-->

صفحات من التاريخ: اليوم الثالث من جلسات محاكمة مجموعة اكديم ازيك أمام القضاء العسكري بالرباط


صفحات من التاريخ:
قبل البدء بمحاكمة معتقلي قضية " اػديم إزيك " بتاريخ 26 / 12 / 2016 :
تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان CODESA يتطرق بتفصيل لسلسلة من جلسات محاكمة مجموعة المدافعين عن حقوق الإنسان و المعتقلين السياسيين الصحراويين أمام القضاء العسكري بالرباط / المغرب
في الفترة الممتدة من 08 إلى 17 فبراير / شباط 2013 
02 ـ اليوم الثالث ، جلسة 10 فبراير / شباط 2013 :
كان دخول المعتقلين السياسيين الصحراويين خلال هذا اليوم على الساعة 09 و 47 دقيقة ( 09h47mn ) صباحا ، رافعين شارات النصر و يرددون شعارات " لا بديل، لا بديل عن تقرير المصير " و " شعب الصحراء سير، سير نحو النصر و التحرير " و " يا مغرب، و يا محتل الاستقلال هو الحل " و منشدين النشيد الوطني الصحراوي.
و في حدود الساعة 09 و 55 دقيقة ( 09h55mn ) تم إدخال المحجوزات موضوعة في صناديق مشبكة تنفيذا لأوامر رئيس المحكمة و بناء على ملتمس تقدم به محام الدفاع.
و في حدود الساعة 10 و 47 دقيقة ( 10h47mn ) دخلت هيئة المحكمة ، حيث تأكد رئيسها من حضور المعتقلين المتابعين في حالة اعتقال ، باستثناء " أحمد السباعي " المرتبط برخصة طبية و الشاب الصحراوي " حسنة اعليا " ، الذي أكد رئيس هيئة المحكمة بمسطرة البث أو الاعتقال الغيابية الجارية في حقه .
ناد رئيس المحكمة على المترجمين للغات الأجنبية ( الفرنسية و الإنجليزية و الاسبانية ) و أمرهم بترجمة ما واقع ل " أحمد السباعي " و تطورات وضعه الصحي بعد نقله و فحصه بمستشفى محمد الخامس العسكري ، و الذي يتواجد بالسجن نتيجة منحه 48 ساعة للراحة.
و مرة أخرى تقدم محام الدفاع بإرجاء مناقشة الملف على حضور " أحمد السباعي " ، لكن رئيس المحكمة رفض ملتمس الدفاع ، مقررا أنه و بما أن هذا المتهم لم يرد اسمه في جميع تصريحات المتهمين ، فإن مصالحه لم تتضرر بغيابه ، و أنه كلما ظهر أن اسمه ورد في تصريحات موالية سيعمل بصفته رئيسا للمحكمة على توفير كافة الضمانات لإطلاعه على ما جرى في غيابه ، مؤكدا على مواصلة مناقشة القضية.



و في نفس الوقت ، ناد على شهود النفي و الإثبات و طالبهم بالالتحاق بقاعتي الشهود إلى حين المناداة عليهم.



و التمس محام الدفاع من رئيس المحكمة ما إذا كان لا زال لم يحن موعد المناداة على لائحة الشهود التي سبق و أن طالبوا الهيئة بالاستعانة لشهادتهم ، بأن يمنحهم الفرصة لمغادرة المحكمة مع تحديد موعدا محددا لاستدعائهم.



و ناد مجددا رئيس المحكمة على جميع الشهود و أمرهم بمغادرة قاعتي الشهود و المحكمة على أن يحضروا الجلسة ابتداء من الساعة 09 صباحا ( 09h00mn ) صباحا بتاريخ 13 فبراير / شباط 2013 .









و ناد رئيس المحكمة على المعتقل السياسي الصحراوي " التاقي المشضوفي " الذي مثل أمام الهيئة و هو يردد شعار " لا بديل، لا بديل عن تقرير المصير " و " الدولة الصحراوية هي الحل ".



و تمت مواجهته بتهم:

ـ تكوين عصابة إجرامية.

ـ العنف في حق القوة العمومية أثناء مزاولتهم لمهامهم المفضي للموت بنية إحداثه.



التمس في البداية " التاقي المشضوفي " من رئيس المحكمة منحه وقتا كافيا للدفاع عن نفسه ، حيث افتتح بآية قرآنية تدعو للتحلي بالصبر ، معتبرا أن الشعب الصحراوي لا زال يتحلى بالصبر ، بالرغم من القمع الممارس ضده.



و في رده على التهم المنسوبة إليه ، أعتبر أن مخيم أكديم إزيك لم يكن يضم مجرمين أو قتلة ، بل كان يضم آلاف المدنيين الصحراويين الذين كانوا يطالبون بحقوقهم و ثرواتهم الطبيعية و يطالبون بتقرير المصير المكفول ضمن المواثيق الدولية لحقوق الإنسان ، و هؤلاء نزحوا بعد أن ملوا من التعذيب و هتك الحرمات من طرف الاحتلال المغربي ، اختاروا هذا الشكل السلمي للمطالبة بحقوقهم ، و هذا من حقهم.



و أضاف يقول إنه و بعد أن اتخذت الدولة المغرية قرار التدخل الغير قانوني ضد 30 أو 40 ألف من النازحين ، سمع النداء من طائرة الهيلوكبتر و استجاب لهذا النداء و توجه إلى مدينة العيون قبل أن يتعرض للاعتقال من قبل الدرك المغربي ، و بعد أن حاول مساعدة امرأة عجوز رفقة 05 من بناتها ، كانت هذه العجوز لا تقدر على الوقوف و كانت خائفة من شدة ما عاينته من ضرب بالهراوات و خراطيم المياه و الرصاص المطاطي و القنابل المسيلة للدموع ، مؤكدا أنه تقدم لمساعدة هذه المرأة و بناتها لهدف إنساني ، لكنه أعتقل و منع من مساعدة المرأة العجوز لإيصالها إلى مدينة العيون ، ليتعرض للاعتقال بشكل همجي من طرف 08 إلى 12 عنصر من الدرك قاموا بضربه و سبه و شتمه و توجهوا به إلى مخيم يوجد شرق مخيم اكديم إزيك ، و هناك تعرض أيضا للتعذيب و تم جره إلى شاحنة عسكرية بها قوات من الجيش و القوات المساعدة و الذين يتراوح عددهم ما بين 15 إلى20 شخصا ، ورموه في الشاحنة كما ترمى الذبيحة ، حيث تمت ضربه بالهراوات و إخضاعه للفلقة لمدة حوالي 20 دقيقة و بعد ذلك نقل عبر سيارة عسكرية إلى سرية الدرك ، و هو مكبل اليدين بأصفاد من البلاستيك قبل أن يضرب على الرأس بواسطة سلاح رشاش.



و ظل لمدة 05 أيام يخضع للتعذيب و الممارسات المشينة ، و التي بلغت إلى حدود تجريده من ملابسه و تعصيب عينيه و تكبيل يديه ، كان يشعر أن مجموعة من المعتقلين كانوا معه يتعرضون هم الآخرون للتعذيب و التعنيف و الحرمان من النوم مع سكب البول و الإرغام على شربه.



و في اليوم الخامس وجد نفسه ينقل على متن طائرة عسكرية ، حيث نقل بطريقة لا إنسانية مكبل اليدين و معصوب العينين و يخضع للضرب و التعنيف و السب و الشتم ، و حتى و هو داخل المحكمة تعرض للتعذيب داخل القاعة التي يحاكم بها.



و أثناء مثوله أمام قاضي التحقيق كانت آثار التعذيب بادية على جسده و أن لباسه الأبيض تحول إلى لباس أحمر ملطخ بالدم بسبب التعذيب ، و بالرغم من ذلك فهذا القاضي لم يسأله عن وضعه و حالته الصحية ، بل قام فقط بسؤاله عن التهم المنسوبة إليه و بإحالته على سجن سلا الرهيب ، حيث تعرض من جديد للتعذيب بإشراف من المندوب العام لإدارة السجون " حفيظ بن هاشم " ، و ظل من الساعة 10 ليلا إلى الصباح مجردا من ملابسه و مربوطا مع باب حديدي كالحيوان في ساحة باردة دون أكل أو شرب و يخضع للضرب من طرف الموظفين " حسن الحفاظ " و " حميد العيساوي ".



و داخل هذا السجن كنا ـ يقول ـ في زنازين انفرادية ، التي و في أول ليلة جاءه المندوب العام لإدارة السجون " حفيظ بن هاشم " و استفزه و نعتنه بالانفصالي و المرتزق و أرغمه على الانحناء و الجلوس على ركبتيه و عيناه في الأرض ، و ظل رفقة رفاقه مدة 05 أشهر يتعرضون للإهانة و محرومون حتى من الكلام و من الفسحة ورؤية الشمس ، مؤكدا أنه طالب أحد ضباط المحكمة العسكرية الذي زارهم بالسجن بالفسحة ورؤية الشمس فقال له " هل آتيك بالشمس في المرة القادمة في كيس بلاستيكي ؟".



و بالنسبة للتهم الموجهة ضده أكد أن المواطنين الصحراويين عندما نزحوا طالبوا بحقوقهم بطرق سلمية ، و أنه كمواطن صحراوي ينتمي للشعب الصحراوي كان مشاركا في هذا النزوح ، طاعنا في محاضر الضابطة القضائية كونها ليست حقيقية و موزورة ، و أنه ورفاقه ليسوا بمجرمين أو قتلة هم أبطال في نظر الشعب الصحراوي ، و الذي يتحمل المسؤولية فيما حدث هو الدولة المغربية .



يوقفه رئيس المحكمة و يسأله عن مستواه الدراسي ، فيرد الثالثة إعدادي ، لكنه ـ يقول ـ باستطاعته بحكم التجربة فهم الأشياء و له قدرة على التواصل ...



يقول له رئيس المحكمة، إن يدي بيضاء ...



يرد " التاقي المشضوفي " و انأ ضراعتي ( أي زيه الصحراوي ) بيضاء و ستبقى بيضاء ، معتبرا أن نزوحه و باقي المدنيين الصحراويين كان نزوحا من أجل المطالب و ليس بهدف ارتكاب الجرائم ...



و في نفس الوقت ، تساءل" التاقي المشضوفي " كيف لنداء من الطائرة و في وقت مبكر أن يتم إخلاء أ و إجلاء 30 ألفا من المدنيين ؟؟؟..

و حيى شهداء القضية الوطنية و الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب و المراقبين الدوليين،



يوقفه رئيس المحكمة،

و يسأله ممثل النيابة العامة، هل قام بتوقيع محضر الضابطة القضائية،

يجيب المحضر لم يراه و لم يقرأ عليه و ما تضمنه من تصريحات ليست صادرة من عنده وهي بالأكيد مزورة.

سأله هل تعرف الشيخ بنگا ؟

أجاب، لا و بأنه عرفه فقط في سرية الدرك ، و هو أيضا تعرض للتعذيب و سكب البول على جسده و تم تهديده بالاغتصاب ، مذكرا بأن المحاضر جاء فيها أن هؤلاء المعتقلين كانوا يحتجزون أطفال و نساء و عجزة بخيم اكديم إزيك ، في حين أن هؤلاء هم من يقف اليوم منددا باعتقالنا و مشاركا في الوقفات الاحتجاجية السلمية المطالبة بإطلاق سراحنا ... و هم من يرفع شعارات مطالبة بتقرير المصير و الاستقلال و منادية بحياة جبهة البوليساريو و مستنكرة لمثولنا بالمحكمة العسكرية ...

يطلب ممثل النيابة العامة الكلمة من رئيس المحكمة ، مدليا بنسخة من النطق بالحكم صادر عن المحكمة العسكرية بالرباط بتاريخ 29 غشت 2009 ، حيث أصدرت هيئة المحكمة حكما مدته 04 أشهر سجنا نافذا في حق " التاقي المشضوفي " بتهمة الفرار من الجندية.

و يحتج الدفاع على هذا الإجراء ، و تقع مشادات كلامية مع ممثل النيابة العامة أدت برئيس المحكمة في حدود الساعة 11 و 35 دقيقة ( 11h35mn ) لرفع الجلسة لمدة 15 دقيقة، 



و في حدود الساعة 11 و 45 دقيقة ( 11h45mn ) ، انطلقت من جديد مناقشة ملف القضية ، حيث تمت المناداة من جديد على المعتقل السياسي الصحراوي " التاقي المشضوفي "،



و توجه رئيس المحكمة بسؤال ممثل النيابة العامة عن سبب إدلائه بنسخة الحكم الصادر في حق المتهم " التاقي المشضوفي "،

فأجاب ممثل النيابة العامة بقوله أنه أدلى بذلك من أجل أن يؤكد أن المعتقل " التاقي المشضوفي " سبق و أن حوكم بهذه القاعة ، و أنه يفتري على المحكمة بإدعائه أنه عذب بداخل هذه القاعة،



و أخذ الكلمة " التاقي المشضوفي " و صرح أنه لم يقل أنه لم يحاكم بهذه القاعة ، لكنه استطاع أن يرى الآية القرآنية الموضوعة بهذه القاعة بعد أن تمكن من إزالة جزء من خرقة الثوب الموضوعة على عينيه ، و لا يعرف إن كان قد عذب و رفاقه بهذه القاعة أو قاعة أخرى ، و أضاف أنه كان معه 05 معتقلين يمكن سؤالهم إن كانوا قد عذبوا قبل أن يمثلوا أمام قاضي التحقيق.



بقاطعه رئيس المحكمة ، و يسأله من كان معك من المعتقلين،

يجيب التاقي المشضوفي ، بأنه كان برفقته " النعمة أصفاري " و " محمد بوريال " و " الشيخ بنكا " و " محمد باني " و " محمد الأيوبي "،

فقام رئيس المحكمة و ناد على هؤلاء المعتقلين و سألهم ما إن كانوا قد تعرضوا للتعنيف و التعذيب داخل قاعة المحكمة،



فأجاب كل هؤلاء المعتقلين ، بنعم.



ليعطي رئيس المحكمة الفرصة لمحامي الدفاع لطرح الأسئلة على المتهم من قبيل:



هل قام بقتل أحد أو ساهم أو حرض أو أعطى أموالا لأحد من أجل ممارسة العنف ضد القوة العمومية ، و هل تلقى أموالا من أي أحد من أجل ممارسة العنف أو هل ركب سيارة ذات الدفع الرباعي دهست رجال من القوة العمومية ؟؟؟،



فكان المعتقل السياسي الصحراوي " التاقي المشضوفي " يجيب بالنفي.



كما سأل عن من كان يسير المخيم ؟ ،



فأجاب أن المواطنين الصحراويين هم من كانوا يسيرون أنفسهم بأنفسهم و كل عائلة بالمخيم كانت تعيل نفسها،



و عن سؤال ما إذا كان يعرف النعمة أصفاري، أجاب أنه عرفه فقط بالسجن.



و سأله الدفاع أيضا عن من عذبوه داخل السجن ، فأجاب " حسن محفاظ " و " يونس البوعزيزي " و " حميد العيساوي " و المندوب العام لإدارة السجون " حفيظ بن هاشم " الذي عرضه للإهانة و قام بسبه و شتمه.



و بناء على هذا التصريح ، التمس محام الدفاع من هيئة المحكمة و طبقا للفصل 305 من قانون المسطرة الجنائية بتضمين و تسجيل هذه الأسماء في محضر كاتب الضابط.







و في حدود الساعة 12 و 15 دقيقة ( 12h15mn ) قبل الزوال ، ناد رئيس المحكمة على المعتقل السياسي " محمد لمين هدي "، الذي مثل أمامه و هو يردد شعار " نعم سنموت ، و لكننا سنقتلع الخوف من شعبنا " و " لا بديل،لا بديل عن تقرير المصير ".



وواجهه رئيس المحكمة بتهم:

ـ تكوين عصابة إجرامية.

ـ العنف في حق القوة العمومية أثناء مزاولتهم لمهامهم المفضي للموت بنية إحداثه. 



و بدأ " محمد لمين هدي " بتقديم الشكر للبرلمان الأوربي و المراقبين الدوليين و هيئة الدفاع و المنظمات الحقوقية الدولية و المغربية و على رأسها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان و كل المتضامنين.



وواصل شهادته قائلا " أنا إنسان مسالم لم أرتكب قي حياتي أي جرم و حاصل على رخصة الثقة ... كنت من رواد انتفاضة الاستقلال سنة 2005 ، و حضرت الندوة الدولية بالجزائر حول احترام تقرير مصير الشعوب ، الشعب الصحراوي نموذجا ... أعتقلت على أساس موقفي من قضية الصحراء و نشاطي الحقوقي وزيارتي للجزائر و مخيمات اللاجئين الصحراويين ... توقف نشاطي إذن من يوم اعتقالي و لم أكن حاضرا بمخيم اكديم إزيك ، لأنني كنت اعمل سائقا لسيارة طاكسي صغيرة و لا أجد الوقت للمشاركة في هذا المخيم ... كنت بمنزل عائلتي بشارع مزوار تاريخ الهجوم العسكري على المخيم ... كان اعتقالي بتاريخ 20 نوفمبر 2010 من مقهى صحراء لاين بالعيون المحتلة ... " .



يوقفه رئيس المحكمة ، و يسأله عن مجموعة من الأسماء ذكرت في ملف المتابعة ، فأكد أنه لا يعرفها ، مؤكدا أنه تعرض للتعذيب و الضرب و التعنيف و أرغم على توقيع محاضر الضابطة القضائية دون أن يمنح فرصة قراءتها أو حتى أن يراها ، كما صرح عن تعرضه رفقة سيدي عبد الرحمان زيو للتعذيب بهذه القاعة و هو معصوب العينين و مكبل اليدين ، و حين مثوله أمام قاضي التحقيق كشف له عن آثار التعذيب على مستوى يديه و الرأس ، فقال له هذا ليس من اختصاصي .



يقاطعه رئيس المحكمة ، و يتلو عليه بعض التصريحات المتضمنة في محاضر الضابطة القضائية،



و أجاب " محمد لمين هدي " بأنه ينفي كل هذه التصريحات ، معتبرا أنه لم يستنطق حولها و لم يدل بأي معلومة في شأنها ، و كان المحققون معه يستنطقونه حول مشاركته في الندوة الدولية بالجزائر ...



و يعود لظروف و ملابسات اعتقاله ، ليؤكد أنه تعرض للاختطاف و ليس الاعتقال من طرف 04 ضباط بزي مدني من فندق صحراء لاين و تم اقتياده إلى سرية الدرك ، حيث تعرض للتعذيب و هدد بمحاولة اغتصابه و اغتصاب عائلته و أرغم على الهتاف بحياة ملك المغرب قبل أن ينقل في طائرة إلى المحكمة العسكرية ، حيث تم الاعتداء عليه و إهانته ...



و بداخل السجن تعرض لسوء المعاملة بعد أن جرد من ملابسه و سكب الماء البارد عليه و ظل لعدة شهور بغرفة انفرادية ، و ذكر أنه تعرض لاعتداءات متكررة و مضايقات مختلفة من قبل الموظفين " يونس البوعزيزي و " حميد العيساوي " و " حسن المحفظي " و آخرين.



و أجاب عن أسئلة النيابة العامة التي تركزت على توقيعه محاضر الضابطة القضائية و عدم تصريحه لقاضي التحقيق أنه تعرض للتعذيب كما أفاد بذلك ممثل النيابة العامة.

كما أجاب بالنفي للأسئلة التي طرحها الدفاع و المتعلقة في ارتكابه جرائم قتل أو اتفاقه مع أحد قي استهداف القوة العمومية و أسئلة أخرى متعلقة ما إن كان خطط مع أحد أو تلقى أموالا أو أية وسائل للقيام بأعمال عنف أو المشاركة فيها.



و بمجرد أن أمره رئيس المحكمة بالرجوع إلى مكانه ، قام برفع شعار " يا مغرب، يا محتل الاستقلال هو الحل ".







و في حدود الساعة 12 و 40 دقيقة ( 12h40mn ) ناد رئيس المحكمة على المعتقل السياسي الصحراوي " إبراهيم إسماعيلي " الذي مثل أمام الهيئة مرددا شعار " لا بديل، لا بديل عن تقرير المصير ".



وواجهه رئيس المحكمة بتهم:

ـ تكوين عصابة إجرامية.

ـ العنف في حق القوة العمومية أثناء مزاولتهم لمهامهم المفضي للموت بنية إحداثه.



قبل أن يجيب على التهم المنسوبة إليه، حيث اعتبر " إبراهيم إسماعيلي " محاكمته ورفاقه غير عادلة و غير شرعية ، كونه مدافعا صحراويا عن حقوق الإنسان و و كونه مدنيا يمثل أمام المحكمة العسكرية.



تدخل رئيس المحكمة ، ورفع الجلسة لمدة 10 دقلئق ،



و بدأت المناقشة من جديد في حدود الساعة الواحدة ( 13h00mn ) زوالا ، حيث قام " إبراهيم إسماعيلي " بتقديم الشكر للمراقبين الدوليين و هيئة الدفاع و المتضامنين و المنظمات الدولية الحقوقية و المغربية ، و على رأسها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان.



و قدم أمام المحكمة شهادته قائلا فيها " أنا المدافع الصحراوي عن حقوق الإنسان إبراهيم إسماعيلي تعرضت للاختطاف سنة 1987 رفقة العشرات من المواطنين الصحراويين فيما عرف بمجموعة البعثة ، وضعت و أنا طفل لا يتجاوز عمري 17 سنة في مكان أجهله ، و قضيت 08أشهر بثكنة البير التابعة للقوات المساعدة و ثكنة التدخل السريع التابعة للشرطة المغربية ، حيث تعرضت للتعذيب و التنكيل و تعرض المختطفين معي للتعذيب بشكل أدى إلى استشهاد الشاب الصحراوي " الخليل عياش " ... و أدى هذا الاختطاف إلى منعي من متابعة دراستي ، كما أنه و منذ ذلك الوقت و أنا مطاردا و تصادر السلطات المغربية حقوقي ... تعرضت للتوقيف رفقة نشطاء حقوقيين صحراويين بتاريخ 06 أكتوبر 2009 و تم تجريدي من جميع وثائقي و هاتفي النقال و منعت من السفر إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين عبر التراب الموريتاني ... و بعد 04 أشهر قامت السلطات المغربية باستدعائي رفقة هؤلاء النشطاء و إرجاعي وثائقي و هاتفي النقال في اليوم الثاني من المفاوضات الغير مباشرة بين المملكة المغربية و جبهة البوليساريو ، أي أن وثائقي عادت لي بضغط من الأمم المتحدة و من السيد كريستوفر روس الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ... شاركت في الندوة الدولية " حق الشعوب في تقرير المصير، حالة الشعب الصحراوي كنموذج " المنعقدة بالجزائر و التي حضرتها أكثر من 30 دولة من مختلف القارات ... و ما مشاركتي في هذه الندوة و ندوات أخرى إلا دليل على أنني متشبع بمبادئ حقوق الإنسان و أتمتع بقدرة من التفكير و احترام الآخر مقدرا حقي و حقه في العيش و الحق في الحياة ... لا يمكن نعتنا بالقتلة ... نحن شعب متسامح و يقدر الآخر ، لكنه لا يرض أن تهان كرامته ... و هنا أذكر جولة كروستوفر روس و لقاءه مع المسؤولين المغاربة الذين أكد لهم أن الصحراويين شعب مسالم و غير إرهابي ... لماذا أنا موجود أمام هذه المحكمة و توجه لي تهما من قبيل تكوين عصابة إجرامية و القتل ؟...



و هي تهم السيد الرئيس نأمل من خلالها أن تقدم في شأنها هيئة المحكمة أدلة مقنعة و قرائن واضحة ، و لا تصدر في حقنا أحكاما في تهم لم نقم على ارتكابها ... فنحن و حتى من باب النوايا لا يمكن أن نقتل أفراد القوة العمومية أو نرتكب جرما معينا ... إنني أتضامن مع عائلات الضحايا و أقول لهم لسنا نحن من قتل أبناءكم و لسنا من ذوي السابق ...



إنني أبلغ من العمر 43 سنة و متزوج و أب ل 05 أبناء فكيف و أنا أب أن أفكر في ارتكاب جرائم تمس من الحق في الحياة ؟ كيف لي أن أفعل ذلك و أنا متشبع بمبادئ حقوق الإنسان ؟ ... إن اعتقالنا هو ظلم ، لأنه يعود لموقفي السياسي من قضية الصحراء الغربية و نشاطي الحقوقي و زيارتي لمخيمات اللاجئين الصحراويين و لقائي مع قيادات جبهة البوليساريو بشكل علني و ليس سري ...



إنني أتساءل كيف للمغرب أن يقبل بتبادل الزيارات بين العائلات الصحراويين و يقوم على منعنا نحن النشطاء من زيارتهم فبعد اعتقاله ل 07 مدافعين عن حقوق الإنسان كنت أنا من ضمن الوفد الثاني الذي زار المخيمات و كنا سنعتقل لولا الضغط الدولي و توصيات البرلمان الأوربي ... ".



و في تطرقه لاعتقاله الأخير قال " إنني تعرضت للاختطاف على الساعة 11 و 30 دقيقة ليلا يوم 09 نوفمبر 2010 بعد مداهمة منزلي من طرف كوموندو خاص كل أفراده كانوا مقنعين و مدججين بأسلحة رشاشة بعد محاصرة المنزل و مختلف الأزقة المحيطة به بشكل رهيب و مخيف ... و تم الاعتداء علي و ضربي أمام زوجتي و أبنائي و أشبعت سبا و شتما أمامهم و تم العبث بجميع محتويات منزلي و منزل عائلة زوجتي ، كما تم اعتقالي رفقة أخ زوجي كما أعتقل مواطنيين مغربيين و تم اقتيادهما معنا قبل أن يتم إخلاء سبيلهما بسبب هوتهما المغربية ... في حين صوب أحد عناصر الشرطة مسدسا اتجاه رأسي قائلا الآن جاء دورك و سيتم تصفيتك ... تعرضت للتعذيب و للتعنيف داخل سيارة الشرطة ، حيث عصبت عيناي و كبلت يداي إلى الوراء و نقلت إلى مكان أجهله تعرضت خلاله للتعذيب أيضا و التهديد بالاغتصاب لي و لزوجتي ...



كان هذا التعذيب مشينا و مهينا تمنيت أن أموت لأرتاح من هذا العالم ... كان ما وقع لي هو تصفية حسابات سياسية ، فمنذ اعتقالي و أنا أتعرض للتعذيب و لا أعرف ماذا فعلوه بي أثناء تعليقي ... كلما أتذكر هو أنني في لحظات لم أعد فيها قادرا على الوقوف أو الجلوس ، بالرغم من ذلك استمر التعذيب بمقر الشرطة و بداخل المحكمة و مثلت أمام قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بالعيون في حالة يرثى لها و قلت له إنني تعرضت للتعذيب ، لكنه رد علي أنه لا يمكن أن أتعرض لذلك و اكتفى بإحالتي على السجن المحلي ، حيث تعرضت أيضا للتعذيب رفقة حوالي 143 معتقلا عذبت من طرف موظفين تحت إشراف المدير " عبد الإله الزنفوري " ... كنا نرغم بالنداء على الموظفين ب " الحاج " و هو نفس الاسم الذي كنت أنادي به مختطفي بثكنة البير و ثكنة التدخل السريع بالعيون أثناء اختطافي و مجموعة من المواطنين الصحراويين سنة 1987... و بداخل هذا السجن تم ضرب و تعذيب النساء من طرف عناصر الشرطة و تم إسماعهن كلاما ساقطا ... فمن الممكن أن نهان نحن الرجال ، لكن لا يمكن أن نقبل أن تهان كرامة المرأة ...



جردت من ملابسي داخل السجن و عذبت بالشكل الذي عذبت به في مخفر الشرطة ... زج بي في غرفة لا تتعدى مساحتها 04 متر مربع كان بداخلها 45 معتقلا ... كان النوم صعبا لم أمنح الفرصة في الاتصال بعائلتي و بدفاعي و لم أتمتع بالزيارة العائلية إلا بعد مرور شهر لمدة 05دقائق و من وراء شباكين داخل قاعة صغيرة كنت أخرج منها و لا اسمع ما قاله لي أفراد عائلتي التي قضت قرابة الشهر و هي تبحث عن الكشف عن مصيري ... لكن و بعد مرور أيام من اعتقالي فوجئت بمطالبتي من طرف رجال الدرك ، حيث وجدت داخل إدارة السجن الكولونيل " عبد الرحمان الوزنة " و 03 من مرافقيه و مورس علي الضرب و السب و الشتم و أرغمت على البصم و أنا مقيد اليدين على محضر أجهل محتواه .. سألت مرة أخرى عن نشاطي الحقوقي وزيارتي للجزائر و مخيمات اللاجئين الصحراويين ... تعرضت للضرب من طرف المسؤول عن الدرك " عبد الرحمان الوزنة " ، هذه الممارسات صدرت من مسؤول فماذا ننتظر من موظف بسيط يمتثل لأوامر مسؤوليه ؟؟؟ .... مورس علي الميز العنصري ..."



يقاطعه الرئيس ، و يسأله عن يوم 08 نوفمبر 2010 ، فأجاب لم أكن أبدا متواجدا بمخيم اكديم إزيك و كنت بمنزلي بالعيون ، حيث كان اختطافي ، و هو ما صرحت به لقاضي التحقيق ، نافيا كل التهم المنسوبة إلي جملة و تفصيلا،



سأله هل تعرف النعمة أصفاري و الديش الضافي، نعم أعرف النعمة أصفاري كناشط حقوقي و التقيت به بالندوة الدولية المنعقدة بالجزائر ، أما الديش الضافي فأنا لا أعرفه.



سأله ممثل النيابة العامة عن لماذا أبصم ، فأجاب بأنه أبصم و هو مقيد اليدين و تحت الضغط و الإكراه،

و رد على مجموعة من أسئلة محام الدفاع ، نافيا أن يكون قد ارتكب جريمة قتل أو ساعد أحد على ارتكابها أو قدم أموالا لأحد من أجل ارتكاب عنف و خطط مع أحد من أجل مواجهة القوة العمومية، نافيا أيضا تواجده بمخيم اكديم إزيك في التاريخ الذي تعرض فيه للهجوم العسكري .







و في حدود الساعة الواحدة و 30 دقيقة زوالا ( 13h30mn ) ناد رئيس المحكمة عن المعتقل السياسي الصحراوي " الشيخ بنگا " الذي مثل أمام هيئة المحكمة و هو يردد باللغة الاسبانية " Sahara livre " أي " الصحراء حرة ".



و وجه له رئيس المحكمة التهم التالية:

ـ تكوين عصابة إجرامية.

ـ المشاركة في العنف في حق القوة العمومية أثناء مزاولتهم لمهامهم المفضي للموت بنية إحداثه.



و بدأ " الشيخ بنگا " معرفا بنفسه بأنه طالب بالسنة الأولى حقوق و بأنه تعرض للاعتقال مرتين من أجل مواقفه السياسية من قضية الصحراء الغربية المخالفة للنظام المغربي ... مقدما الشكر لهيئة المحكمة و مطالبا إياها بمنحه وقتا كافيا لتبسيط أفكاره و لمنحة الفرصة للدفاع عن نفسه كونه يدرك أن للحوار أدبياته ، مركزا على أن اعتقاله يعد تعسفا و مثوله و رفاقه أمام المحكمة العسكرية يتناقض مع المادة 10 و 14 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان و العهدين الدوليين ، مدافعا عن ضرورة علنية الجلسة و منددا بمصادرة حقه في التعبير طيلة فترة الاعتقال الاحتياطي التي تجاوزت سنتين و03 أشهر ...



و جاء في مرافعته أو شهادته ما يلي: " أنا أعتز بموقفي اتجاه قضايا العالم و كل المضطهدين ، تحية للشهيد " الوالي مصطفى السيد " و كل الشهداء و أحرار العالم ... الشكر و الاحترام لهيئة الدفاع و المراقبين الدوليين الذين تحملوا عناء السفر من أجل تسجيل هذا الموقف الإنساني ... لقد تم اعتقالي يوم 08 نوفمبر 2010 بمخيم " اكديم إزيك " ، حيث كان النزوح الذي ربما بمفهومه الطبيعي يحدث انطلاقا من تغير عوامل الطبيعة ، لكن النزوح الذي قام به الصحراويون هو نزوح على واقع آخر ـ واقع الصحراء ـ نحو البحث عن واقع تتوفر من داخله شروط الكرامة و الحرية ، واقع يتيح لكل الصحراويين بالمطالبة بحقوقهم ، و على رأسها الحق في تقرير المصير ، هذا النزوح داخل المخيم الذي كان بشهادة كبار المفكرين في العالم " نعيم تشومسكي " الذي اعتبره بداية للربيع العربي ... هو شكل حضاري راقي جسد البعد الحقيقي لقضية الشعب الصحراوي ضمن ثورات حدثت في العالم العربي ، و من بينها حركة 20 فبراير و هي حراك أرغم النظام المغربي على تغيير دستوره الذي يلغي المحاكم الاستثنائية في فصله 127 ... نحن إذ نحيي صانعي و مناضلي حركة 20 فبراير ، نقول نحن اليوم نحاكم في محكمة استثنائية اسمها المحكمة العسكرية ، مؤكدين على أن هذا الفصل اغتيل و اغتيل معه الدستور بعد عجز و عدم قدرة و شجاعة المسؤولين في المغرب على تنزيل الدستور و إحقاقه ديمقراطيا ...



يقاطعه رئيس المحكمة ، قائلا عن الدستور هو مطبق كما أن قانون المسطرة الجنائية لازالت سارية المفعول،



و يواصل " الشيخ بنگا" قائلا " جاء الاعتقال بمخيم اكديم إزيك ليس وليد فعل فجائي أو اعتباطي ، فلا بد من الإحاطة بالأمور بنوع من التفصيل و التدقيق ... هذا المخيم متكون من ساكنة الصحراء الغربية التي هي مصنفة في القانون الدولي كقضية تصفية استعمار طبقا لقرارات الأمم المتحدة التي تأمر بجلاء الاحتلال و بأن المينورسو متواجدة بالمنطقة تحت إشراف الأمم المتحدة و تنتظر تطبيق الشرعية الدولية ، و قضية الصحراء الغربية تحظى بمتابعة إعلامية دولية مهمة ... و لا يمكن مناقشة الملف في معزل عن سياقه العام ، على اعتبار أن الشعب الصحراوي عان سنوات من الحرمان و التشريد و القمع الممنهج الممارس من قبل الدولة المغربية ... إن الصحراويين خرجوا لرفض الواقع الذي نددت به مختلف المنظمات الدولية لحقوق الإنسان فمن قتل و قنبلة بالفوسفور الأبيض و الرمي من الطائرات و اختطاف آلاف المواطنين و الزج بهم في مخابئ سرية إلى تسميم الآبار ...



يوقفه الرئيس في حدود الساعة 02 و 15 دقيقة ( 14h15mn ) و يرفع الجلسة لمدة ساعتين.



و لم تنطلق مناقشة القضية إلا في حدود الساعة 04 و 23 دقيقة ( 14h23mn ) بالمناداة مجددا على " الشيخ بنگا" الذي استرسل في الكلام قائلا : " إن اعتقالي تنعدم فيه الشروط القانونية و قد تم بطريقة بشعة و فضيعة ، كنت نائما و فجأة استيقظت لأجد نفسي محصورا تحت أحدية قوات الجيش المغربي ، كانوا 08 أشخاص مقنعين بلباس أسود عرضوني للضرب و اللطم و تم تكبيل يدي و حملت كما تحمل الجثة في شاحنة و نظرت إلى المخيم يحترق ...



يقاطعه رئيس المحكمة،

و بالرغم من هذه المقاطعة واصل " الشيخ بنگا" كلامه بقوله " حقيقة إن مقاطعاتك المتكررة لي ستجعل الأمور أكثر ضبابية و غير مفهومة ، لذلك أطالبكم منحي الفرصة في التعبير ، أنتم قلتم بالأمس أنكم توفرون الممرضين و سيارة الإسعاف و الترجمة ، فأرجوا أن توفروا لنا فقط حرية الكلام ، لا نريد إلا الكلام ... لقد تم اعتقالي و أنا نائم و اعتقلت بذلك أحلامي ووضعت في شاحنة رميت داخلها كما ترمى القمامة معصوب العينين و مكبل اليدين قبل أن أجد نفسي بثكنة الدرك بالعيون ، حيث تعرضت للركل و الرفس و شتى الأساليب و للممارسات الحاطة من الكرامة الإنسانية ووضعت مع حوالي 66 شخصا في زنزانة كنا مكدسين داخلها ، مورست علينا ممارسات تعود لسنة 1975 تاريخ الاجتياح المغربي للصحراء الغربية بالدبابات و الجيوش ... كان استنطاقي من طرف ضباط لا أعرف جهاتهم و مسؤولياتهم و كنت أسأل عن موقفي من قضية الصحراء الغربية و عن الدولة الصحراوية و عن لماذا أطالب بتقرير المصير عبر الاستفتاء و عن علاقتي ب " أمنتو حيدار " و " علي سالم التامك " و " محمد المتوكل " الذي يتواجد في هذه الجلسة.



يقاطعه رئيس المحكمة، و يسأله عن محضر الضابطة القضائية،

يجيب " المحاضر التي تم تقديمها لم أطلع عليها و لم أناقش في فحواها و لا أعرف ماذا كتب و سطر فيها ، و ما سألت عنه من طرف المحققين هو موقفي من قضية الصحراء الغربية ... مفهوم و مضمون هذه التهم غريب جدا ، فأنا أنتمي لشعب ينبذ العنف ليس لأنه عاجزا عن تبنيه ، بل لقناعته و تربيته و احترامه لمبادئه ... لقد تمت مساومتي على أساس هذه الوقائع و عندما رفضت تم اقتيادي لأحاكم و كان ما كان ...إن كنا قد ارتكبنا هذه الجرائم فلماذا العالم يتضامن معنا ؟ ... فنحن تم تجريمنا حتى قبل مثولنا أمام المحكمة و قبل أن يقول القضاء كلمته ... تم تجريمنا بالبرلمان المغربي و من طرف مسؤولين مغاربة ...



يقاطعه رئيس المحكمة، اترك المسؤولين و تحدث عن الدعوى العمومية ...



يواصل " الشيخ بنگا" كلامه " نعم تم تجريمنا من قبل مسؤولين ، و هذا يعد ضربا و مسألة خطيرة تشوش على القضاء و هي ورقة تستغل دائما للضغط على القضاء إلى جانب الحملات الإعلامية المغرضة و ما كتبته الجرائد و صرح به قادة بعض الأحزاب بشكل يزرع الأحقاد و يشوه الحقائق لدى الشعب المغربي الشقيق ... إن محاولة إلباس الشعب الصحراوي العنف و الإرهاب مسألة فاشلة كما فشلت مخططات أخرى منذ 36 سنة ..."



يسأله ممثل النيابة العامة عن توقيعه على محاضر الضابطة القضائية عند الدرك...



يجيب، بأنه لا يذكر إن كان قد وقع أو أبصم و أنه إن كان قد فعل فهذا تم تحت التعذيب..



يسأله ممثل النيابة العامة ، هل عند قاضي التحقيق لم تصرح بأنك تعرضت للتعذيب ؟ .



يجيب بالنفي و أنه ليلة مثوله أمام قاضي التحقيق جاءه رجال الدرك بهذه القاعة و قاموا بتعذيبه جسديا و نفسيا بعد 04 أيام من التعذيب في مخفر الدرك بالعيون و ما تعرض له من ممارسات مشينة و مهينة داخل الطائرة ، حيث لم يتم التعامل معه ورفاقه كآدميين ، بقدر ما تم التعامل معهم كحيوانات بحكم أن ملابسهم كانت تحتوي على رائحة البول و مليئة بالدماء ... ظلت عيناه معصوبتان و يداه مكبلتان إلى أن و جد نفسه داخل مكتب قاضي التحقيق الذي أخبره بتعرضه للتعذيب ، لكن لم يعر للأمر أي أهمية ، فقط سأله عن التهم المنسوبة إليه ..



يسأله رئيس المحكمة، عن علاقته ب " محمد باني "..



يجيب، بأنه لم يسبق أن تعرف آو رأى محمد باني إلا عند الدرك، مؤكدا على بطلان هذه المحاضر و حبك سيناريوهات يحتاج إلى عرضها في قاعات سينمائية و أكيد أنها ستحصل على جوائز قيمة...



يسأله محام الدفاع ، ما إذا كان قد أحس بالأمان أثناء الاعتقال...

يجيب، أبدا لم يمتلكه الأمان و تعرض للتعذيب بمخفر الدرك و ظل حافي القدمين مجردا من ملابسه و محروم من أبسط الحقوق...



يقاطعه رئيس المحكمة،



لكنه استرسل في الكلام بقوله إن مثوله ورفاقه أمام المحكمة العسكرية يشكل مرحلة مفصلية في التاريخ ، العالم يتابع تفاصيل هذه المحاكمة،

يسأله الدفاع مجددا ، عن ماذا استنطق خلال المرحلة التمهيدية لدى الدرك،



يجيب بأنه سأل عن موقفه من قضية الصحراء الغربية وزيارته رفقة الوفد الثاني المكون من 10 مدافعين صحراويين عن حقوق الإنسان لمخيمات اللاجئين الصحراويين و عن مشاركتي في الندوة الدولية بالجزائر و أنشطتي السياسية و عن عضويتي في تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان و علاقتي ب " أمنتو حيدار " و " علي سالم التامك " و " محمد المتوكل " و مجموعة من الأسماء البارزة في الصحراء الغربية و عن قياديين في جبهة البوليساريو .



يوقفه رئيس المحكمة و يسأله ممثل النيابة العامة هل كل هذه المعلومات يمكن للدرك أن يحققها معك خلال 04 أيام ،



يجيب "الشيخ بنگا"، نعم 04 أيام كانت تتمحور حول هذه الأسئلة و غيرها ، و لم أسأل أبدا عن ما تضمنته محاضر الضابطة القضائية من تصريحات لم يذكرها و لم يكن يعلم بها ...



يسأله محام الدفاع عن مجموعة من الأسئلة من قبيل هل سبق و أن ارتكب جريمة قتل في حق موظفين عموميين و هل تلقى أموالا للقيام بذلك و هل أعطى أموالا أو وسائل أخرى لأشخاص من أجل القيام بالعنف ...



و كان " الشيخ بنگا" يجيب بقوله " لا و ألف لا ..."



و حاول رئيس المحكمة إسكاته ، لكنه استرسل في الكلام قائلا :" أتعجب للرواية الرسمية المغربية و التي جاءت متضمنة في المحاضر لتبرير التدخل على مخيم اكديم إزيك و التي وصفت القائمين على هذا المخيم بأنهم يحتجزون أطفالا و نساء و عجزة ... و هنا أتساءل لماذا لم تحضروا أحدا من هؤلاء للقول بأنه كان بالفعل محتجزا ... قطعا لم تجدوا أحدا يؤكد هذا الاحتجاز ، لأن كل من كان نازحا بهذا المخيم يقف اليوم للمطالبة بالإفراج عنا و يحمل صورنا و يعلقونها في منازلهم ... هي مغالطة لا تختلف عن مغالطة وصف اللاجئين الصحراويين بالمحتجزين ، و الواقع أن علي المرابط منذ 10سنوات و صحفيي تيل الكيل زاروا المخيمات و أكدوا أنهم لاجئين و لا يمكن اعتبارهم محتجزين ، ناهيك عن الأرقام المهولة للزيارات العائلية التي تشرف عليها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ..."



يقاطعه رئيس المحكمة، ليسأله عن الوضعية كيف كانت بالمخيم و ماذا عن لجنة الأمن ؟؟



يجيب " الشيخ بنگا" بأن كلما يعرفه هو أن المخيم تمت محاصرته بجدار رملي و كان محروسا مطوقا بالجيش و القوات المساعدة و الدرك و رجال الشرطة الذين أقاموا مراكز للحراسة و لم يكن هناك انفلات يستدعي الهجوم على مدنيين في وقت مبكر و هم نيام ...

يسأله محام الدفاع ، هل تعرض لسوء المعاملة بالسجن،



يجيب " الشيخ بنگا" بأنه تمت إحالته و 05 من رفاقه إلى السجن حوالي الساعة 10 ليلا ، حيث تعرض رفقتهم للتعذيب و الإهانة بعد تكبيل يديه مع باب حديدي بدون أكل أو شرب و الحرمان من النوم مع سكب الماء البارد عليه و الحبس الإنفرادي في زنزانة عقابية لم ير الشمس على إثرها لعدة شهور ، و كان يقوم بتعذيبه ورفاقه الموظفون " يونس البوعزيزي " و " حسان المحفظي " و لما قام بعض محام الدفاع بزيارة المعتقلين تعرضوا لشتى أنواع التعذيب انتقاما لما صرحوا لمحامي الدفاع من سوء المعاملة ...



يسأله محام الدفاع هل ينتمي لجمعيات و ماهو نشاطه و هل سبق و أن تقدم بشكاوى و ما هو موضوعها ؟؟؟،



فيجيب، بأنه عضو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ـ فرع آسا و عضو تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان... أما عن الشكوى فكان موضوعها التعذيب و سوء المعاملة التي طالته وراسل في شانها عدة جهات رسمية مغربية ممثلة في الوكيل العام للملك بالمحكمة العسكرية و المدير العام للسجون و المجلس الوطني لحقوق الإنسان ...



و في الأخير نفى مجددا كل التهم المنسوبة إليه ، مستغلا الفرصة ، مثمنا دور الجمعية المغربية لحقوق الإنسان و حزب النهج الديموقراطي الذي ينتمي مناضلوه سابقا لمنظمة إلى الإمام ، مؤكدا على العلاقة المتميزة للشعب الصحراوي مع الشعب المغربي ، و مذكرا بمناضلين مغاربة أدوا ضرائب دفاعا عن قناعاتهم و التي كان من ضمنها دفاعهم عن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير ، و مستحضرا بكل إجلال و إكبار شهداء هذه المواقف الذين اعتبرهم أعلاما للإنسانية جميعا ك " عبد اللطيف زروال " و " سعيدة المنبهي " و " جبيهة رحال " و " أمين التهاني " و " مصطفى بالهواري " و " بوبكر الدريدي " و " عبد الحق شباضة " ....







و في حدود الساعة 05 و 55 دقيقة ( 17h55mn ) ، ينادي رئيس المحكمة عن المعتقل الصحراوي " محمد الأيوبي " المتابع في حالة سراح مؤقت ، و الذي وصل للمثول أمام هيئة المحكمة و هو يتكأ على عكاز و تم إجلاسه على كرسي قبل أن يواجهه رئيس المحكمة بالتهم التالية:

ـ تكوين عصابة إجرامية.

ـ العنف في حق القوة العمومية أثناء مزاولتهم لمهامهم المفضي للموت بنية إحداثه.



قبل أن يجيب طالب من رئيس المحكمة من ينزع ملابسه لرؤية آثار التعذيب على جسده، لكن رئيس المحكمة رفض ذلك ...



و في جوابه على التهم المنسوبة إليه أكد أنه و بعد أن مضت عدة أيام على بناء المخيم اشترى خيمة بملغ مالي قدره 2700 درهم مغربية و انه و أثناء الهجوم على المخيم كان نائما في خيمته قبل أن يفاجئ بضربه من طرف قوات الجيش و القوات المساعدة و تعرض للاغتصاب وسط خيمته و تم تعنيفه على مستوى الكلي و الذراع الأيمن الذي كسر ... و عند الدرك تم تعصيب عينيه و تكبيل يديه إلى الوراء و سكب البول على جسده و أرغم على شربه و ظل معلقا في الهواء محروما من الأكل و الشراب و من الدواء بحكم أنه مريض بأمراض السكري ...



و قال باللهجة الحسانية " جيت اللود الخبزة جات في دبزة " بمعنى أنه جاء للبحث عن الخبز فضرب و عذب في إشارة إلى نزوحه إلى مخيم " اكديم إزيك " ، و لما عجز رئيس المحكمة و كاتب الضبط على فهم كلامه تمت الاستعانة بمترجمين من اللهجة الحسانية إلى الدارجة المغربية ...



ليوجه له رئيس المحكمة مجموعة من الأسئلة متعلقة بالقتل و استعمال العنف ضد القوة العمومية و ما إن كان يملك سيارة ذات الدفع الرباعي...

فأجاب ، أنه ينفي كل هذه التهم المنسوبة إليه و أنه لا يملك رخصة السياقة حتى تكون لديه سيارة ذات الدفع الرباعي أو غيرها من السيارات ، مؤكدا على أنه تعرض للتعذيب و الاغتصاب...



يتدخل الدفاع ، و يلتمس من هيئة المحكمة إجراء خبرة طبية على التعذيب و الاغتصاب الممارس على " محمد الأيوبي ".



و في حدود الساعة 06 و 30 دقيقة ( 18h30mn ) رفع رئيس المحكمة الجلسة ، ليعود حوالي الساعة 07 و 35 دقيقة ( 19h35mn ) من أجل استئناف استنطاق ما تبقي من المعتقلين،



ناد رئيس المحكمة على المعتقل السياسي الصحراوي " محمد خونا بابيت "، غير أن هذا الأخير طلب تأجيل مثوله أمام المحكمة إلى الغد بسبب عدم قدرته على الكلام،



و ناد بدله المعتقل السياسي الصحراوي " سيدي أحمد لمجيد " الذي هو الآخر اعتذر لهيئة المحكمة و طالب تأجيل المناداة عليه إلى الغد ...



و توجه رئيس المحكمة صوب جميع المعتقلين السياسيين الصحراويين الذين لم يمثلوا أمامه إلى حدود الساعة، فرفضوا بسبب العياء ، مؤكدين على لسان المعتقل " سيدي عبد الرحمان زيو " أنهم يتم ترحيلهم حوالي الساعة 05 و 30 دقيقة صباحا من السجن و يتم إرجاعهم إليه من المحكمة في الساعة 10 و 30 دقيقة ، و هذا ما يجعلهم يشعرون بالتعب ...



و التمس محام الدفاع من هيئة المحكمة تأخير مناقشة القضية حفاظا على الوضع الصحي للمعتقلين و حتى يتمكنون من أخذ قسط من الراحة .



و أعطى رئيس المحكمة الكلمة لممثل النيابة العامة ، مؤكدا أنه كان بود المحكمة الإسراع في المناداة على بقية المعتقلين و استنطاقهم حول التهم الموجهة ضدهم ، لكنهم و مادام هم من طالبوا إلى جانب دفاعهم بمنحهم مهلة للراحة ، فإنه و طبقا للفصل 95 من قانون العدل العسكري لا ترى النيابة العامة مشكلة في التأجيل،



و حسم رئيس المحكمة الموقف ورفع الجلسة في حدود الساعة 08 مساء ( 20h00mn ) على أن يتم استئناف مناقشة القضية في اليوم الموالي بداية من الساعة 09 صباحا.





المكتب التنفيذي لتجمع المدافعين الصحراويين

عن حقوق الإنسان

CODESA

العيون / الصحراء الغربية بتاريخ : 18 ديسمبر / كانون أول 2016

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *