-->

حجم غير مسبوق لاختراق المخزن المغربي للجزائر


من العبث بمكان تغطية الشمس بالغربال، قنصل مغربي في وهران أصبح بحجم أجهزة الدولة الجزائرية أو ربُما أكثر، يٌقيم الاحتفالات بعيد المرأة يوم 8 مارس يُكرِّم ويُكرَّم، ويستدعي -كي لا نقول- يدعو إعلاميين جزائريين، ويُدافع في حضرتهم على ما يُسمّيه "الوحدة الترابية" للمملكة المغربية، التي تُكرّس إحتلاله للصحراء الغربية، ويُصفق عليه هؤلاء بوعي رُبّما أو بغير وعي، وفي خضمّ كلّ ذلك، تظل السلطات الجزائرية في موقع المتفرّج، غير قادرة على ردع هذه المُمارسات غير الدبلوماسية، على أراضيها وللأسف الكبير.
يوم 8 مارس الجاري أشرف القنصل المغربي بوهران على حفل بمناسبة اليوم العالمي للمرأة بقاعة الحفلات الجوالق "ليفاليز" بوهران، وحضرت بعض النسوة من الصحفيات الجزائريات، وهنّ يرتدين لباس السهرات، كي يتحوّلن إلى ديكور لهذا الحفل المُريب وغير المسبوق في تاريخ حفلات القنصلية المغربية بوهران، التي لم تُعوّدنا في العقود الماضية إلا على إحياء حفلات إعتلاء الملك للعرش أو إحياء عيد الإستقلال.
هذا التطور في تحرك القنصلية المغربية في وهران، أخذ أبعادا أخرى بحضور القنصل الفرنسي في حفل 8 مارس، وحضور بعض المسؤولين الجزائريين، غير المُبرّر، ما يُوحي بأن قواعد اللعب قد تغيّرت وأن المُقاولة للمخزن المغربي أصبحت علنية وغير مُستترة، 
وهذا الأمر بدأت إرهاصاته الجلية عند تكريم إحدى الجمعيات التي ترأسها زوجة مسؤول في قطاع جدّ حساس في الجزائر للقنصل المغربي محمد متوكل، في إحدى البلديات القريبة من وهران منذ زمن غير بعيد، بغير مُناسبة، وهي الجمعية التي خصص لها المجلس الشعبي الولائي بوهران في زمن غير بعيد جلسة للترويج لها ولرئيستها، وعلى ذكر هذا المجلس فإنّ أحد أعضائه كان حاضرا في حفل 8 مارس الجاري، وأجهد نفسه في إظهار محبّته وولائه للمخزن المغربي، شأنه شأن بعض أشباه الإعلاميين الجزائريين، وهنا لست بصدد الدعوة إلى مُقاطعة المغرب، أو التضييق على نشاط بعثاته وممثلياته الدبلوماسية، لكنني أُجهر بالفم المليان، أن احتفالات بعثة دبلوماسية أجنبية خارج مواعيد إحتفالاتها الرسمية، يحمل أكثر من دلالة، وبخاصة إذا كان خطاب الدبلوماسيين المغاربة أثناء هذه الإحتفالات يستفز مشاعر الجزائريين، ويخرق الأعراف الديبلوماسية.
تكرار مثل هذه المهازل إنما يكشف حجم إختراق المخزن المغربي المدعوم فرنسيا، للجزائر على شتّى المستويات، كما يُعرّي واقع الترهل في بعض مؤسساتنا وبخاصة منها الإعلامية والعمومية منها على وجه التحديد التي باتت تُغازل المخزن المغربي، وتُرسل إليه جميلاتها من الصحافيات ليتزيّن بها حفل "صديقنا الملك"، وفي الوقت نفسه تضع العراقيل أمام صحفييها لتغطية نشاطات الشعب الصحراوي، والحال كذلك نقول هل ما حدث هو مُجرّد هفوة، أم أنّ في الأمرِ إنّ وأخواتها، والفاهم يفهم...

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *