-->

روس حاسد المخزن

بقلم : احمد ابراهيم الطنجي
بعد مرور ست سنوات على تعيينه يواصل مبعوث الامم المتحدة الى الصحراء الغربية كريستوفر روس جهوده المضنية للخروج بنزاع الصحراء الغربية الى حل يتماشى مع قرارات وتوصيات الامم المتحدة مثلما يقول ويكرر .
لم يكن الرجل غافلا او جاهلا بتعقيدات القضية ، فسلفه ومواطنه جيمس بيكر ترك وديعة كانت عصارة جهود دامت سبع سنوات لامس خلالها جوانب متعددة واعتبرها حلا يحفظ وجه الطرفين. ومن تلاه في المنصب اقر بان خيار الاستقلال يبقى غير واقعي بالنظر الى تصلب فرنسا (حليف المخزن) في مجلس الامن.
ابدت عين سخط المغرب مساوي روس منذ الوهلة الاولى لتعيينه فكان يتمنى على مجلس الامن لو استمر فالسوم او اي ديبلوماسي اوربي في المنصب وكان اعلام القصر هو الاخر ينظر بعين مشابهة الى اصرار الامم المتحدة على عقد جولات المفاوضات على ارض الاميركان .
ولعل السبب الاول الذي جعل المخزن يخشى من روس ليس خبرته وتجربته او خدمته الديبلوماسية في الجزائر مثلما يروج اصحاب نظرية (المؤامرة ) ولكن دهاء الرجل وعناده للوصول الى حل وفرضه.
يقول روس انه بعد 13 جولة من المفاوضات تاكد له اعوجاج المنهج ، فكل طرف بحسبه متشبث برأيه ، فعمد الى اسلوب مبتكر سعى من خلاله الى التكثيف من زياراته و اشراك فاعلين جدد لم يكونوا سوى ادوات لتفعيل خطته بالضغط على الطرف المعرقل ودفعه الى تقديم تنازلات لاجل حل النزاع .
فكرة روس لم تكن ليرضى عنها المغرب الذي بدى متوجسا واتخذ قرار( سحب الثقة) منه قبل ان يضطر الى (اعادتها) فيما بعد . لكن الديبلوماسي المخضرم اختار التحدي بديلا فزار ولاول مرة المناطق المحتلة و دعا من ينظر لهم المغرب بالانفصاليين للقائه قبل ان تدفع تلك الجهود الولايات المتحدة الى تقديم مسودة قرار لتوسيع صلاحيات مينورسو لتشمل مراقبة حقوق الانسان .
الجانب الحقوقي الذي تسلل الى مجلس الامن الدولي لم يكن الا اسلوبا ل"فعفعة" المخزن و"هزه" بحسب وصف المهرج مزوار ينضاف اليه بعد اقتصادي وسياسي وقانوني تقوم به اطراف اخرى خارج مجلس الامن كبريطانيا واسكندنافيا والاتحاد الافريقي . وذاك ما يمكن ان نستشفه من خطاب ملك المغرب الاخير الذي عرى عن واقع ونفس الاحتلال وتناقضاته فهو قبل حوالى السنتين يتحدث عن الوضع الصعب و التطورات الحاسمة للقضية و اليوم يتحدث بلغة الاستعلاء والاستكبار " لاتلومو الا انفسكم – اربعون الفا بقدر سكان حي من الجزائر ...
وما أسعى لتضمينه في مقالي هو اقرار ملك المغرب بوجود "حملات عدائية" تستهدف المنتوجات الاقتصادية المغربية، وكلها تؤكد عزلة الرباط وكأن الباري جل وعلا استجاب لدعوات السادس وكثر من حساده ولم تعد الجزائر والزنوج لوحدهم من يحسد اجمل بلد في العالم بل السويد و النروج والدنمارك و هولندا واخيرا مينورسو في خطة يقودها الملعون روس .
وانا اتساءل في ختام هذا المقال اذا كان المغرب في صحرائه و متيقن من دعم فرنسا فلم هذا الارتباك والتخوف من زيارة هذا "الملعون" ؟ واذا ما كانت المفاوضات مضيعة للوقت والجهد فلم لا يتسلى المفاوضون المغاربة ( بروميير كاليتي ) ويستنزفون خصومهم ؟ 
والمثير للسخرية هو ما قاله متظاهرون حشدهم المخزن امام سفارة السويد : الصحراء مغربية وردد اخرون ....والسويد حتا هي ، فهنيئا لجماهير الشعب المغربي بقادته وهنيئا للقادة بشعبهم.... الوفي .
وزيارة موفقة لروس علها تنزع الغبار عما خلفه الاحتلال الحمار

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *