-->

اسبــــانيا و التضامن المشروط ...


منذ اسابيع تناول الاعلام الاسباني و الصحراوي المستقل و الشارعين الاسباني و الصحراوي قضية الشابة الصحراوية المعلومة تقيو التي غادرت اسبانيا طواعية الى حضن عائلتها في المخيمات و استأنست العائلة بالبنت العائدة الى احضانها و التي ذهبت في عمر الزهور و عادت بعد عدة سنوات من الغياب بين احضان عائلة اسبانية كانت حتى وصولها الى المخيمات من العائلات المتضامنة مع القضية الوطنية و عندما غادر اب العائلة عائدا الى اشبيليا انقلبت على القضية و لم يعد يهمه من الامر الا عودة تلك الشابة التي لم يفكر يوما في انها جاءت طفلة و انها مجرد امانة يجب ان تعود الى اصحابها ذات يوم. 
كانت عطل السلام اسلوب انساني، اعتمدته جبهة البوليساريو في بداية الثمانينات، لتخفف من معانات الثائرين الصغار، ليكتشفوا العالم الاخر و يشربوا من معين الحرية، و لكي يدركوا لماذا انتفض الشعب الصحراوي، و لماذا يعيش في اقسى مناطق العالم حرارة بعيدا عن البحر و نسائمه العليلة و عن الخضراء و سحرها، فتحت العائلات الاسبانية بيوتها للاطفال الصحراويين كرسل سلام في حين غاب المسلمين و العرب للاسف عن ذلك الا الجزائر قبلة الثوار.
توالت السنون و كان يستفيد اكثر من 15 الف طفل صحراوي سنويا من برنامج عطل السلام في اوروبا و خاصة اسبانيا التي كانت تحتضن اكثر من 6 الاف طفل سنويا و لمدة شهرين يعيشون بين عائلات اسبانية لا يجمعهم بها الا التضامن الانساني مع قضيتهم العادلة و التي كان الكثير من الاسبان يعتبرون حكومتهم مسؤولة مسؤولية مباشرة عن تلك الاوضاع اللا انسانية التي يعيشها الشعب الصحراوي في مخيمات اللاجئين في جنوب غرب الجزائر. 
هذه الحالة و غيرها من حالات مماثلة منها ما ظهر و منها ما لا يزال مجهولا حاول بعض المتضامنين الاسبان ان يستغلوها لينقلبوا من متضامنين الى منتفعين متاجرين بقضية شعب و اطفال شعب و طيبة ام او اب صحراوي رأى فيهم قلوب انسانية ذات يوم و لم يكن يظن انه قد يفقد ابنته و ابنته فقط لان الذكور لا دخل لهم في اللعبة و هذا يعتبر تطور خطير تراكم جراء عدم الالتزام بالقوانين و الضوابط المسيرة لعمل الجولات و بقاء الاطفال عند العائلات الاسبانية.
و الخطير في الامر هو تدخل اسبانيا الرسمية على الخط والتي لا نراها تدافع لا في مجلس الامن الدولي و لا في البرلمان الاوروبي و لا الجعية العامة عن حق الشعب الصحراوي الذي تضمنه كل الشرائع الدولية، ان وصول القنصل الاسباني في الجزائر الى المخيمات دون مقدمات و لا مواعيد و لا بروتوكول و وضع الكثير من العراقيل امام مشاريع موسمية كعطل السلام و ربطها بالموضوع و تجميد بعض المساعدات كل ذلك من اجل الضغط المباشر و غير المباشر على السلطات الصحراوية التي لم تتاخر هي الاخرى عن محاولة الاستجابة لهذه الضغوطات من خلال جلب العائلة من المناطق المحررة الى المخيمات و غير ذلك و لكن الغريب في الامر هو اشتراط التضامن و ربطه ببعض القضايا الموسمية و الخاصة بالافراد مثل ما فعلت جمعية فالانسيا التي لا زالت تغلق ابوابها و وحتى مكتب الجبهة بالمدينة مغلق و كل ذلك على اثر تداعيات "قضية محجوبة" و ذلك يعتر بعيدا عن الانسانية و العمل الانساني و خاصة التعاون في مجال عطل السلام للاطفال الصحراويين الابرياء و استغلال هكذا مواقف لتسويق مواقف سياسية ضد جبهة البوليساريو و تشويه صورة التضامن الانساني في الاوساط الاسبانية. 
حيث اصبح المواطن الصحراوي حائرا ايصدق من تسيل دموع التماسيح على خدودهم ام اولائك الذين تسيل دموع الحزن الحارقة الكاشفة لمأساة شعب اراد ان يعيش حرا كريما و بين هذا و ذاك ضاعت امال الصحراويين و اصبحوا لايفرقوا بين الصديق الصادق و الصديق الكاذب رغم انهما لا يجتمعان.
بقلم بلاهي ولد عثمان

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *