-->

حالة عبد العزيز الصحية و توجه التقرير الأخير

هل الحالة الصحية لزعيم البوليساريو تُفسر، و لو نسبياً، التوجه المُخيب للآمال لتقرير
بان كي مون الأخير؟
سنة بعد سنة، إلى غاية 2014، كانت تقارير بان كي مون هي عبارة عن ارتفاع درجة الضغط الدولي على المملكة المغربية. بعد المبادرة الأمريكية، أشتد الخناق باستعمال ورقتي حقوق الانسان و الموارد الطبيعية، في تقارير بان كي مون، كوسيلة للضغط على المغرب.

في سنة 2015، دخل على الخط عُنصران أساسيان لتكثيف الضغط على المغرب: مجلس الأمن و السلام الإفريقي و المبعوث الخاص الإفريقي.

في فبراير 2015 قام كريستوفر روس بزيارة للمنطقة بعد تسعة أشهر من الغياب، وشهر بعد ذلك عاد بجولة أخرى للمنطقة من أجل تحضير التقرير السنوي، على حد قوله، و من "أجل تفقد الحالة الصحية للرائيس الصحراوي التي لم تسمح له بإستقباله"، نُضيف نحن.

و لقد تأكد كريستوفر روس من أن الوضعية الداخلية تواصل مسارها بـ "خدمة الطيار الآلي" فقط. الضعف الناتج عن الحالة الصحية لزعيم البوليساريو أدى إلى فوضى عارمة على عدة أصعدة في الجبهة الداخلية. و بما ان الجبهة الداخلية هي المحرك الأساسي للقضية، فإن أي خلل في تلك الجبهة له تأثيره المباشر على القضية برمتها. و أبسط مثال على تلك الفوضى العارمة هو الحالة الكارثية للدبلوماسية الصحراوية. "لا ناهي و لامنتاهي". 
إن كثرة العوامل الخارجية التي تُشاركنا في نُصرة قضيتنا العادلة، إبتداء من الدور الإفريقي الى مواقف بلدان مثل المملكة المتحدة، إضافةً الى تولي فرانسوا هولاند للرئاسة الفرنسية و توجه روسيا الجديد، و علاوة على ذلك ردة الفعل الدولية حول منتدى كرانس مونتانا و تأزم العلاقة الحميمة بين فرنسا و "عشيقتها" المغرب، كان ليُمكننا حتماً من الحصول على تقدم ملحوظ للقضية. 
ماهو السبب الذي حال دون ذلك؟
لا شك أن ضعف الجبهة الداخلية و خصوصاً الجانب الدبلوماسي أصبح بمثابة ثقل يمنع التقدم الى الأمام.

بقلم: حدمين مولود سعيد.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *