-->

الى سيادة الرئيس القادم


لا يهمني من أنت و لا تجربتك القتالية أو السياسية، لا يهمني إن كنت من الرعيل الأول أو من خريجي مدرسة الشهيد الولي العسكرية.
ﻷن الكفاءة و الوطنية ليس حكرا على عمر معين و لا صفة نضالية بد ذاتها.ما يهمني كمواطن، ومايهم الشعب الصحراوي قاطبة أن تسخر كل قواك العقلية و الجسدية لخدمة هذه القضية، أن لا تضع بين عيناك إلا خدمة هذا الشعب و أهدافه النبيلة، هذا الشعب الذي قاوم بطريقة اسطورية ليس فقط العدوان والحرب، بل اللجوء و قساوة الطبيعة و تخلي المجتمع الدولي عنه و رغم كل ذلك لازال مقاوما شامخا في وجه الأعداء، و صدق من قال أن قيادته تستوجب علي صاحبها الخجل !!!.
أتعرف أن كل الوطنين المخلصين ينظرون الي توليك لهذا المنصب بـآمال كبيرة لا يوازيه إلا شغف تفعيل ديناميكية جديدة في مواجهة المحتل المغربي، و يكون ذلك هو خير هدية لروح الشهيد الولي و محمد عبد العزيز و المحفوظ اعلي بيبا و غيرهم من الشهداء و الارامل و السجناء والاف العائلات التي صبرت و كابرت ويلات اللجوء.لن أنصح بالكثير لانني كما تعرف و يعرف الجميع أن لنا أكبرمكتبة من "أرشيف الافكار" منذ سنه 1975 و لا تحتاج إلا للتفعيل، ولكن و مع ذلك لاضرر في التذكير.وعليه أظن أنه من المفيد ان تقوم بمراجعة دقيقة، شاملة في تفاصيل كل واجهات الصراع مع العدو ودراسة متأنية لتراكمات أكثر من 45 سنة كل شيئ قيل فيها إلا كلمات مثل الاصلاح، التصحيح، أو التغير الخ ، بحيث تكون السنوات الاربعة القادمة هي محطة مراجعة مع الذات.أظن أن الفرصة سانحة لتقيم الذات بطريقة علمية و نقدية بناءة تراعي الماضي ونطرة إستشراقية للمستقبل، وهذا في رأيي أمر صحي و عادة محمودة عند كل الدول و الاحزاب فمابالك بحركة تحرر. و يكون صلب هذا التقيم يعمل علي الخيارين، أي ماذا لو ذهبنا الي إستفتاء و ماذا إذا كانت الحرب هي الخيار، وأين هي رؤية الدولة التي نريد في كلا الخيارين وماهي ابعادها.
كل هذا لا يمكن البدء فيه إلا بإنشاء مكتب إستشاري من خيرة الخبراء الصحراويين في المجالات المختلفة كمستشارين للرئيس، بحيث يكون فريق متكامل و متجانس يسهر علي تحليل ودراسة لكل المجالات الداخلية و الخارجية المتعلقة بالصراع برؤية ومقاربة واقعية.· إعادة الروح لمبادئ و قيم جبهة البوليساريو، ووضع مسطرة أخلاقية و مهنية تحكم سلوك و تصرفات إطاراتها، ككل الاحزاب في العالم.
· و تزامنا مع ذلك أن تقوم بحرب بلا هوادة على كل انواع الفساد، بشقيه الاداري و المالي. و رفع شعار القطيعة مع ثقافة "روغ لخلاگ "، التي كما يعرف الجميع أن أغلب "ابطالها" فرو الي العدو،و أنها ليس إلا "دواء مسكن ظرفي" و إشاعة أن الهم الاكبر يبقي هو مصلحة البلاد والعباد، ليس إلا.· تقوية الجبهة الداخلية، بمافيها الجيش كأهم خلفية لوجيستية و معنوية في الصراع مع المحتل و إلاكثار من البناء الافقي للمؤسسات بدلا من تفريخ هيئات لا يوجد منها علي الارض إلا الاسم.
· أن تقوم بمراحعة جوهرية و نقدية للعلاقات مع إسبانيا، وبما أن اكثر من 45 عاما من نفس السياسة لم تجدي شيئا، يجب البحث عن مقاربة مختلفة، تأخذ بعين الاعتبار، حتى أمور جيوسياسية بما فيها التخلي عن طلب اي دور من إسبانيا، بما في ذلك جس النبض في امكانية شراكة مع ابريطانيا و إستبدال اللغة الانگليزية بدلا من الاسبانية، كشكل من انواع الضغط. وإستحضار تجربة رواندا مع فرنسا الخ وهل مثلا، دولة لم تقدر على عزاء شعب في فقدان رئيس يشهد له كل العالم بنضاله السلمي، يمكن لها أن تفعل أكثر"
· أتعلم أن إعلامنا الوطني بريء سياسيا الى درجة الغباوة وأن خطابنا السياسي خشبي وغير مقنع و لاجذاب، كل هذا يجب إعادة النظر فيه طبقا للسياق الملائم.· غفل 07 مكاتب في إسبانيا و سفارتين في أفريفيا و أخري في أمريكا اللاتينية و مقابل ذلك محاولة التوغل في الرأي الامريكي وذلك ببعث الي الولايات المتحدة الامريكية ما يقارب ال 50 شابا و شابة يتقنون اللغة الانكليزية بشرط ان لاتتعدى اعمارهم ال 35 سنه و لا أمتعة لهم إلاحقيبة ظهر “mochila”.وفي الاخير أنا متأكد أنك تعي جيدا حجم المسؤلية وتمنياتنا لك بالتوفيق لما فيه مصلحة الشعب الصحراوي.
لمن ألمين.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *