-->

الوضع في الكركارات بين الهدوء الحذر و معالم التفاقم


في مساحة لا تزيد على المئة و الخمسين متر يتجابهان الطرفان و بين هذا و ذاك تقف الأمم المتحدة ممثلة في بعثتها إلى الصحراء الغربية المبنورسو لعلها تجد طريقا نحو تسوية سلمية يمكنها أن تعيد مياه مشكل الكركارات إلى مجاريها .
فمنذ منتصف أغسطس آب الماضي و بعد محاولة المغرب القفز على الشرعية الدولية و خرقه للبند رقم واحد من اتفاقية وقف إطلاق النار بين جبهة البوليساريو و المغرب في سنة واحد و تسعين و تحت مبرر مكافحة الإرهاب و الجريمة العابرة للحدود حاول الأخير الخروج من الحزام الذي شيده على طول الصحراء الغربية بطول 2700كلم مقسما بذالك الأرض و الشعب منذ ثمانينيات القرن الماضي حاول تحت هذه المبررات الواهية تعبيد الطريق الرابط بين آخر نقطة تحت سيطرته من إقليم الصحراء الغربية و الحدود الشمالية لموريتانيا و التي لا تبعد إلى عدة كيلومترات من هناك إلى أن جبهة البوليساريو رأت في الأمر خرق لبنود الاتفاق و محاولة جديدة من المغرب لضم المنطقة تحت مبرر مكافحة التهريب و الإرهاب فراسلت الأمم المتحدة التي لم تحرك ساكن في الأمر بعدها فهمت البوليساريو الرسالة و باشرت في نشر قواتها بالمنطقة لصد أي خرق مغربي و لتأكيد على اجودها في الأراضي المحررة من الصحراء الغربية .
أجبرت البوليساريو المغرب على التراجع في مشروع تعبيد الطريق و وضعت حراسات عسكرية في تماس مباشر مع قوات الجيش الملكي المغربي قبالة المعبر و فرضت على الأمم المتحدة التواجد المستمر في المنطقة 
زار الأمين العام للجبهة و رئيس الجمهورية الصحراوية السيد ابراهيم غالي رفقة وزير دفاعه و قادة عسكريين آخرين المنطقة لتفقد وحدات الجيش الصحراوي المتمركزة في عدة نقاط متفرقة هناك و كان من ضمن برنامج الزيارة الميدانية زيارة وحدات عسكرية خفيفة على سواحل المحيط الأطلسي و إلتقاط صور تذكارية افاضت كأس مشكل الكركارات زد على ذالك تعليماته الصارمة التي وجهها للقادة الميدانيين في الجيش الصحراوي بضرورة الرد المباشر و القاسي على أي استفزاز معادي يمكنه المساس بسلامة الأراضي المحررة من الصحراء الغربية و أعطائه إشارة انطلاق بناء مقرات و قواعد عسكرية ثابتة في منطقة الكركارات و ضواحيها.
بعد كل هذا و بعد الاندهاش الكبير في المغرب و بعد صمت طال شهور عقد الجنرال بوشعيب عروب قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الملكي المغربي اجتماع مع عدة قادة في الجيش المغربي بجنوب المغرب و تمت من خلال هذا الاجتماع إعطاء الأوامر إلى تشكيلات من الجيش متمركزة بجنوب المغرب و في داخله بتحرك باتجاه أقصى الجنوب و بتحديد منطقة بئر كندوز المحتل للرد على تحركات البوليساريو و زيارة قائدها للمنطقة ...
تحركت التشكيلات المغربية نحوا وجهتها جنوبا و بدأت البوليساريو بتشييد مقراتها العسكرية في الكركارات و تمشيط المنطقة من خلال دوريات عسكرية و بدأت حركة العبور في المعبر المذكور في انخفاضها تخوفا من أي انزلاق قد يحدث في أي لحظة و شوهدت طوابير شاحنات الخضر المغربية متوقفة عند بوابة المعبر منذ أيام ، 
كما ذكرت مصادر أخرى بأن موريتانيا باشرت في تغيير بعض القوانين المنظمة للسلع القادمة من المغرب عبر بوابة داخلة انواذيبو كما بعث بمسؤولين ساميين في الدولة الموريتانية إلى الجزائر الشيء الذي يطرح عدة استفهامات حول مستقبل بوابة المملكة المغربية الوحيدة نحوا أفريقيا .
فهل تعصف الأيام القادمة بهدوء الكركارات الحذر ؟

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *