-->

المغرب خارج السياسة الافريقية في القمة 22 لرؤساء دول وحكومات الاتحاد

اديس بابا (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) يعد المغرب البلد الإفريقي الوحيد
الذي ليس عضوا في الاتحاد الإفريقي ، حيث كان قد انسحب من منظمة الوحدة الإفريقية ( سلف الاتحاد الإفريقي ) عام 1984 إثر حصول الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية على العضوية الكاملة في المنظمة. وقد مثل ذلك الحدث الرد الإفريقي القوي على المغرب لخرقه مبادئ ومقاصد ميثاق منظمة الوحدة الإفريقية الداعي لاحترام حق الشعوب في الحرية والاستقلال وكذا الحدود الموروثة عن الاستعمار.
وتشارك الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بنحو دائم وفعال في انشطة وبرامج الاتحاد الافريقي، إن على مستوى القمم الرئاسية واجتماعات المجلس التنفيذي أواجتماعات لجنة الممثلين الدائمين. كما تشارك باستمرار في الاجتماعات الوزارية والتقنية التي تعقدها مؤسسات الاتحاد المختلفة في مقر الاتحاد أو في إحدى الدول الاعضاء. كما تساهم في تعزيز الإطار المؤسسي والقانوني للاتحاد من خلال التوقيع والمصادقة على الاتفاقيات والبروتوكولات التي تتبناها أجهزة الاتحاد العليا ، حيث وقعت الدولة الصحراوية إلى حد الآن على 19 اتفاقية وبروتوكولا وصادقت على 9 منها.

المنظمة الإفريقية وقضية الصحراء الغربية
لقد ظلت منظمة الوحدة الإفريقية داعما قويا لكفاح الشعب الصحراوي المشروع لنيل الاستقلال والحرية منذ اللحظات الأولى لاندلاعه ضد المستعمر الإسباني.
وقد تنامت وتيرة الدعم الإفريقي بعد ذلك لتتوج بانضمام الجمهورية الصحراوية للمنظمة القارية في عام 1984، اعترافا من إفريقيا بمشروعية كفاح الشعب الصحراوي وحقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال، وردا قويا على سياسية المغرب التوسعية وخرقه السافر لمقتضيات ميثاق منظمة الوحدة الإفريقية.
وقد بذلت منظمة الوحدة الإفريقية جهودا هائلة لتسهيل وتفعيل مهمة الأمم المتحدة لتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية.
وفي الواقع، يرجع الفضل في بدأ عملية السلام الحالية في الصحراء الغربية الى المساهمة النشطة والكاملة لمنظمة الوحدة الإفريقية. وبوجه خاص، كانت اللائحة 104 المتبناة في القمة التاسعة عشرة لرؤساء دول وحكومات منظمة الوحدة الإفريقية، المنعقدة بأديس أبابا في الفترة من 6 إلى 12 يونيو عام 1983، قد شكلت حجر الزاوية في جهود الأمم المتحدة اللاحقة لحل النزاع في الصحراء الغربية.
وكما هو معلوم، فقد نصت هذه اللائحة رسميا على "حث طرفي النزاع، المملكة المغربية وجبهة البوليساريو، على إجراء مفاوضات مباشرة لتحقيق وقف إطلاق للنار لتهيئة الظروف اللازمة لإجراء استفتاء سلمي وعادل لتقرير المصير لشعب الصحراء الغربية.
وينبع موقف الاتحاد الإفريقي فيما يتعلق بمسألة الصحراء الغربية من التاريخ الطويل لكفاح الشعوب الإفريقية ضد الاستعمار والاحتلال الأجنبي والفصل العنصري.
وهو موقف مبدئي يستند إلى الدعم الثابت لحق الشعب الصحراوي غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال وفقا لمقتضيات الشرعية الدولية ومبادئ الأمم المتحدة المتعلقة بتصفية الاستعمار.
وينعكس هذا الموقف الراسخ في العديد من القرارات التاريخية التي اتخذتها منظمة الوحدة الإفريقية والاتحاد الإفريقي فيما بعد بدءا من اللائحة 104 إلى غاية " خطة عمل طرابلس " التي اعتمدتها الدورة الخاصة لمؤتمر الاتحاد الإفريقي المتعلقة بدراسة وحل الصراعات في إفريقيا ، المنعقدة بالعاصمة الليبية طرابلس في 31 غشت 2009. وقد أكد الاتحاد، من خلال خطة عمل طرابلس، دعمه للتوصل إلى حل يقوم على حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، ودعا إلى تكثيف الجهود الرامية إلى إجراء استفتاء لتمكين شعب الصحراء الغربية من الاختيار بين خيار الاستقلال أو الانضمام للمملكة المغربية.
وقد أكدت الدورة العادية السادسة عشر لمؤتمر الاتحاد الافريقي، المنعقدة بمقر الاتحاد الإفريقي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا ، نهاية يناير 2010 ، على موقف الاتحاد الثابت المتضمن في خطة عمل طرابلس وقرارات الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة ذات الصلة.
وللتذكير ، فقد حثت الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، خلال القمة المذكورة، الاتحاد الإفريقي على القيام بدور استباقي كشريك كامل لاغنى عنه للأمم المتحدة في عملية السلام في الصحراء الغربية ، تماشيا مع قرارات الاتحاد والمبادئ التوجيهية الواردة في خطة عمل طرابلس لعام 2009.
وفي هذا السياق، دُعي الاتحاد إلى لعب دور الريادة في الدفع بالأمم المتحدة إلى الإيفاء بالتزاماتها من حيث إجراء استفتاء حر ونزيه لتقرير المصير في الصحراء الغربية ، وبالتالي تصفية الاستعمار من آخر مستعمرة في إفريقيا.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *