-->

الجزائر تقبر “مطامع” المغرب في عدم الانحياز


تناقلت تقارير إعلامية مغربية، الأربعاء، أن الجزائر تمكنت من وضع حد للمطامع المغربية في رئاسة اللجنة السياسية لحركة عدم الانحياز التي عقدت اجتماعا لها في فنزويلا.
وبحسب المصادر نفسها، فقد تم تعليق الجلسة الافتتاحية لاجتماع حركة عدم الانحياز المنعقد في مارغاريتا في فنزويلا، طيلة يوم تقريبا، بعد ترشيح المغرب لرئاسة اللجنة السياسية، رغم مناورات هذا الأخير التي قادها السفير الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة، عمر هلال.
ومن الواضح أن الجزائر تبني موقفها الرافض لرئاسة الرباط للجنة السياسية بحركة عدم الانحياز على أحد أبرز مبادئ المنظمة والداعم لتحرر الشعوب المستعمرة من كافة أوجه الاحتلال والاستعمار بحكم أنها دولة استعمارية في نظر القانون الدولي (اللائحة الاممية15/14 والقرار الاستشاري لمحكمة العدل الدولية 1975) وبالتالي لا تحمل “الأهلية السياسية” لترأس هذا الهيكل بالمنظمة.
وأنشئت حركة عدم الانحياز وتأسست إبّان انهيار النظام الاستعماري، ونضال شعوب إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وغيرها من المناطق في العالم من أجل الاستقلال، وفي ذروة الحرب الباردة. وكانت جهود الحركة، منذ الأيام الأولى لقيامها، عاملاً أساسيًا في عملية تصفية الاستعمار، والتي أدت لاحقًا إلى نجاح كثير من الدول والشعوب في الحصول على حريتها وتحقيق استقلالها، وتأسيس دول جديدة ذات سيادة.
وكمحاولة لإنقاذ حظوظ الرباط في الترشيح، عمد السفير هلال إلى النبش في رصيد المنظمة من زاوية أن المغرب لم يتول من قبل أي منصب رئاسي في حركة عدم الانحياز، منذ إنشائها عام 1961، وتحدث حتى عن انسحاب المملكة في الجزائر عام 2014 لصالح الإكوادور، “بناءً على طلب من المسؤولين الجزائريين”، على حد قوله .
وأكثر من ذلك، ذهب السفير هلال إلى أبعد ليبث مزاعم “هدف غير معلن للجزائر، والذي لا يتمثل في رئاسة اللجنة السياسية وإنما في استبعاد ترشيح المغرب من خلال العرقلة ثم التوافق بشأن مرشح ثالث”، وهو طرح يدفع إلى استحضار فقدان المغرب “الأهلية السياسية” لافتكاك المنصب بسبب وضعيته “المسودة” دوليا في ظل احتلاله للصحراء الغربية.
وتحدث هلال في سياق متصل عن عزم المغرب عدم سحب ترشيحه، ليفصح فيما بعد عن “فشل” المغرب في إقناع المنظمة بتمرير ترشيح المملكة في أعقاب اللجوء إلى بند قرطاجنة، الذي يسمح للبلد المضيف بتولي رئاسة اللجان في حالة عدم التوصل إلى اتفاق حول المرشحين.
ولم يتمالك ممثل المخزن نفسه كالعادة، حيث راح هلال يرسل “اللوائم” بين تشريع المنظمة وفنزويلا والجزائر ليبرر “هزيمة” أصبحت لا تعقبها إلا “الهزائم” من منظمة إلى أخرى، بدءا بالاتحاد الأوروبي وصولا إلى عدم الانحياز مرورا بالأمم المتحدة والاتحاد الافريقي التي “ترسم” خيباته يوما بعد يوم، في الوقت نفسه اعترفت بانتصار الديبلوماسية الجزائرية وموقعها القوي رغم ما حملته ألفاظ الممثل المغربي من تجاوزات تعكس استدامة “طيش” الرباط الديبلوماسي.
الموعد اليومي

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *