-->

على من يضحك "البيجيدي" المغربي؟

ــ بقلم: محمد هلاب
أوردَ الموقع المغربي "لكم" خبرا يفيد بأن نائبا من فريق حزب "العدالة والتنمية"، بمجلس النواب، بعث رسالة يلتمس من خلالها من رئيس حكومته "مساعدة وإغاثة فورية لمخيمات تيندوف بسبب كارثة الفيضانات".
هذه الرسالة ـ حسب ذات المصدر ـ مؤرخة بيوم الخميس 30 أكتوبر الجاري، أي بيوم واحد قبل تمام أربعين سنة بالتمام والكمال على اجتياح المغرب لأرض الصحراء الغربية واحتلالها وتشريد أهلها وتقتيليهم بأبشع الطرق، والتي نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، الرمي من طائرات الهيليكوبتر، الطمر في المقابر الجماعية، والضرب المبرح حتى الموت...إلخ.
على من يضحك باعث الرسالة الذي هو عضو في "البيجيدي" أو "البيخيدي"، وهو حمزة كنتاوي، وهو على ما أعتقد "صحراوي"، عندما يصف ما حل باللاجئين الصحراويين بـ"الكارثة الإنسانية" وعندما يقول بأن المنطقة "لم تعرف ما حل بها منذ زمن بعيد"، حسب موقع "لكم" المغربي دائما.
أوَ لا يعلم أن أسوأ ما حل بالصحراويين على مر التاريخ، وأسوئه على الإطلاق، هو ما جلبه لهم المحتل المغربي الغاشم منذ أن اجتاح أرضهم وإلى الآن.
أوَ لم يقف عضو "البيخيدي" لحظة مع نفسه وأمام الله وضميره، ليتساءل أي الكوارث أعظم، تشريد شعب وتقتيله وحرمانه وتمزيقه لمدة أربعين سنة أم عشرة أيام من الأمطار الغزيرة؟
على الأقل الأمطار لم تخلف ولا قتيل واحد، بل إنها اليوم خلفتْ ارتياحا لدى جميع الصحراويين بالمخيمات، حيث تحولت بركها المائية إلى محاج للاصطياف والمتعة، عكس ما فعلته الدولة التي يوجد على رأسها حزب حمزة كنتاوي، على مدار أربعين سنة، دون أن نرصد أو نحصر مخلفاتها بالأرقام، لأننا إن حاولنا ذلك سنقف عاجزين.
إذن، على من يضحك باعث الرسالة؟ أو أنه يُحاول بها دغدغة المشاعر في محاولة يائسة لتمرير خُبْثٍ لطالما حاول الآلاف غيره، لكن دون جدوى؛ وليعلم باعث الرسالة والمبعوثة إليه وصاحب فكرتها والمروج لها وكلهم، أن الصحراويين لم ولن يطلبوا سواء من "البيجيدي" أو "البيخيدي" أو من الملك الثاني والسادس وكل أذناب المحتل الغاشم، سوى الرحيل إلى غير رجعة، وبذلك يكونون جميعا قد قدموا للشعب الصحراوي دعما لا يقدر بثمن.
وقبل الختام، وحتى لا يفهم حمزة كنتاوي ومن ورائه "البيخيدي" والسادس، قولي فهما خاطئا، فإنني بقولي "إن الصحراويين لا يطلبون من المحتل الغاشم سوى الرحيل"، ما أردتُ إلا التأكيد أن هذا الرحيل هو ما سيكون، وليس هبة وإنما انتزاعا إن سلما أو بالقتال، عاجلا أم آجلا.. لهذا وفروا رسائلكم ولا جزاكم الله خيرا.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *