعبنا على مساره الذي حدده بنفسه منذ عقود، نعفو فيها عما سلف ونركز فيها على ما يأتي، ننظر فيها للأمور بعين الموضوعية والصالح العام دون شخصنة ولا قدح ولا شماتة.
ولتكن محطة نضع فيها تصور كامل للإتحاد بكل فروعه وتحديد دوره بكل وضوح، ما يمكننا من توحيد الخلفية وهي الصالح العام والمقصد وهو توعية شعبنا والنهوض به نحو الأفضل والولاء وهو للشعب ومصالحة مجتمع غير مشتت. ولنجعل من هذه الفرصة لحظة وعي وانتفاضة على الذات نحدد فيها بدقة ما نريد دون إعطاء الفرصة للامبالاة والتقاعس لإرجاعنا إلى ما كنا عليه أو أسوأ.
ولنجعل منها محطة توحدنا فعلا وتعطي المعنى الحقيقي لكلمة الإتحاد، وتسمح لنا بإعادة اكتشاف أنفسنا وقدراتنا التي تعطي للطالب حجمه الطبيعي في المجتمع، ونقف فيها على مقدراتنا ونستشرف فيها ما نستطيع أن نصل إليه بكل واقعية وبعيدا عن المثالية التي طالما عششت في غرف الجامعات.
وبعد أن نضع مصيرنا في أيدينا نسطر برنامجا نقتنع به نحن أنفسنا قبل غيرنا، ونتماهى فيه خلف قيادة نختارها نحن بكل حرية ووعي، قيادة تعكس إرادتنا وطموحاتنا وتكون ملتحمة بقواعدها وملتزمة ببرنامجها، واثقة من نفسها وثوقنا بأنفسنا، ولتكن قوية في وجه العواصف الهوجاء والطائشة بقوتنا وإتحادنا.
وليكن الطلبة كما كانوا دائما الجواد الرابح الذي يمتطيه شعبنا بكل كبرياء وفخر لتجاوز العقبات والمصاعب والوصول إلى ما يصبوا إليه من حرية وإستقلال ورقي وازدهار.
بقلم الاستاذ : خليهنا محمد المصطفى

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *