-->

هل سيخرج مؤتمر الشعب العام بقرارات مرضية شعبيا؟

بعد أن فاتت سنة على تخطي موعد انعقاده، تمضي الجبهة في طريقها نحو مؤتمرها الرابع عشر،الذي
عقدت العزم على تنظيمه بولاية الداخلة.وهذه المرة الأولى التي يرى فيها مؤتمر شعبي عام النور وسط الأحياء الشعبية في إحدى أهم خمس تجمعات سكانية للاجئين الصحراويين ،التي ظلت صامدة تستنشق الغبار منذ عام 1975 حتى اليوم؛ على أمل العودة الكريمة إلى أكناف وطن ينعم بالاستقلال.
ومما لاشك فيه أن الجبهة تتمتع بقسط وافر من تجربة تنظيم المؤتمرات،وتمتلك فعليا المفاتيح اللازمة لتنظيم مؤتمر،والتحكم بنتائجه،فهي التي ستنظم وتقرر،لذا من المنتظر أن يكون المؤتمر عبارة عن حشد " نخبوي" سواده الأعظم من أطر وكوادر الجبهة؛ وليس على أسس حاضرها قبليا قد يقصي البعض من المشاركة.
ولمواجهة حملات التشكيك ضدها، يصعب على نخب هذا التنظيم السياسية والعسكرية مجتمعة، الإتيان بالدليل على انعقاد مؤتمر ناجح،لذا أغلب الظن ،أنها رسمت احتمالات كثيرة للخروج بنتيجة مقبولة شعبيا،تتناسب وحجم التعقيد الذي يميز المشهد السياسي الحالي،لذا سيركز المؤتمر بجدية غير مسبوقة على اشياء مهمة مثل: التجهيز والاستعداد للأخذ بأسباب الخروج من حالة الجمود السياسي السلبي،الذي ظلت القضية الصحراوية رهينة لها منذ ربع قرن،أي منذ نهاية الفصل المسلح من حرب التحرير،حيث لا عناوين واضحة للمراحل السابقة؛ثم على سبل تغيير الواقع الداخلي الحرج، الذي صار كله فكاهة سوداء ؛هذا إذا ما امتلك المشاركون شجاعة المواقف، مادام أن الوعي بأهمية الأشياء يستدعي الفعل.
ولكي لا ينصب المؤتمر نفسه أداة اعتراض وسخرية،يجب أن تتجه النوايا نحو الخروج بتوافق وطني ينتج تغيير فعلي علي مستوى الأشخاص والبرامج و الاستراتيجيات، ويكلف قيادة كفئة، ويعتمد قوانين أكثر صرامة،ويتبني رقابة فعالة علي عمل الحكومة والبرلمان،وآلية إنجاز البرامج والخطط؛ عوض اصدار لغة التهديد والوعيد التي تزخر بها الشعارات،التي من السهل كتابتها وتركها مهملة في آي مكان،لأنها لا تكلف شيئا.
أحاديث الكواليس، تبرز مخاوف جمي، منها أن يحدث انفصام تام بين ما يدور من نقاشات خلال جلسات المؤتمر، والواقع المعاش، ليتحدد دور المؤتمر في شيئين أولهما:
- الانشغال بأشياء شكلية،تبدو مألوفة تقليديا،لا تقدم ولا تؤخر من قبيل"توجيه الرسائل"، و"إصدار التوصيات"،و" الدعوة إلى كذا،وكذا".
ثانيا: - ان تحول سلطة النخبة المسيطرة المؤتمر إلى آلة " تدوير بشرية" عملاقة، وتستخدمها في إعادة تأهيل أشخاص أصبحوا معزولين شعبيا، بعد أن عجزوا عن إثبات كفاءتهم في آي ميدان و"بعثهم" من جديد ليشغلوا مناصب حساسة في جسم الدولة،رغم أنه سلوك بات مستهجن شعبيا!
وبهذا تكون حليمة قد عادت لعادتها القديمة،و برجوعها يكون الشعب مستعدا ليدفع ثمن بقائه صامدا، وهو الذي يتحمل لوحده الضربات الموجعة ويخزنها. وكان جديرا بأن تمثل اصواته ثواب يجب أن لا يناله إلا أشخاص يقبلون الحساب، وتكون خالص اعمالهم لله ثم الوطن. فمن العار تحويل هذه الأصوات إلى "سلعة" لا روح فيها، يتهافت عليها أصحاب المصائر المعلقة، ممن يلهثون بنفس مقطوعة، وخبرات متواضعة، ومعرفة قد لا تكفي للتميز بين جمل و ناقة سعيا وراء السلطة،دون أدنى إحترام لحق الأغلبية!!
وبلا شك،هناك رسائل عديدة سيبعث بها الشارع الصحراوي هذا العام إلى المؤتمر،معظمها يتعلق بضرورة اتخاذ قرارات مصيرية شجاعة من أجل"عيون الوطن" الذي ينادينا،ومن اجل دماء شهدائنا التي تراقب اعمالنا.
آمل في أن يخصص المؤتمرون قسطا من وقتهم القصير لقراءتها،لا أن يلغي بها إلى جهات أمنية- كما جرت العادة- وهي مغلقة.
بقلم: ازعور إبراهيم.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *