-->

الثورة الصحراوية عَوْدٌ عَلَى بَدْء ـ إذاعة الصحراء الغربية الدولية نموذجاً

"إذا أرادت القدرة الخلود للإنسان سخرته لخدمة الجماهير" ــــــــــــــــــ الشهيد الولي
مصطفى السيد.
"كلُّ صعب على الشباب يهون هكذا همة الشباب تكون" ــــــــــــــــــــ علال الفاسي.
بالرغم من كون المقولتيْن السالفتيْن أو ـ بتعبير أدق ـ المقولة والبيْتيْن، هما لزعيمين على النقيض تماماً من حيث المبادئ والرؤى وكذا الأهداف، إلا أنه لا يُمكن لأحد بغض النظر عن الخوض في تفاصيل الرجليْن، (فالأول هو الشهيد الولي مصطفى السيد مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، والثاني هو الشاعر علال الفاسي مؤسس حزب الإستقلال المغربي) أن يُنكر أنهما شابيْن عاشا حياتهما طمُوحيْن مُثقفيْن ومُناضليْن، ولم يبخل أي منهما في سبيل ما يصبوا إليه أي جهد، بل إنهما قد كرسَا حياتهما لما آمنا به.
وها هو اليوم الشباب الصحراوي يسيرُ بخطَى ثابتة تجسيداً لما قاله الرجليْن؛ وهو بيت القصيد في هاته الأسطر.
لاشك في أن مُعظمكم قد استمع لإذاعة الصحراء الغربية الدولية التي تبث على شبكة المعلومات الدولية، أو على الأقل سمع عنها؛ أنا بدوري سمعتها في نشرتيْها الأوليين، تابعتهما بتمعن تام، الشيء الذي جعلني أقطع وعداً على نفسي في مُحاولة كتابة شيء عن الموضوع.
إنه طاقمٌ من خيرة شبابنا، شبابٌ ولد من رحم المُعاناة وترعرع فيها وكبر، لم تثنه الظروف بمُرّهَا وقساوتها عن مواكبة الأحداث، وتقديمها جاهزة للمُتتبعين.
مُعظمهم خريج وزارة الإعلام الصحراوية في المنفى، ومُعظمهم ضحية تصرفات طائشة من نفس الوزارة ـ عفوا من بعض القائمين عليها ـ حتى لا أظلم إحدى كبريات مُؤسساتنا الوطنية ومنشأ مُعظم إطاراتنا عبر مسيرة كفاحنا في سبيل نيل الهدف المنشود.
بالرغم من أن جل طاقم إذاعة الصحراء الغربية الدولية، قد وجدَ نفسه مُجبراً لمُغادرة وزارة الإعلام ومُكرهاً حتى، إلا أنهم لم يستكينوا ولم يستسلموا للأمر الواقع كحال العديد ممن فضل الركون.. لا إنهم شبابٌ تحدّواْ بالرغم مما لاقوه من نعوت وصلتْ أحياناً إلى درجة التخوين، ولكنهم لم يُعيروا ذلك اهتماماً، بل واصلوا نضالهم وانتقادهم للواقع من داخل نفس الواقع، مُقدمين أروع صور النضال والصمود والمقاومة، فضلاً عن البدائل التي جَسّدُوهَا خيْر تجسيد على أرض الواقع.
اليوم لازال بعضهم يعمل بالوزارة في ظروف أقل ما يُقال عنها أنها مُزرية، ولا أقول مُزرية بسبب الراتب أو ظروف الوزارة نفسها، لا على العكس من ذلك تماماً، حيث أنني لا أستطيع الخوض فيما لا أعلمه لكوني بعيداً عن واقع الوزارة، بالرغم من تجربتي السابقة فيها، إلا أنني أتحدث عن الظروف المُزرية بشكل عام في اللجوء وقساوتها.
أما البعض الآخر فقد تركها ـ ولعلي ذكرتُ الأسباب آنفاً ـ فيما البعض منهم أتى مُتطوعاً تلبية لنداء الواجب الوطني.
كل ذلك من أجل شيء واحد، ألا وهو تجسيد الشعار "الإذاعة الوطنية صوت الشعب الصحراوي"، وصوت الشعب الصحراوي لم يكن يوماً يقول شيئاً ويتغاضى عن شيء، فبعدما أصبح لزاماً على الشارع الصحراوي سماع وجهة نظر أخرى غير تلك الرسمية، ولدتْ إذاعة الصحراء الغربية الدولية لأمها بالمنفى، لتكون سنداً لها ولساناً لها في قول مالم تستطع الأخرى قوله، مُسايرة للظروف مُتماشية معها ومع مُتطلباتها دون الخروج عن نفس الخط والهدف الذي حملناهُ جميعاً على عاتقنا كشعب وعاهدنا الشهداء على المُضي قدماً في سبيل تحقيقه.
فمزيداً.. مزيداً من التألق، ودمتم أيها الجنود ودمنا أوفياء لعهد الشهداء.
رفيق دربكم على الدوام: محمد هلاب.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *