-->

شـــــــكرا سعيداني...ها قد استجاب لك الشعب الجزائري


في يوم الاثنين الموافق ل09 من شهر نوفمبر من السنة المنصرمة رفض الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني التصريح حول قضية الصحراء الغربية خلال إستضافته في حصة قضية ونقاش الذي يبث على قناة النهار، مبررا رفضه بأنه لو تحدث عن القضية الصحراوية سيخرج الناس إلى الشارع، مؤكدا بأنه سيدلي برأيه في القضية في مناسبة أخرى.

ويبدو أن الشعب الجزاىري الشهم فضل رفع الحرج عن السيد عمار سعيداني فأختار اليوم العالمي لعيد العمال ليخرج برمته الى الشارع تعبيرا عن تمسكه الازلي بمبادئ وقيم اول نوفمبر الخالدة من خلال مسيرات شعبية حاشدة ومنابر تضامنية تؤكد بما لايدع مجالا للشك بأن موقف الجزائر من القضية الصحراوية هو موقف شعبي قبل أن يكون موقفارسميا،فالشعب الذي ضحى بأكثر من مليون ونصف شهيد وعاني من ويلات المستعمر الفرنسي وجوره لأكثر من قرن وثلاثين عاما ليس في حاجة الى من يعلمه دروسا في سبل الوقوف الى جانب الحق والدفاع عن القضايا العادلة التي أهلت الجزائر لأن تكسب لقب مكة الثوار وقلعة الاحرار،كما ان الجزائر شعبا وحكومة ليست بحاجة لمن يرسم لها اديولوجية جديدة قوامها الخطابات والكلام الفارغ،فالجزائر بلد افعال لا بلد أقوال،ولعل الوقفة التاريخية للشعب الجزائري العظيم في هذا اليوم خير رد على كل من شكك أو راهن على تخلي الجزائر عن مبادئها ومثلها وبالتالي التخلي عن القضية الصحراوية،فالمسألة مسألة (نيف)وماأدراك ماالنيف عند الجزائريين.
ان هذه الوقفة العظيمة التي يقفها الشعب الجزائري اليوم مع كفاح الشعب الصحراوي تشكل امتدادا طبيعيا للموقف الجزائري الغير قابل للمساومة من مختلف القضايا في العالم،هذا الموقف الذي أصبح يزعج القوى الاستعمارية واذنابها في المنطقة بصفة خاصة، وفي الوطن العربي بصفة عامة مما دفعها الى التفرغ لنسج المخططات و الدسائس والمكائد في سبيل النيل من الشعب الجزائري وسيادته الوطنية،لكن الجزائر ظلت عصية امام هكذا محكات دنيئة بفضل يقظة وحنكة ابنائها المخلصين،فذهبت تلك المخططات الفاشلة في مهب الريح مما أكسب الجزائر المزيد من القوة والمصداقية من خلال تواجدها القوي اقليميا وقاريا وعالميا،وتبين جليا بأن الجزائر ليست العراق ولا اليمن ولا سوريا ولا ليبيا مادام الشارع الجزائري من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه يعيش على كلمة واحدة هي(حب الجزائر).
واليوم وبعد هذه الوقفةالشعبية الجزائرية تضامنا مع الشعب الصحراوي أصبح بإمكان الامين العام للأفلان أن يوفر كلامه حول القضية الصحراوية في تقوية حزب جبهة التحرير الوطني وتعزير دوره الريادي في الساحة السياسية الجزائرية،وسيبقى الشعب الصحراوي حافظا وبكل امانة لمواقف هذا الحزب الذي لولاه لكانت المقابر الجماعية هي مصير الشعب الصحراوي أيام الاحتلال البربري المغربي للصحراء الغربية،أين يقودنا الحديث الى الزعيم الراحل هواري بومدين الذي تحدى الملك المغربي في ذلك الوقت الحسن الثاني حين صرح هذا الأخير بأنه سيشرب الشاي في مدينة العيون بعد اسبوع فقط من ضم الصحراء الغربية الى المملكة المغربية أين قال له بومدين رحمة الله عليه وبثقة عالية(إن شربت الشاي في العيون فسأحلق موستاجي(شاربي)،فكسب بومدين التحدي وتحولت جولة الاسبوع الواحد إلى اكثر من أربعين سنة عرفت قيام دولة صحراوية تتبوأ الأن مكانة متقدمة في الإتحاد الافريقي وتحظى بإعتراف دولي كبير،في حين أصبح لاهم للمغرب الا الجري وراء أوهام حكم ذاتي بعد أن كانت قضية الصحراء الغربية بالنسبة له خط أحمر غير قابل للنقاش ولا المساومة باعتبارها جزء لا يتجزأ من المملكة المغربية،وسيأتي يوم لا يبقى فيه للمغرب سوى الجري وراء حل يضمن له سلامة عرشه فقط ولتذهب الوحدة الترابية الى الجحيم،وإن غدا لناظره لقريب.
بقلم الاستاذ :التاقي مولاي إبراهيم.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *