-->

لكم نرفع شارات النصر


لكم نرفع شارات النصر ونزف عبير الكلمات، باجسادكم النحيلة تُجرعون المحتل كأس الذل، وتهزون فرائسه وتزلزلون اركانه، وتفعفعون دبلوماسية الابتذال والارتزاق، صمودكم الاسطوري عنوان الشهامة ومادة تحريض للسائرين في درب الحرية ورسالة فخر واعتزاز لشعب يكافح وتاج الوقار لدرب النصر ومثال ساطع سطوع الشمس في واضحة النهار، ووفاء لمبادئ الثورة والنضال التحرري الذي يجب أن ندفع جميعا جزء من فاتورته الباهظة ونحن نجتاز عقده الرابع وهو عمر قصير في نضال الشعوب.

وانتم تقهرون ظلمة السجن وترسمون طريقا جديدا للحياة، وتعلمون امم الارض كيف تثور وتقود مشاريع التحرير وفق منهجية محكمة، تلخصها " ملحمة اكديم ازيك" التي كانت غاية في التنظيم والاحكام ومنهاجا ثوريا حري به ان يدرس في الجامعات، افقد الاحتلال صوابه وعرى مزاعمه، ونسف شرعية نسجها الغزاة بخيوط اوهن من بيت العنكبوت.

ايها الاحرار القابعون خلف الاسوار ومهما اسرف الحاقدون في العقوبة والنكال، فإنهم يمنحونكم الخلود الابدي في حياة العز، من حيث لايشعرون، وبافعالهم الخسيسة تطهرون اجسامكم من ادران النفس البشرية، وتصقلون قلوبكم من كل اسباب الاستكانة والاستسلام للقهر، والاستعباد، فقد الِف هؤلاء حياة الذل، والركوع التي صارت جزء من طقوس حياتهم في مملكة العبيد. 
ايها الابطال وإن كان الاسر ابعد اجسادكم، فقد قرب ارواحكم من قلوب الجماهير، وحرك هبات التضامن ووقفات التأزر من كل حدب وصوب وجعل الحناجر تصدح بنبل شجاعتكم وتتغنى بآيات استبسالكم، وتتطلع لفك اسركم او الالتحاق بكم "معتقل اكديم ازيك فرض اتجيني ولا نجيك" في اصرار على حتمية الانعتاق ورؤية الشمس من جديد، ومن اجلكم امتزجت عبرات الحزن على حياتكم المهددة بالموت، ودموع الفرح بقرب نصركم او ظفركم بالشهادة.
فالموت لم يعد يخيفكم وانتم تُقتلون المرة تلو الاخرى على مذبح الحرية، حتى كسرتم هيبته في النفوس واحللتم محله الشهادة في سبيل الشرف والقضية والوطن وهي موجبات للظفر بمنال الصديقين والشهداء واحدى درجات سنام الجهاد والرباط وفي ذلك يتنافس المتنافسون.
لقد ضربتم المثال في انصع صور التكاتف والتعاون والايثار وانتم خلف قضبان الاحتلال، كأنكم بنيان مرصوص يشد بعضه بعضاً إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. 
اختم هذه الكلمات وفي جعبتي الكثير من مشاعر الاعجاب والافتخار ورسائل حب تفيض وتتسابق من داخل ألاعماق وانتم تمرون بتجربة فريدة، مريرة، وتواجهون احكاما ظالمة، قاسية وظروفا صعبة، مهينة، يلفكم الظلام من كل جانب، وتنهش ما تبقى من اجسادكم النحيلة ضباع ضارية، ووحوش مفترسة لا تعرف للرحمة سبيلا.
فبشراكم النصر وحسن العاقبة، فإنما النصر صبر ساعة وأن مع العسر يسرا وأن بعد الضيق الفرج وإن الله إذا أحب عبدًا ابتلاه، وغدًا يُوفَّى الصابرون أجرهم بغير حساب.
بقلم: حمة المهدي

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *