-->

واقع الطلبة وحركة المعطلين الصحراويين بالارض المحتلة في حوار مع الناشط الحقوقي الصحراوي الاخ الصالح بوغريون


الناشط الحقوقي الصحراوي الاخ الصالح بوغريون الحاصل على شهادة ماستر في العلوم الاقتصادية ويدرس السنة الثالثة علوم سياسية، وعضو المكتب التنفيذي للمركز الصحراوي للثقافة والفكر في حوار مع لاماب المستقلة قصد تسليط الضوء على واقع الارض المحتلة وبالتحديد حركة المعطلين الصحراويين وحملة الشهادات العليا والتي تتعرض للقمع والاهانة يوميا بالمناطق المحتلة وفيما يلي نص الحوار :
ماهو واقع العمل النضالي للطلبة الصحراويين بالمواقع الجامعية في ظل استمرار سياسة الميز العنصري ؟
أولا أود أن أنتهز هذه الفرصة لأحيي موقع لاماب بتحية إعلامية ثورية ومن خلاله مختلف الوسائط الإعلامية الصحراوية المرئية والمسموعة والمقروئة والإلكترونية التي مافتئت رغم بساطة الإمكانيات وضخامة التحديات والإكراهات تعكس الصورة الحقيقية لمعاناة الشعب الصحراوي تحت سياط الجلاد المغربي. علاقة بسؤالك اعتقد أن الطلبة الصحراويين ومنذ أن وطئوا الساحة الجامعية المغربية حملوا على عاتقهم الدفاع عن طموحات وتطلعات الشعب الصحراوي في بناء كيان سياسي مستقل -الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية- مجسدين ذلك من جهة من خلال اجتراحهم أساليب سلمية وحضارية في مقارعة الإحتلال المغربي ومن جهة أخرى من خلال نقل الوعي السياسي العميق لدى الجماهير الصحراوية بالأرض المحتلة وتأطيرها وقيادة معاركها بشكل يقيها من الوقوع في بعض المسلكيات الشاذة كالشوفينية، الانتهازية والنفعية الضيقة، لتتحول بذلك المواقع الجامعية المغربية إلى مستودعات استراتيجية لإنتاج نخب صحراوية مثقفة قادرة على المساهمة في صياغة الفعل الوطني التحرري المنسجم مع الخط الكفاحي والسياسي لجبهة البوليساريو كممثل شرعي ووحيد لشعبنا الأبي. كل هذه المعطيات ستصنف الطلبة الصحراويين العدو رقم 01 من ضمن مختلف التمظهرات الفكرية والإديولوجية لشرائح المحتمع الصحراوي لدى أجهزة المخابرات المغربية وهو طبعا ماجعل هذه الأخيرة تتحين دوما الفرصة لاجتثاث الفعل الثوري الطلابي الصحراوي عن طريق توريط الطلبة الصحراويين في أتون صراعات هامشية مع فصائل طلابية مغربية بعدما أخفقت –أي أجهزة الدولة المغربية- في قمعها المباشر وكان آخرها طبعا ماوقع من أحداث عنف دامية شهدها موقع مراكش مطلع العام الجاري وجدها الجلاد المغربي فرصة سانحة لتصفية حساباته مع مناضلين صحراويين بموقع أكادير أحدثوا قطيعة ابستيمولوجية مع ماضي هذا الأخير المثقل بمختلف الظواهر الاجتماعية والسياسية المريضة والممرضة وهم الآن ينتظرون محاكمة صورية بعد أيام بتهم جنائية ثقيلة وملفقة. 
ما حجم التعاطف الطلابي المغربي والفصائل الطلابية المغربية مع قضية تقرير المصير ونضالات الطلبة الصحراويين؟ 
طبعا تعج الساحة الجامعية بمرجعيات اديولوجية وفكرية متباينة تحملها فصائل طلابية مغربية بمسميات مختلفة يمينية ويسارية والطلبة الصحراويين بشخصيتهم التنظيمية والفكرية المستقلة عن منظمة الاتحاد الوطنية لطلبة المغرب والمنتمية لمبادئ حركة التحرر الوطني –جبهة البوليساريو- وضعوا نفس المسافة من كل فصيل طلابي مغربي ويرتقون أحيانا إلى مستوى التنسيق معهم من منطلق انتمائهم لحقل التعليم غير أنهم يرون في فصيل النهج الديمقراطي القاعدي حليفا استراتيجيا طالما كان يجاهر بموقفه المبدئي والمطلق مع حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال وهو الموقف الذي يعتبره الطالب الصحراوي مدخلا جوهريا لتحديد طبيعة العلاقة مع أي فصيل طلابي مغربي معين.
شهدت المناطق المحتلة وجنوب المغرب في الفترة الاخيرة اتساع وشمولية حركة المعطلين الصحراويين كيف ترى مستقبل هذه الحركة في ظل سياسات الاحتلال في القمع والاضطهاد وتفاقم الوضع الاجتماعي والاقتصادي الذي تعرفه المنطقة؟
تعيش مختلف المدن والمداشر الصحراوية المغتصبة مؤخرا غليانا اجتماعيا كأحد إفرازات سياسات الإقصاء والتهميش المغربية ضد العنصر الصحراوي وهو ما أنتج الشروط الموضوعية والذاتية لخلق نواة حراك اجتماعي قادته حركة المعطلين الصحراويين انطلق من العاصمة العيون الجريحة ليغطي كل خارطة الامتداد الترابي الصحراوي ولكون ذلك وضع النظام السياسي القائم من داخل المغرب في موضع لايحسد عليه أمام المنتظم الدولي وكشف عن تناقضاته في الخطاب التنموي المخصي الذي مافتئ يسوقه دوليا وكأن المدن الصحراوية تحولت بفضل منة الاحتلال إلى مصاف مدن سويسرية، كل هذا جعل المعطلين الصحراويين هدفا لقوات القمع المغربية التي لم تتوانى عن تسخير آلتها الدموية لاستئصال هذا الفعل الاحتجاجي الحضاري وهو طبعا ما لم ولن يتحقق له مادام النظام المغربي لم يحترم المقتضيات القانونية الدولية المحددة للوضعية الاستثنائية للثروات الطبيعية الصحراوية باعتبار أن استغلالها يجب أن يتم عبر استشارة حرة وديمقراطية للشعب الصحراوي. 
كيف ساهمت حركة المعطلين الصحراويين في نشر الوعي الاجتماعي والسياسي وكشف السياسات الاستعمارية داخل الاوساط الشعبية؟
استطاع طبعا الفعل الاحتجاجي الاجتماعي للمعطلين الصحراويين خلق نواة التأطير السياسي والثقافي للجماهير الصحراوية من خلال تنظيمهم لندوات فكرية وسياسية تعالج الواقع المتأزم الذي يعيشه الصحراويين تحت الاحتلال وتضع أصبعها على الجرح الفكري والتنظيمي وتقدم تصورات لاستبدال هذا الواقع بواقع أفضل لايكون فيه مكانا للتواجد المادي للاستعمار وهو الأمر الذي تفطنت له أجهزة المخابرات المغربية والتي تحاول جاهدة إقبار هذا الحراك الحضاري بمختلف أساليبها الخبيثة من خلال السعي نحو الاختراقات البوليسية وتدمير البنية الذاتية لجسم المعطلين الصحراويين وحقنه بحقن سامة من أجل تمزيقه وتشظيه.
في الاخير نشكركم الاخ الصالح بوغريون على هذا اللقاء ونتمنى لكم التوفيق وتحقيق المزيد من الانتصار والنجاح.
حاوره : حمة المهدي

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *