-->

عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ: فرحة لا تخفي جراح امة انهكتها الحروب والفتن

الصحراء الغربية (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) يقول الشاعر الكبير ابو
الطيب المتنبي: عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ ... بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ
يعود العيد من جديد على الامة العربية والاسلامية في ظروف تلقي فيه الأزمات السياسية والأمنية المتفاقمة بظلالها على كامل خارطة العالم الاسلامي وقد مزقته الحروب والفتن وموجات الغليان الداخلي والمخططات الخارجية التي تروم تمزيق الامة واشغالها بنفسها عن الخطر الخارجي.
يعود العيد هذه السنة والدول الاسلامية تعيش فترة زمنية عصيبة تطبعها النكبات والازمات، وفيما يتواصل مسلسل البطش الصهيوني بالفلسطينيين العزل في غزة الصامدة بعد ان سقط اكثر من 1050 شهيد واكثر من 6000 جريح جراء العدوان الهمجي الصهيوني على غزة التي بات اهلها يفترشون الارض ويلتحفون السماء بعد ان هدمت منازلهم وشردوا من ديارهم واخوان العروبة والاسلام يتفرجون وقياداتهم لاهون مجتمعون.
يعود العيد والمسجد الاقصى يحتله اليهود ويتمادون في الحفر من حوله دون ان يتحرك له المسلمون.
يعود العيد ويستمر العبث في بلاد الرافدين مع تصاعد اشتعال فتيل الفتنة والحرب الاهلية بين الشيعة والسنة في العراق واستمرار عمليات التهجير والهجرة من المدن العراقية الى خارج البلاد، والاغتيالات والسيارات المفخخة والعصابات الخارجة عن القانون مع التحريض الطائفي بين مكونات المجتمع العراقي على اسس دينية وعرقية ومذهبية.
يعود العيد وسوريا تبكي ما تبقى من الحضارة العريقة الذي دمرته ايادي الحقد والكراهية المدعومة من الخارج في ظل الازمة الداخلية التي عصفت بالبلد وهجرت اهله ونسفت اقتصاده.
يعود العيد على الشعب الصحراوي كما تركه منذ 39 سنة وهو يقبع تحت الاحتلال المغربي الذي يسومه سوء العذاب يذبح ابناؤه ويستحل حرماته واعراضه.
يعود العيد والصحراء الغربية لاتزال مستعمرة تنتهك فيها الاعراض وتمارس كافة اشكال الانتهاكات في حق الصحراويين العزل الذين اجتاحت القوات المغربية وطنهم العام 1975، ومنذ ذلك الحين وهي تمارس ابشع الجرائم في صمت مع 
احكام القبضة الامنية والحديدية على المناطق المحتلة واخضاع الصحراويين لابشع الاجراءات العسكرية ونصب محاكم التفتيش لهم واعتقالهم لأدنى الأسباب.
يعود العيد ومصر تعيش الانتقال العسير من مخلفات الثورة والانقلاب واستمرار التضييق على الرافضين للانقلاب وسط موجة من نشر الكراهية ضد التيارات التي ترفض حكم العسكر وتخوينها ووصفها باقبح الالقاب، مع تدني الخدمات الاجتماعية الموجهة للمواطنين وعجز جل مؤسسات الدولة عن الانتقال من مرحلة مابعد مبارك.
يعود العيد والامة الاسلامية لاتزال تحتفظ بعروش على جماجم البشر كما هي الملكيات المتسلطة في المغرب الاقصى والخليج العربي تقدم خدماتها للغرب والقوى التي تذل المسلمين وتعبث بمقدراتهم.
يعود العيد والازمات في الكثير من البلدان الاسلامية مثل افغانستان وباكستان وايران وتركيا.
وهنا نعود الى بيت القصيد للشاعر المتنبي: عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ ... بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *