-->

أخيرا أطلقت فرنسا سراح تقرير بان كي مون

أخيرا، بعد الكثير من المماطلة والتريث وشد الحبل الرخو بين الأمين العام وفرنسا، خرج التقرير وعليه بصمة فرنسا بأصابع يديها العشرة وكذا بأصابع رجليها العشرة أيضا، وفي اليوم الذي حددته هي - يوم الأثنين- بدل اليوم – الجمعة- الذي حددته الأمم المتحدة.. فكما تسرب من كواليس الأمم المتحدة أكتفت الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا والصين بالصمت في علامة تأئيد واضحة لتوصيات بان كي مون، لكن عارضتها فرنسا بشدة، وهددت برفض التقرير وفرض على الأمين العام إعادته. ففي توصياته كان من الواضح أن الأمين العام يوصي بمراقبة حقوق الإنسان من طرف المينورصو، وأنه تجاهل الحكم الذاتي، وربما يكون حمَّل المغرب، صراحة، مسئولية عرقلة مهمة البعثة الأممية في تنظيم الاستفتاء..
حسب المعلومات تدخُّل فرنسا وفرضها للصيغة التي تريد هي على بان كي مون كان مقابل أن تقبل التصويت في اجتماع مجلس الأمن المقبل على أن تعود المينورصو إلى مزاولة عملها كما كانت تفعل قبل الأزمة بين بان كي مون والمغرب، وان يتم البحث عن حل سياسي وأن تبدأ "المفاوضات"..
أفتعال المغرب\فرنسا "للأزمة" مع بان كي مون، وطرد أعضاء المينورصو المدنيين كان فقط من أجل تجاوز مرحلة بان كي مون الحرجة، وخلق سحابة دخان بدون نار. فحتى يبقى الوضع على ما كان عليه، ويتم رش حماس بان كي مون بالماء والثلج ويتم ختم فترته بدون مشكلة، كان على المغرب وفرنسا أن يطبخا أزمة "طرد" المينورصو لجعلها مشكلة يجب التوصل إلى حل لها قبل التوصل إلى حل شامل.. وبدل أن يتقدم الأمين العام ومجلس الأمن إلى الأمام في مناقشة وضعية حقوق الإنسان وتجاوز الحكم الذاتي والعودة إلى الاستفتاء، كان لا بد من خلق مشكلة تغطي على ذلك، ويتمحور حولها النقاش، وعوضا أن يحدث تقدم إلى الأمام في صلب القضية ينصب النقاش على تلك الأزمة المفتعلة، ويتم البحث عن "حل" لها بدل البحث عن حل للمشكل العام خاصة بعد فشل الحكم الذاتي.. الآن، بعد بعث "وسيط" فرنسي إلى المغرب "ضمنت" فرنسا من المغرب ان تعود عناصر المينورصو " المطرودة" إلى عملها مقابل ان لا يتقدم النقاش وتبقى القضية تدور في نفس الحلقة المفرغة، و"تبدأ" المفاوضات..
العودة إلى وضع ما قبل "الأزمة" بين بان كي مون والمغرب هو المفضل ليس فقط من طرف المغرب وفرنسا، لكن أيضا من طرف الولايات المتحدة وروسيا اللتين لا تريدان الحرب ولا حتى المناورات العسكرية في المنطقة.. الوضع مفضل أيضا من طرفنا نحن الصحراويين. فخلال الأزمة لم نفهم – نحن الصحراويين- الموقف الصحراوي الغامض وماذا نريد، وهل نريد الحرب أم عودة المينورصو إلى سابق عهدها..؟
المهم، ربحت فرنسا الجولة بصعوبة، لكن أيضا، يمكن ان نقول نحن الصحراويين أننا "ربحنا" معنويا وعلى الورق بعض النقاط. فالصحافة المغربية لم ترحب بالتقرير رغم أن المغرب وفرنسا لعبا بذكاء، ويبدو أن هناك تخوف قادم من صمت الولايات المتحدة في مجلس الأمن، رغم أنه، في الحقيقة، يمكن ان لا يكون مثلما يتوقع المغرب.. الذي ربحنا نحن الصحراويين هو أن الأمين العام لم يذكر الحكم الذاتي " كحل" مطروح على الطاولة، كما أكد على أن مهمة المينورصو هي محددة في تنظيم استفتاء. وليس هذا هو "الربح" المعنوي الوحيد الذي ربحنا، لكن أيضا أغدق علينا بان كي مون في التقرير بعزف نشيد "تقرير المصير" الذي يطربنا نحن الاستماع إليه..
بقى انتظار قرار مجلس الأمن، لكن من التقرير لن يخرج عن الآتي:
- عودة المينورصو إلى عملها؛ البحث عن حل سياسي توافقي "يضمن" تقرير مصير الشعب الصحراوي؛ أن تبدأ المفاوضات. نقطة نهاية..
Blog-sahara.blogspot.com.es
السيد حمدي يحظيه

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *