-->

هل تزامن يوم الوحدة الوطنية الصحراوية مع يوم الوحدة الوطنية الأسبانية مقصودا أم هو صدفة؟


يوم 12 أكتوبر من كل سنة يُخلد الصحراويون يوم الوحدة الوطنية الذي أصبح ذكرى وطنية لمؤتمر عين بنتيلي الذي انعقد بنفس التاريخ سنة 1975م.
في التاريخ الأسباني يوم 12 اكتوبر هو ذكرى وطنية كبيرة، وتحمل، أيضا، اسم ذكرى الوحدة الوطنية أو اليوم الوطني الأسباني. 
بالرجوع إلى التاريخ الأسباني يوم 12 اكتوبر هو يوم اكتشاف أمريكا سنة 1492م من طرف كريستوبال كولون، وهو التاريخ الذي تم تحويله فيما بعد إلى ذكرى " توحد الأعراق” Día de la Raza"؛ أي توحد الأوروبيون مع السكان الأصليين في امريكا الاتينية أصبحوا عرقا واحدا. بعد ذلك تم تغيير الاسم ليصبح يوم 12 اكتوبر هو ذكرى " للهوية الأسبانية"؛ أي تنصهر الهوية والثقافة الأسبانية في شبه الجزيرة الايبيرية مع الهوية في أمريكا اللاتينية. اليوم تحتفل كل الدول التي كانت تستعمرها أسبانيا في أمريكا اللاتينية بيوم 12 اكتوبر كذكرى للوحدة والثقافة(Día de la Hespanidad)، وتحتفل به أسبانيا منذ سنة 1987م على أساس أنه اليوم الوطني الأسباني.
نعود إلى تزامن إعلاننا نحن للوحدة الوطنية يوم 12 أكتوبر، ونتساءل هل كان أختيار يوم 12 اكتوبر مقصودا لنصبح نحن، أيضا، نخلد يومنا الوطني مثلنا مثل الدول التي كانت تستعمرها أسبانيا، ونسميه يوم الوحدة الوطنية مثلما تسميه تلك البلدان، أم انه جاء صدفة فقط، وحمل كل تلك الحمولات التي تجعل بعضنا يفكر انه كان مقصودا حتى يربطنا مع أسبانيا مثلما ربط بها دول أمريكا الجنوبية التي كانت تستعمرها. هل جاء اليوم مقصوا حتى يفصلنا عن أسبانيا، ويجعل لنا نحن يوم وحدتنا الوطنية الذي يتزامن مع اليوم الاسباني حتى يفصلنا عنهم، ونصبح نحن نخلد يوم الوحدة الوطنية على أساس أنه يوم الوحدة الوطنية الصحراوية وليس يوم الوحدة بين أسبانيا والدول التي كانت تستعمرها هذه الأخيرة.
إن، نحن أمام إشكال تاريخي مستعصي وحقيقي. فإذا كان الذين أختاروا يوم 12 اكتوبر، أختاروه ليكون يوما وطنيا صحراويا، كانوا يريدون ربطنا بأسبانيا مستقبلا مثلما ارتبطت دول أمريكا اللاتينية بأسبانيا فهذا يطرح بعض التساؤلات، أما إذا كانوا يريدون فصلنا عن أسبانيا بتخليد يوم وطني صحراوي منفصل عن أسبانيا جوهرا واسما لكن في نفس اليوم والتاريخ فهذا أيضا يطرح بعض التساؤلات. 
وحتى نتغلب على جملة الإشكالات التي يطرحها أختيار يوم 12 اكتوبر كيوم وطني صحراوي متزامن مع اليوم الوطني الأسباني، وحتى لا يتم إحراج التاريخ وصانعيه، يجب أن ننحو منحى أنه كان صدفة فقط، وكم من صدفة حملت مفاجاءت. 
السيد حمدي يحظيه

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *