-->

كلمة قنصلية وتمثيلية جبهة البوليساريو بالغرب الجزائري بمناسبة الذكرى الـ 39 لإعلان الجمهورية الصحراوية

كلمة قنصلية وتمثيلية جبهة البوليساريو بالغرب الجزائري بمناسبة
الذكرى الـ 39 لإعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية 
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
السيدات والسادة الحضور الكريم من مسؤولين ومؤطرين وممثلين لمختلف المؤسسات الجزائرية بولاية سعيدة .
الأخوات والإخوة الطلبة ، الضيوف الكرام .
في البداية اسمحوا لي أن أتقدم بجزيل الشكر والعرفان باسم كافة مكونات الشعب الصحراوي لكل من ساهم من قريب او بعيد في إنجاح هذه التظاهرة الهامة والغالية علينا كصحراويين كونها باختصار ذكرى لحدث مفصلي في تاريخ مقاومتنا الوطنية الطويلة ضد الاستعمار الأجنبي ، الحافلة بالمآثر والأمجاد ، ذكرى إعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية 27 فبراير 1976 ، وبعد :
إنه لشرف كبير لي أن أشارككم اليوم نيابة عن السفارة الصحراوية بالجزائر ، في هذه المحطة الهامة و المتميزة ، التي نخلدها في أرض طاهرة ، في بلد شقيق وحليف ، بلد نكن له كل التقدير والاحترام ، بلد الشهداء والمبادئ ، الجزائر التي سجل لها التاريخ بأحرف من ذهب موقفها القوي ، الثابت والمتميز مع كل قضايا التحرر في كل أرجاء المعمورة ، الجزائر التي ساندت ومازالت الشعب الصحراوي وقضيته العادلة منذ البداية في إطار مبادئها وثوابتها ومواقفها النبيلة التي ستبقى راسخة في أذهان كل الصحراويين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .

الأخوات والإخوة الحضور الكريم :

إننا ونحن نخلد هاته الذكرى وفي هذا المكان المتميز ، في احدى الجامعات الجزائرية لنستحضر وبقوة الدور الذي لعبته مختلف المؤسسات التربوية الجزائرية في مختلف الظروف منذ احتضان الجزائر للاجئين الصحراوين بداية سبعينات القرن الماضي ، بسبب الغزو والاحتلال المغربي للصحراء الغربية وما سببه من معاناة والام للشعب الصحراوي كافة .

المؤسسات التربوية والتعليمية الجزائرية التي أتاحت الفرصة لعشرات الآلاف من الأطفال والشبان الصحراويين للتعلم ، وتلقي العديد من المعارف والخبرات ، والتكوين والتأهيل ، هؤلاء الذين ساهموا بعد تخرجهم في دعم وتطوير مختلف المؤسسات الوطنية الصحراوية ، ووضعوا بصماتهم في مشروع بناء أسس الدولة الصحراوية المستقبلية ، وهو ما جعل ذلك مكسبا من أهم المكاسب الوطنية التي حققها الشعب الصحراوي خلال مسيرته النضالية ،

الحضور الكريم :

اسمحوا لي بأن انتهز هذه الفرصة لأذكر المشاركين معنا في هذه المحطة التاريخية بأننا نخلد هذه الذكرى في ظل المخاطر والتحديات التي فرضتها ومازالت التغيرات الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية المتسارعة التي طرأت على منطقتنا الإفريقية والعربية والمغاربية من جهة ، والمؤامرات الدنيئة التي يحيكها النظام المغربي وحلفاءه ضد شعبنا وقضيتنا الوطنية العادلة من جهة أخرى ، وهو ما يظهر جليا من خلال مواصلة النظام المغربي تعنته وضربه عرض الحائط بكل القوانين والمواثيق الدولية ، ومواصلة انتهاكه لمختلف الحقوق المدنية والسياسية والاجتماعية للمواطنين الصحراويين بالمدن المحتلة من الصحراء الغربية ، ونهب الثروات الطبيعية الصحراوية بالتواطؤ مع الحكومة الفرنسية والاسبانية ، الشيئ الذي يدعونا إلى مطالبة كل الهيئات الدولية والعالم اجمع بتحمل مسؤولية إيجاد آلية أممية لمراقبة وحماية حقوق الإنسان في المدن المحتلة من الصحراء الغربية ، وإطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين الصحراويين المتواجدين بمختلف السجون المغربية الرهيبة ، وإزالة جدار الذل والعار الذي يقسم الاراضي الصحراوين إلى قسمين ، والكشف عن مصير حوالي 500 مفقود ، ووقف نهب الثروات الطبيعية الصحراوية من طرف النظام المغربي ، والعمل بجد لتمكين الشعب الصحراوي في اقرب الآجال من حقه المشروع والغير قابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال .

الأخوات والإخوة ، الحضور الكريم 
لا بد من التأكيد في مثل هكذا مناسبات على أنه يجب علينا جميعا ان نحس دائما بان ما بداخلنا أسمى وأعظم من الظروف مهما كانت طبيعتها ، وأن المأساة الحقيقية في الحياة لا تكمن في عدم وصولنا إلى الهدف في وقت محدد ، ولكنها تكمن في أن لا يكون لنا هدف نحاول الوصول إليه ، وأن نتعلم – أيا كان ما نفعله في هذه الحياة – أن العقبات لا تهم كثيرا ، فيمكن أن يكون هناك ألم أو ظروف صعبة أخرى ، ولكن إذا أردنا أن ننجز أي عمل بالشكل المطلوب ، فيجب أن تكون لنا القدرة على الابتسام في وجه المتاعب ، وأن تكون نظرتنا للحياة نظرة متفائلة ، عندها فقط سنجد الوسيلة الأفضل لإنجاز ذلك العمل مهما كانت الظروف والتحديات ، وان نتعلم انه لا ينبغي أبدا ان نستسلم ، لان الكثير من الفاشلين في الحياة هم أشخاص لم يعرفوا كم كانوا قريبين من النجاح عندما استسلموا للفشل ،

إننا ندرك جيدا بان معركة الدفاع عن الوجود والعيش بكرامة معركة قاسية، وأن الطريق إلى الحرية صعب وشاق ، طريق مملؤ بالانفعالات ، تميزه ظروف مختلفة تختلط فيها دموع الفرح بدموع الحزن ، ونشوة الانتصار بحسرة الإحباط وغير ذلك ،

و ندرك كصحراويين أن لا كرامة ولا رفاهية ولا مستقبل لنا أينما وجدنا ، في مخيمات العزة والكرامة ، في المدن المحتلة وجنوب المغرب ، في الجاليات والريف والمهجر، إلا بتحقيق استقلالنا الوطني والعيش بحرية وكرامة فوق أرضنا الطاهرة تحت علم الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.
ولهذا فإننا نؤكد بهذه المناسبة ومن على هذا المنبر كوننا جزء من الأجيال الصحراوية التي تقود مشروع الحرية والاستقلال رغم كل صور المعاناة والشقاء ، ورغم الدموع والدماء والجراح والآلام التي أصبحت كلمات تلخص حياتنا اليومية ، بأن لا طول الانتظار ، ولا حجم الألأم والمعاناة أو غير ذلك قد يؤثر على قناعاتنا أو يمكنه أن يقودنا للتنازل عن أي حق من حقوقنا المشروعة والتي يأتي في مقدمتها حقنا في الحرية والاستقلال ، وبانتا كشباب نفتخر بكوننا ثمرة من ثمار المشروع التربوي ، السياسي ، الفكري ، الثقافي والمعرفي الذي تبنته الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب منذ تأسيسها ماي 1973 ، 
سنواصل الصمود والتحدي ، سنقاوم ، سنكافح بكرامة وشموخ ، وسنجعل من دماء الشهداء الأبرار الذين سقطوا على ميدان الشرف طريقنا الوحيد لتحقيق ما نطمح وما نسعى إليه . 
وفي الأخير لا يفوتنا ونحن نخلد هاته الذكرى الغالية والعزيزة علينا جميعا أن نقف وقفة إجلال وتقدير لكل الشهداء والرجال الذين صنعوا تاريخ مقومة شعبينا الصحراوي والجزائري ، والذين قدموا الغالي والنفيس من اجل أن تنعم أجيال اليوم بالأمن والطمأنينة ، ووفقنا الله وإياكم لما فيه الخير والمصلحة لشعبينا الشقيقين ولدولتينا الصديقتين . والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *