-->

استشراف مستقبل قضيتنا بين الواقعيين والمثاليين والمتسللين بينهما ...

الصحراء الغربية (لاماب المستقلة) - توصلت لاماب المستقلة بمقال للناشط الحقوقي الصحراوي حمادي الناصري، وفيما نص المقال:
لايختلف اثنبن على ان مرحلة ما بعد وقف اطلاق النار بين المغرب وجبهة البوليساريو, والدخول في عدة مسارات سياسية من مخطط السلام, والانزلاقات التي دخلت على ذلك من تحديد هوية ,وتملص المغرب عن الخيار الديموقراطي الذي تدعو اليه قرارات مجلس الامن والامم المتحدة ,محاولا اشراك المجتمع الدولي في ذلك من خلال الحلول المشبوهة التي يراد بها مصادرة تقرير مصير الشعب الصحراوي, والرهان على عامل الوقت , والنزيف الداخلي لجبهة البوليساريو ,انها خلفت قراءات ومواقف متباينة بين الصحراويين منها:
- من يرى ان الامر يتطلب النفس الطويل وعدم نفاذ الصبر وفهم المعطيات والتحولات الدولية والاقليمية وتقوية الذات والحفاظ على الثوابت الوطنية اضافة الى ,البحث عن هوامش للمناورة قد تفيد في ارباك حسابات دولة الاحتلال في مخططاتها ومسايرة الامم المتحدة في تحقيق سلام دائم ...
- منهم من يرى بنية صادقة ان هذا التمطيط والمفاوضات العبثية لا طائلة منها ويرون ان المستفيد الوحيد من هذه الوضعية هو الاحتلال المغربي لذلك لاخيار للشعب الصحراوي الا العودة للكفاح المسلح بعيدا عن المعطيات التي لم تكن موجودةا بان اندلاع الثورة وطيلة فترة العمل العسكري ويعتبرونها تبريرات وهية وغير مقبولة تدفع للاستسلام فقط ... و بين هذا الراي وذاك نرى انه لابد من :
الاستشراف ، الذي هو أساس القرار السياسي ، أو على الأقل التوطئة التمهيدية، الواضحة أو الخفية أو المقنعة للقرار؛ وكذلك الأداة التي يعتمدها المسؤول السياسي لتحديد إستراتيجية لتحقيق الاهداف. وعلينا ان نعي ان السياسي يدرك تمام الإدراك أن الاستشراف هو عملية تضمر في ثناياها العديد من المخاطر لسبب بسيط كون استكشاف المستقبل مجرد تقدير وتكهن ينأى عن كل توثيق. وهو فكر حر وخالص وبريء، ولكن في نفس االوقت يعتبر من صميم رهان القيادة ، إذ من المستحسن، بل من المفروض في بعض
الحالات أن يدرك السياسي كيف يرى اعداؤه و نظراؤه ومساعدوه ومعارضوه ومنافسوه والقاعدة الشعبية .
و عليه كذلك كشف خبايا وفك ألغاز المستقبل الذي يهم السياسي ويهم الآخرين، ؛ وصبغ أغوار المتوقع والممكن هو تمرين خطير وتحفه المجازفة، ما دام أنه قد يخطئ في التقدير، ، و يمكن تجاوز هذه الاحتمال غير الايجابي في الوقت الذي تتوفر فيه حسن النوايا,. ويمكن أن يكون الاستشراف حافزا على فرز دينامية طموحات جماعية أو سببا في خلق الشعور بالإحباط ووالملل،
،واعتقد انه مع تطورات الاحداث وطول امد الصراع ثبتت الايام ان التقدير السياسي الذي اعتمدته الجبهة في هذه الفترة كان تقديرا سليما وبدات تظهر نتائجه لكل من كانو ا يرون عكس ذلك, خاصة ان المؤشرات تبرز ان خيار الحرب بدا يلوح في الافق لكن , حتى وان اتخذ قرار العودة لخيار الحرب التي بدات تقرع طبولها ,فان الجبهة نجحت في اظهار صورة المحتل الرافض لجهود السلام وجعلته في مواجهة مع الامم المتحدة والقوى الدولية امام خيارات صعبة لن يتحمل تبعاتها وذلك هي بداية نهاية مرحلة الجمود و مفتاح لحل قضيتنا ,خاصة ان المغرب هو من اوصل الملف الى الباب المسدود لعدة مرات لكن هذه المرة ليست كسابقاتها بعد ان اقبر مشروع الحكم الذاتي الذي حدده كاعلى سقف وبالتالي يكون قد اغلق عليه الزجاجة, ومنح شرعية للصحراويين باتخاذ قرار العودة الى الكفاح المسلح مدعومين بموقف دولي بعد ما كان المغرب يتهمهم بالعرقلة اصبح الان يتهم الامم المتحدة بالانحياز .
نحن ندرك ان هذا يعود الفضل فيه الى صمود الشعب الصحراوي الذي تحمل معاناة كبيرة على الرغم من الاحباط والتذمر الذي مس العديد من الصحراويين وعلى الرغم من المؤخذات التي يبديها الوطنيين الصادقين الذين يريدون الخلاص من وضعية حالة الانفصام السياسي التي عشناها طيلة عقود وبعض الاخطاء من وهناك ,الشيءالذي يستغله العناصر المتسللة لوعي وفكر
وذهنية الصحراويين ليس حبا فيهم طبعا , وانما نكاية وشماتة وحقدا ,هؤلاء هم صناع الياس الذين يرفعون رايات البطولة كلما تلاعبوا بالمشاعر...ويتباهون كلما زاد في سجلهم ضحية . لبسو الازدواجية: ظاهريا وطنييون يدافعون باسم عناوين متعددة... وباطنيا تقودهم حساباتهم الضيقة الى التنكر للتاريخ والتضحيات والعهد ... حتى وان تتطلب الامر التحالف مع الشيطان ؛ يريدون ان يحددوا لنا هذا يجب وذاك لا يجوز، حتى أصبح شعارهم الرفض لأي شيء دون وعي...ورسخت الـ "لا" في مخيلتهم فحجمتها...يريدون منا ان لا نحلم ولا نتخيل أكبر من شعب موحد حر ,مستقل , يريدون منا ان نغير وجهة أحلامنا للأسفل ونعصف بكل ما انجز ...يريدون منا ان نجعل من تفاهتمهم فراغا تملأ ثقوبه بهوايات أخبار الغير... نصّبو أنفسهم قضاةً؛ فيحملون دستور العفة والبراءة ويحكمون على الآخرين أشد العقوبات...وهم في الخطيئة منغمسون.
باسم الكرامة؛ يجرحون كرامة الغير ... باسم الشرف؛ يحملون سيوفاً...يحاربون طواحين الهواء بدلاً من أن يحاربو الاحتلال .
لذا فان المرحلة تتطلب منا النظر والوقوف بتمعن وبموضوعية بعيدا عن التجييش الفئوي واعادة بناء الوعي الجماهيري لان سيرورة بناء الوعي الجماهيري ليست إرادة ذاتية فقط، بل هي توافق ما بين ظروف موضوعية وذاتية. فالظروف الموضوعية هي التي تنتتج الوعي الجماهيري المباشر، ولكن هذا الوعي لا يتحول من تلقاء نفسه بل هناك عوامل سياسية ودور أساسي للقوى الوطنية الغيورة في تحويله من واقع ضرب المكتسبات اوالحفاظ عليها ، إلى وعي يَنْظر إلى الاهداف وسبل تحقيقها .

بقلم الناشط الحقوقي حمادي الناصري .

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *