-->

الرئيس الروسي بوتين: لا دليل على استخدام أسلحة كيمياوية في سوريا

سوريا (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رئيس الوزراء البريطاني
ديفد كاميرون أمس أنه لا يوجد دليل على أن النظام السوري استخدم أسلحة كيمياوية ضد المعارضة. وجددت روسيا معارضتها لأي تدخل عسكري بسوريا، لكن وزير خارجيتها أكد أن بلاده لن تدخل حربا مع أحد بسوريا.
وذكر مكتب رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون أن بوتين أبلغ كاميرون أمس أنه لا يوجد دليل على أن القوات النظامية السورية استخدمت أسلحة كيمياوية ضد “المسلحين المعارضين”.
وقال المتحدث باسم مكتب رئاسة الوزراء البريطانية إنه خلال مكالمة هاتفية بين كاميرون وبوتين قال الأخير إنه ليست لديهم أدلة على أن هجوما بأسلحة كيمياوية قد وقع، ولا من هو المسؤول عنه.
وأكد كاميرون أنه “لا يوجد شك” في أن نظام الرئيس بشار الأسد شن هجوما بأسلحة كيمياوية، وشكك في أن تكون لدى المسلحين المعارضين القدرة على شن مثل هذا الهجوم، مشيرا إلى أن النظام شن هجوما مكثفا في المنطقة في الأيام التي سبقت الحادث وتلته.
وأبلغ كاميرون بوتين أن النظام السوري منع الأمم المتحدة من الدخول إلى منطقة الهجوم عقب الحادث، مما يشير إلى أنه أراد إخفاء شيء ما.
وأكد كاميرون وبوتين التزامهما بالاتفاق الذي توصل إليه زعماء مجموعة الثماني في يونيو/حزيران الذي نص على حظر استخدام الأسلحة الكيمياوية، وأن أي استخدام لتلك الأسلحة سيستوجب ردا جديا من المجتمع الدولي.
وكانت روسيا قد أعلنت معارضتها لأي تدخل عسكري أجنبي في سوريا، لكن وزير خارجيتها سيرغي لافروف أكد أمس أن بلاده لن تدخل حربا مع أحد في سوريا.
وقال لافروف في مؤتمر صحفي عقده في موسكو إن التدخل المسلح لن ينهي الصراع في سوريا، وأردف -ردا على سؤال بشأن ما ستفعله روسيا إذا ما هاجم الغرب البنية التحتية للجيش السوري- “ليست لدينا نية لخوض حرب مع أحد”.
واعتبر وزير الخارجية الروسي أن أي تدخل عسكري في سوريا دون تفويض من الأمم المتحدة سيكون انتهاكا خطيرا للقانون الدولي، وناشد الولايات المتحدة وقوى غربية أخرى بـ”تفادي أخطاء الماضي”، في إشارة فهمت على أنها تتعلق بالتدخل الأميركي في العراق.
وفي هذه الأثناء أعلنت الحكومة العراقية الاثنين أنها “تعارض” استخدام أجوائها أو أراضيها لشن أي هجوم ضد سوريا.
وقال علي الموسوي المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي “كنا وما زلنا ضد العمل العسكري، وكنا نأمل أن يكون هناك حل سلمي وسياسي للأزمة، لأن الحل العسكري لا يؤدي إلا لتفاقم الأزمة”.
وفي هذا الإطار اعتبرت إيران الحديث عن تدخل عسكري في سوريا “أمرا بالغ الخطورة”، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية عباس عراقجي في تصريح نشرته وكالة إيسنا إن “الحديث عن هجوم عسكري على سوريا، وحتى من دون تصريح من مجلس الأمن الدولي أمر بالغ الخطورة، ويمكن أن يؤدي إلى توترات”.
من جهتها أعلنت الصين أنها تؤيد إجراء تفتيش دولي في الهجوم الكيمياوي في سوريا، دون أن تشير للتلويح الغربي بإمكانية شن هجوم عسكري على سوريا.
وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي أمس إن بلاده تؤيد إجراء تحقيق دولي مستقل وموضوعي في مزاعم استخدام أسلحة كيمياوية في سوريا، وتأمل في التوصل للحقيقة سريعا، وحث على أن يتسم الرد بالحذر، وأن يكون سياسيا.
من جهته حذر الرئيس السوري بشار الأسد الولايات المتحدة من أن أي تدخل عسكري في بلاده سيفشل، مضيفا أن “الإخفاق ينتظر الولايات المتحدة مثلما حدث في كل الحروب السابقة التي شنتها ابتداء بفيتنام وحتى الوقت الراهن”.
ووصف الأسد -في مقابلة مع صحيفة إزفستيا الروسية الاثنين- الحديث عن استخدامه السلاح الكيمياوي بأنه يخالف العقل والمنطق، واعتبر الاتهامات الموجهة لسوريا بموضوع الكيمياوي “مسيسة بالمطلق”، وتأتي على خلفية التقدم في مواجهة من وصفهم بـ”الإرهابيين”.
وقال إنه إذا كان هناك من يحلم بأن سوريا ستكون دمية غربية فهذا حلم لن يتحقق، متعهدا بمواصلة ملاحقة معارضيه، ومتهما إياهم بأنهم “تكفيريون يحملون فكر القاعدة” و”قلة معهم من الخارجين عن القانون”.
وأعلن الأسد أن “كل العقود التي تم التوصل إليها مع روسيا أنجزت”، في إشارة لعقود السلاح، مضيفا أن روسيا “تقوم بإمداد سوريا بما تحتاجه للدفاع عن نفسها وعن شعبها”، دون أن يذكر مزيدا من التفاصيل.
وهاجم الرئيس السوري تركيا واتهمها بالانقياد “لدولة خليجية”، محملا مسؤولية ذلك “لرئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان وليس الشعب التركي”.
وبشأن مؤتمر جنيف قال إن المهمة هي دعم المسار والحل السياسي في سوريا، لكنه جدد تأكيده على أنه لا يمكن البدء بالمسار السياسي قبل وقف دعم ما سماه الإرهاب من الخارج، والضغط على الدول التي تدعمه.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *