-->

الأقمار الصناعية تُفند معلومات ساسة البوليساريو


وسائلنا الإعلامية وشبكات التواصل الاجتماعي تنقل و تُكرر معلومات مُعينة و من جهة أخرى، قيادتنا تتكلم عن معلومات مختلفة تماما عن ما يتناوله الصحراويون في شبكات التواصل الاجتماعي و في وسائل الاعلام. ومن حسن الحظ أو من سوءه وسائل اعلامنا الرسمية شبه غائبة عن عملية تنوير الراي الوطني. 
الكّركّارات المحررة. 
أين تقع؟ ماهي مسافة الكّركّارات المحررة؟ كم من كيلومتر يبعد جدار الذل والعار عن الحدود الصحراوية الموريتانية؟ 
هل مركز المراقبة الموريتاني يقع داخل او خارج التراب الوطني الصحراوي؟
كيف بإمكان مدفعيتنا السياسية ان تصيب أهدافها إذا كانت معلوماتها خاطئة؟ 
الأقمار الصناعية تُبين ان مركز المراقبة الموريتاني يقع داخل التراب الوطني الصحراوي. و لكن ساسة البوليساريو ينفون ذلك. 

الأقمار الصناعية تُبين ان المسافة بين الجدار و الحدود الصحراوية الموريتانية تزيد على 5 كيلومتر. و لكن ساسة البوليساريو ينفون ذلك. 
في ما يخص المسافة، لا ندري عن أي مسافة يتحدث قادتنا حين يقولون أربعة كيلومترات. هل هم يتحدثون عن المسافة بين الجدار و المعلم الحدودي رقم 14 أو عن المسافة بين الجدار و النقطة التي تدخل فيها طريق السيارات الحدود الموريتانية. 
من الواضح أن في هذا الصدد لا فائدة في تحديد المسافة بين الجدار و المعلم 14. الشيء الذي له بالغ الأهمية هو الطريق التي تسير فيها السيارات و الشاحنات و الاشخاص. إذن لابد من معرفة مسافة تلك الطريق. او بعبارة أخرى، المسافة التي لابد من تحديدها بالميليمتر هي المسافة التي كان المغرب يرغب في تعبيدها. مع العلم أنه في سنة 2002 قامت موريتانيا بتعبيد الطريق و استمرت في التعبيد حتى خارج حدودها، أي حتى البوابة الموريتانية المتواجدة داخل التراب الوطني الصحراوي. 
إن تنازلنا عن أرضنا و عدم ضبطنا لحدودنا و عدم حراستها أدى بموريتانيا الشقيقة الى تناقض في الموقف السياسي. موريتانيا تعترف بالجمهورية الصحراوية و في نفس الوقت لها حدود مع بلد ينفي تلك الجمهورية. المعبر الحدودي الموريتاني يستقبل سيارات و اشخاص قادمين إليه مُباشرة من بلد ينفي وجود الدولة الصحراوية. على سبيل المثال، جوازات سفر الاشخاص العابرين من ذلك الطريق عليهم ختمة المملكة المغربية و مُباشرة خاتم الجمهورية الإسلامية، ما دام معبر حدودي بري، هذا يعني أنه لا يوجد بينهما أي بلد ثالث. 
في تخلينا هذا عن أراضينا نكون قد إنتزعنا البساط من تحت أحد النواب الموريتانيين المتعاطفين مع قضيتنا الذي دوما يُكرر أن حدود موريتانيا الشمالية مع الدولة الصحراوية و ليس مع المغرب. 
إذا كانت هناك مصالح عليها تنصح بترك تلك الأمتار تحت رعاية موريتانيا الشقيقة لابد من مُخاطبة الراي العام الصحراوي لفهم تلك المصالح، لأنه في الحقيقة، لابد من إجاد جواب للسؤال التالي: 
أوَ هل التراب الذي طهرته دماء شهدائنا البررة من براثين الغزو، نُقدمه على طبق من ذهب لجراننا الاشقاء كي يديروا مصالحهم على حساب مصالحنا نحن؟ 
للأسف بدلا عن صيانة و ضبط و حراسة أراضينا، البعض من كتابنا يُمزقها بالشتم و نعتها بالعبارات المُشينة مثل عبارة "قندهار". و كما يقول احد المُرابطون من الأراضي المحتلة، السيد المامي أعمر سالم، لم تعرف الكّركّارات و لا جريمة قتل واحدة و لم يُسجل أي اعتداء أو فعل اجرامي منذ فتح الطريق في منتصف التسعينيات من القرن الماضي. 
إن القارئ بالتأكيد يتساءل لماذا هذا الحديث عن بضعت أمتار فقط من الأرض. و هنا يكمن بيت القصيد. 
في كل خطابات البوليساريو يتم التركيز على ان المغرب في عزلة على المستوى المحلي، القاري و العالمي. من طبيعة الحال، نحن لا نشكك في هذه الخطابات. كل ما يُحيرنا هو لماذا لا نقوم نحن بإنشاء مركز حراسة دائمة يقلق الحدود تماما و يجعل من العزلة تلك عزلة حقيقية على الأرض. 
لكن هناك اتفاقيات نحن ملزمون باحترامها. و هنا تصبح بضعت الأمتار تلك لها الكلمة الفاصلة بين هذا و ذاك. بمعنى انه لو قمنا بتحديد المسافة بين الجدار و نقطة تقاطع الطريق مع الحدود سنجد أن هناك 5400 متر. ما يعني أنه بإمكاننا إنشاء مركز مُراقبة دائمة في الكّركّارات يكون خارج المنطقة العازلة التي تمنع أي منشئات على طول 5 كيلومترات شرق الجدار. للتذكير فقط، إن حراسة الناحية الخامسة في واد الشيظمية لا تبعد إلا 5700 متر من جدار الذل و العار. 
لا شك أن إنشاء نقطة مُراقبة جديدة، ولو خارج مجال الخمس كيلومترات للمنطقة العازلة، يتطلب إتفاق جديد مع المينورصو، و لكن مادام وجود الطريق امر بعد و ليس قبل اتفاق وقف اطلاق النار لابد للبعثة الأممية أن تفهم الحاجة الملحة لذلك. 
في نهاية المطاف، كل ما نطلبه من قيادتنا هو تزويدنا المعلومات و تصحيح أخطائنا، إن كانت معلوماتنا خاطئة. 
لأننا في لحظات مثل لحظات الكّركّارات، أين الشعور الوطني يسطو على كل شيء، نريد حقا أن نصطفّ وراء قيادتنا. لأنه من غير الممكن أن قيادتنا تبني قراراتها على معلومات مُختلفة عن تلك التي تتناولها وسائل اعلامنا و تُحرك الشعور الوطني لجميع الصحراويين. 
من نافل القول أنه إذا كانت هناك مصالح أخرى تملي علينا التخلي حاليا عن تلك الأمتار من ارضنا، ليس من حق قيادتنا ان تبوح بأن المسافة هي أربعة كيلومترات كما قال احدهم. لأنه ببساطة، ما تمليه المصالح اليوم يمكن ان يتغير غدا و حينه يتم القول ان المسافة تزيد على خمسة كيلومترات بدلا عن أربعة كما يُقال اليوم. 
من جهة أخرى، و ما دامت المَعالم الحدودية موجودة على الارض على شكل رجم أو تراكم من الحجار يكفي أن نقوم بتسطير خط مستقيم بين المَعلم رقم 13 و المَعلم رقم 12. و إذا أجدنا أن المركز الموريتاني يقع غرب الخط المستقيم يكون ذلك دليل على تواجده داخل الأراضي الصحراوية. و إذا أجدنا أن تلك المركز يقع شرق الخط المستقيم فذلك يعني أنه يقع في الأراضي الموريتانية. 
في النهاية، لابد التذكير بأن في السنوات الأخيرة تم الاتفاق بين البلدين الشقيقين حول عدة نقاط على الحدود. مثلا، قام البوليساريو بتلبية طلب موريتانيا مفاده تحويل حراسة شرطة الحدود الصحراوية من منطقة واد الحمراء الى مكانها الحالي في منطقة واد السبطي. و كذلك تم التفاهم بين الاشقاء حول أراضي أخرى في منطقة "أم الظفيرات"، أين قام البوليساريو بتلبية طلب موريتانيا القاضي بإخلاء بضعة كيلومترات من تلك المنطقة. 
أين هو الحاجز إذن الذي يمنع من التفاهم حول الكّركّارات من أجل أن تقوم موريتانيا بتحويل حراستها من داخل التراب الصحراوي الى أراضيها المجاورة؟ 

بقلم: حدمين مولود سعيد.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *