-->

البوليساريو على وشك ان تفقد أحد رئتيها ..!!؟

المعلم الصحراي هو جزء لايتجزاء من الثورة الصحراوية , يجاهد بقلمه من داخل
المدرسة ويدرس ابناء الثورة وابطال المستقبل وحملت القضية.
وما ادراك ؟ ونحن هنا في اللجوء نعاني الامرين معا . الاحتلال و صعوب العيش في المخيمات , وفي نفس الوقت نبحث عن جيل قادر على ان يواصل المسيرة النضالية من اجل تحرير الارض و الانسان من العدو و الجهل معا , منذ انطلاق التعليم الصحراي من الملتقى الاول يوم 31 من شهر ديسمبر سنة 1975 في قليبات الفولة وهو تاريخ الاعلان عن المنظومة التربوية , وفي تلك الظروف القاسية التي كان يعشها الشعب الصحراوي مابين قصف طيران العدو المغربي وبحث عن مأوى لسكن المشردين من ارضهم المقتصبة , وفي ذلك الوقت كان المعلمين المؤسسين وهم سلاح الجهل , كان عليهم الكثير و الكثير... من المسؤليات تجاه الوطن والشعب , كما كان عليهم ان يضعو الشعب .صغارا وكبارا في صورة الواقع ومحاربة الجهل وتعليمهم احسن تعليم , في وقت كانت الامكنيات غير متوفرة لكن بفضل الله وقدرته وتمسكهم بمبادي ثورة ال20 ماي الخالدة وهم من اوصلو التعليم الصحراي الي يومنا هذا وذاك بفضل حملت الطبشور الابيض ومحاربي الجهل .
ومن هنا فإن هذا المقال البسيط يحاول تلخيص دور المعلم عبر الزمن وماشهده من تغيرات هنا وهناك، موضحاً ما له وماعليه داخل المجتمع ضمن إطاره التربوي. 
المعلم في الأمس البعيد
بالأمس وفي قديم الزمان كان عند الصحراويين ( لمرابط )الذي يعلم القران و الدين عموما , كان نموذجاً يُحتذ به في كل شيء، له من الهيبة والمكانة العلمية والاجتماعية ماجعله ذا شأن عظيم في المجتمع، يضاهي مكانته مكانة الأنبياء والرسل في تبليغ دعواهم ورسائلهم للناس.
ولعل ذلك يتجلى في قول الرسول (صلى الله عليه وسلم):( العلماء ورثة الأنبياء) .
المعلم في الامس القريب :
وما جعل للمعلم تلك المكانة بين المجتمع هو تأثيره المباشر وغير المباشر في جميع مجالات الحياة وأنشطتها المختلفة .
بالفعل لقد كان المعلم في ذاك الزمان معلماً مطبوعاً لا مصنوعاً , من منكم لا يتذكر معلمين مدرستي 12 كتوبر 9 يونيو الوطنيتين و رسالة العلم والتدريس التي جاءت ضمن أنطباعهم وسلوكهم اليومي ، وبالتالي أصبحت هذه المهنة جزءا لايتجزء من حياتهم ويؤمنو بأنها رسالة إنسانية عظيمة يبتغي من ورائها الفوز في الدارين وليس مركز وظيفي فقط . وبينها الحرب النفسية التي يجب عليهم كمعلمين ان يفوزو بها من حيث تعليم الشباب الثورة انا ذلك .
المعلم في حاضر اليوم :
هو ذاك الخلف الذي بتنا نفقده اليوم ، فالمعلم اليوم يقف عند مفترق الطريق نظراً لما طرأ عليه من متغيرات عديدة وخطيرة ، حتى باتت شخصيته قاب قوسين أو أدنى أن تتلاشى في زمن الألفية والتطور العولمي السريع في كافة مجالات الحياة وأصعدتها ، فلقد تعددت الأسباب هنا وهناك حول اهتزاز شخصية المعلم ومكانته سواء في المجتمع أو في العملية التعليمية بعد أن كنا نبجله وننحني له في ماضي الأمس .
فلقد أصبحت تلك الوسائل تحدد رؤية الطالب للمعلم والعكس صحيح وهذا الأمر نراه واضحاً بصورة كبيرة في انتشار الفضائيات اليوم، ، ولاتختلف الصورة منها بأي شكل من الأشكال في الأفلام والمسلسلات ، إذ مازالت هذه الرؤية الإعلامية تؤثر سلباً على مكانة المعلم الاجتماعية في المدرسة وخارجها .
المعلم في المستقبل المجهول
تلك المسألة التي ألقينا عليها الضوء لمعلم الحاضر تجعلنا نقف بأسى شديد لما يحدث له من تغيرات هنا وهناك ، الأمر الذي يجعلنا نضع أيدينا على المرض التعليمي كيلا يستفحل في مختلف نواحي العملية التعليمية وذلك من خلال اقتراحات ومعالجات لمعلم المستقبل في الغد المأمول، يجب ان نعيد للمعلم جزء ولو بسيط من حقه الذي ضاع في الماضي وبات يفقده في الحاضر، ويكاد تلاشيه في المستقبل، ونصلح بقايا مالم يُفسده الدهر فيه .
ومن أهم هذه المقترحات :
1- حسن إعداد المعلمين
إن أهم أسباب اهتزاز صورة المعلم اليوم وتراجع مكانته وهيبته هي كثرة أعداد الخرجين من الجنسين من المعهد البداغوجية الصحراوي , الغير المؤهلين علمياً ولاتربوياً للعمل في هذه المهنة وتجسيد حقيقي لرسالتها السامية حتى قيل (أن مهنة التدريس أصبحت مهنة من لامهنة له) .
لهذا فإن المسؤولية الكبيرة اليوم تقع على عاتق المعهد ، وذلك عن طريق مراجعة طرق اختياره للمتكوينين وبرامجها التربوية المختلفة، من خلال تحديد امتحانات ومقابلات تحديد المستوى ليس العلمي فقط وإنما جميع المستويات الأخرى كالنفسية مثلاً وغيرها . بحيث تستطيع تأهيل خريجيه بمستوى يحفظ لهم مكانتهم العلمية داخل المجتمع وخارجه .
2- تحسين الأوضاع الوظيفية للمعلم
لقد تردت أوضاع المعلم في الآونة الأخير ة بصورة سيئة للغاية، مما أثر بشكل كبير على عطائه وإنتاجيته داخل المدرسة وخارجها ، فهو قبل أن يكون صاحب رسالة هو صاحب حاجة .
ولعل هذه المسؤولية تقع بالدرجة الأولى على وزارة التعليم و التربية حيث يجب عليها أن تعتني بحاجات المعلمين ومتطلباتهم المعيشية والنفسية والاجتماعية والعلمية من حين لآخر، سواء عن طريق الترقيات الوظيفية أو الحوافز أو المكآفات المادية والمعنوية أو غيرها من الامور المهمة في هذا الشأن .
يجب الا ننسا ان الوزارة من خلال المجهوادت القديرة وهي الان تحاول ان تساعد العامل في المنظومة التربوية بقدر المستطاع و البحث عن مواد اخرى تستهلك لمساعدة الاطقم المدرسية كل في موقع عمله لكن هذه قليل وقليل مع عمل الاستاذ و المعلم و المربية داخل اطارهم التربوي .
إخيرا وليس اخرا 
فإنه مهما تغيرت صورة المعلم اليوم عبر أطوار الزمن المتغير ، إلا أن المعلم يظل يمثّل سلاح ذو حدين لكل متغيرات الحياة ومجالاتها . وبالتالي فإن دوره ومكانته ليس بالأمر الهين الذي نتنازل عنه ونستهين به، خاصة ونحن في القرن الحادي والعشرون العصر الذي يتسم بتعزيز مكانة الإنسان وفق دوره ورسالته في الحياة. والمعلم في مقدمتها .
فإذا أفقدناه هذه المكانة فإننا لا نستطيع تعزيز دور الإنسان في المواقع الأخرئ . فهل نحنُ فاعلون ؟؟!!
بقلم الاستاذ غالي احمد لعبيد

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *