-->

دحرجة المؤتمر من استثنائي إلى انتخابي إلى مؤتمر للتزكية


حين نعالج، تحليلياً، ما قمنا به منذ رحيل الرئيس محمد عبد العزيز، وهي فترة قصيرة زمينا، نجد أننا دحرجنا المؤتمر إلى أكثر من مرحلة.
حسب القانون والدستور العمول بهما، في حالة شغور منصب الأمين العام للجبهة ورئيس الجمهورية، يتم عقد مؤتمر استثنائي، لكن، وقبل أن يجف ثرى قبر الرئيس الراحل، حدث اختلاف " جوهري" حول صيغة عقد المؤتمر وهل يكون مؤتمرا استثنائيا بكل معنى الكلمة ويأتي بالجديد في القرارات والهئيات المنتخبة مثلما حدث سنتي 1976م و1991م، ام سيكون عبارة فقط عن مؤتمر سريع بلا مشاكل لسد حالة الشغور في أعلى منصب قيادي في الجبهة والجمهورية. الاختلاف مصدره عدم وضوح المادة القانونية ووجود ثغرة فيها تنتصر لتفسيرين متباعدين لكن متقاربين( لن نتعب القارئ في الرجوع إلى تفسير القانون مرة أخرى).
الاختلاف تم حسمه، بالضبط، في يوم دفن الشهيد عبد العزيز، والحسم انتصرت فيه الأمانة الوطنية للتفسير القائل انه لا داعي لعقد مؤتمر كامل الصلاحيات، واستندت في ذلك إلى ما تعتقد هي، بالإجماع، انه، من جهة، قانوني ويجنب الحركة والدولة، لمدة اربع سنوات على الأقل، الدخول في متاهة جديدة قد تكون " خطيرة". إعلان الأمانة الوطنية ان المؤتمر سيكون فقط لسد حالة الشغور حسب ما يقول " القانون"، ولتجنب المشاكل، جعل الشعب الذي لا يحب المشاكل ولا تهديد الوحدة الوطنية يقول: ليكون مؤتمر استثنائي وإفكونا من الصداع السياسي."
إجماع الامانة الوطنية التي من صلاحياتهها، قانونيا، اتخاذ القرارات الحاسمة بين مؤتمرين، على أن المؤتمر سيكون لسد حالة الشغور، وإجماع الشعب، عاطفيا، على ذلك، جعل المؤتمر ينتقل من مؤتمر استثنائي إلى مؤتمر انتخابي؛ اي تمت دحرجته من مؤتمر استثنائي إلى مؤتمر انتخابي. 
بعد نجاح الأمانة في تجنيب الشعب متاهة مؤتمر استثنائي " معقد"، وبعد انسياق الشعب وراء ذلك النجاح لتفادي المشاكل، انتقلت الأمانة إلى دحرجة المؤتمر خطوة أخرى إلى الأمام. أجمعت الأمانة الوطنية على أن تجنيب الشعب مرة أخرى عملية انتخابية قد تكون "معقدة وخطيرة". قامت الأمانة بتقديم مرشح لها وللمؤتمر وللشعب، وهو مناضل وشخصية معروفة على الساحة الوطنية والتاريخية والنضالية والقتالية. تقديم الأمانة لمرشح لها يعني في أعراف دول العالم الثالث أنه سيتم طلب من الشعب تزكيته في المؤتمر ليكون هو الرئيس.
تقديم مرشح للامانة وطلب تزكيته في المؤتمر سيجعل منه الرئيس في المستقبل، وهذا يعني أننا دحرجنا المؤتمر إلى خطوة أخرى وهي خطوة التزكية تحت غطاء الانتخاب. وبما أن شعبنا شعب طيب ولا يحب المشاكل ويتجنب أي شيء سيمس من الوحدة الوطنية سيزكي منتخبوه مرشح الأمانة، والكل يقول: المهم ينجح المؤتمر ولا تحدث مشاكل.
السيد حمدي يحظيه

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *