-->

63 قتيلاً بمعارك في سرت الليبية وانفجار مخزن أسلحة قرب طرابلس


قتل 34 عنصراً من قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية في اشتباكات مع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) خلال محاولتها التقدم في مدينة سرت، الثلاثاء، في أكثر الأيام دموية منذ انطلاق العملية الهادفة إلى استعادة سرت من أيدي المتشددين.
في موازاة ذلك، قتل 29 شخصاً على الأقل وأصيب عشرات بجروح في انفجار مخزن للسلاح في مدينة القره بوللي قرب العاصمة طرابلس إثر اشتباكات بين مسلحين من المدينة وجماعة مسلحة من مدينة مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) على خلفية عملية سطو.
وخاضت القوات الحكومية "معارك ضارية"، الثلاثاء، مع تنظيم "داعش" في مناطق متفرقة من سرت (450 كلم شرق طرابلس)، حسب ما أفادت هذه القوات في بيان.
وقال مصدر طبي رسمي في مصراتة، مركز القوات الحكومية، إن 34 عنصراً من هذه القوات قتلوا في الاشتباكات، بينما أصيب نحو 100 عنصر آخر بجروح.
وأطلقت القوات الحكومية قبل أكثر من شهر عملية "البنيان المرصوص" التي تهدف إلى استعادة مدينة سرت، مسقط رأس معمر القذافي، من أيدي التنظيم الجهادي الذي يسيطر عليها منذ جوان 2015.
وقالت قوات الحكومة في بيانها، أنها نجحت اليوم ورغم الخسائر في صفوف مقاتليها في التقدم في القسم الجنوبي من المدينة بعد المعارك التي ذكرت أنها أدت إلى مقتل "عشرات" من عناصر "داعش".
وأوضحت في موازاة ذلك أن "العمل المخابراتي لجبهتنا يواصل نشاطه استعداداً لمعركة الحسم"، مضيفة أن نشاطها العسكري يتركز حالياً على قصف مواقع للتنظيم المتطرف بالمدفعية الثقيلة"، فيما ينفذ سلاح الطيران "طلعات بشكل يومي بعضها طلعات قتالية وبعضها استطلاعية".
وشددت على أنها تواصل "بثبات حصار فلول داعش في منطقة ضيقة داخل سرت، ورغم محاولاتهم المتكررة لإيجاد ثغرة للفرار إلا أن ثبات قواتنا أحبط كل محاولاتهم".
وفي مواجهة تقدم القوات الحكومية، يشن تنظيم "داعش" سلسلة هجمات مضادة بينها هجمات انتحارية بسيارات مفخخة تستهدف تجمعات للقوات الحكومية عند الأطراف الغربية والجنوبية للمدينة.
ويتحصن مقاتلو التنظيم الجهادي في المنازل ويستخدمون القناصة والسيارات المفخخة والعبوات الناسفة والهجمات الانتحارية. وتواجه قوات الحكومة صعوبات في اقتحام هذه المناطق، وتخوض حرب شوارع من منزل إلى منزل مع عناصر التنظيم.
وتتشكل القوات التي تقاتل "داعش" في سرت من جماعات مسلحة تنتمي إلى مدن عدة في غرب ليبيا، أبرزها مصراتة التي تضم المجموعات الأكثر تسليحاً في البلاد إذ تملك طائرات حربية ومروحيات قتالية.
في المقابل، يضم تنظيم "داعش" الذي يبلغ عديده في ليبيا نحو خمسة آلاف عنصر، مقاتلين أجانب في سرت من شمال إفريقيا والخليج، بحسب سكان المدينة.
وقتل في العملية منذ بدئها نحو 200 عنصر من القوات الحكومية على الأقل، بحسب مصادر طبية في مصراتة.
وحصيلة قتلى، الثلاثاء، هي الأعلى في صفوف القوات الحكومية منذ انطلاق العملية العسكرية في 11 ماي.
من جهة أخرى، قتل 29 شخصاً على الأقل وأصيب عشرات بجروح في انفجار مخزن للسلاح في منطقة القره بوللي قرب العاصمة الليبية، الثلاثاء، حسب ما أفاد مسؤول أمني ومصدر طبي رسمي لوكالة فرانس برس.
وقال مسؤول أمني في القره بوللي (70 كلم شرق طرابلس)، إن "مسلحين من أهالي المنطقة اقتحموا مخزناً للسلاح يعود إلى إحدى الجماعات المسلحة الناشطة في المنطقة والتي تنتمي إلى مدينة مصراتة".
وأضاف "وقع انفجار كبير في المخزن لم تتضح أسبابه بعد، لكن من المرجح أن تكون الجماعة التي كانت تسيطر عليه قد فخخته قبل أن تغادره".
وذكر مصدر طبي رسمي في القره بوللي، إن "29 شخصاً على الأقل قتلوا في انفجار مخزن السلاح، بينما أصيب عشرات بجروح"، مضيفاً "هناك أشلاء بشرية في مكان الانفجار، ولذا فمن المرجح أن ترتفع حصيلة الضحايا".
وأوضح المصدر الأمني، إن اقتحام المخزن جاء على خلفية اشتباكات شهدتها القره بوللي، الثلاثاء، بين مسلحين من أهالي المنطقة وعناصر الجماعة المسلحة بعدما قام بعضها "بسرقة محل للمواد الغذائية".
وتابع "هاجم المسلحون من أهالي المنطقة عند الفجر نقاط التفتيش التابعة للجماعة المسلحة سعياً لطردها من القره بوللي، ما أدى إلى وقوع الاشتباكات التي استمرت طوال النهار".
وأصدرت بلدية القره بوللي بياناً دعت فيه إلى "التهدئة وضبط النفس في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها بلادنا، رغبة منا في حقن دماء أبناء الوطن الواحد".
وطالبت في البيان الذي نشرته على صفحتها في موقع فيسبوك، بأن يتولى حماية المنطقة "أفراد تابعون إلى جهات رسمية تابعة للدولة"، معتبرة أن حمل السلاح في وجه الجماعة المسلحة اليوم جاء "احتجاجاً على التصرفات الفردية الخارجة على القانون التي تمارس على أهالي المدينة".

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *